الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 14:01

التوطين القسري وأثره على بدو النقب/ بقلم: زهير ابن عياد

كل العرب
نُشر: 02/10/13 12:38,  حُتلن: 08:51

زهير ابن عياد في مقاله:

هناك مثل فاضلة استهدفت بنية تقويض مجتمع حي أساسه التقاليد والتراث والموروث لتسهل عملية ترويضه وتتطويعه

نحن امام مفترق طرق صعب يجب ان نتحد ونتعاضد فيها جميعا لا أن نجر وراء كل ناعق، ونزعم بذلك تطورا وتقدما

شكل بدو النقب في سنين خلت لوحات عمل جماعية استثنائية عظيمة ما زالت تلهج بها ألسنة شيباننا فكانوا مجتمعا فعالا ذات هوية حضارية ثقافية أدبية انسانية وحدوية

يظهر تعمد واستقصاد طمس التراث البدوي بأسره وما يحمله من مفاهيم ورؤى لأنه بيقين من أرادوا التوطين إستقر ان ذلك التراث إن إكتملت ملامحه يشكل عقبه في وجههم للسيطرة على المجتمع البدوي ارضا وفكرا

يواجه البدوي الخالص - وما زال - تحديّات جمّة، بجزيئياتها العميقة صقلته وشحذته وزادت من همته، ودفعته بالتالي أن يتقنّ فن التدبير أو قلّ الابداع، أما وقد وطنّ بجلافة وتكتيك فظّ فقد خفتت لديه روح التطلّع والذات المعنوية وغدت من اكبر التحديات التي تواجهه محاولة التماسك مع مجتمعه للاستمرارية، وهو تماسك في وقتنا يعتبر هشّا محاطا بالعجز ووهج التأثير.

كان التوطين بمسلكيته ونهجه وطريقة بعثه "ببساطة" خطأ تاريخيا فادحا متعمدا، ما زلنا نعاني هزاته الارتدادية حتى الساعة، لا غرو أن هناك مثل فاضلة استهدفت بنية تقويض مجتمع حي أساسه التقاليد والتراث والموروث لتسهل عملية ترويضه وتتطويعه، وبالتالي تأطيره وتثبيته واحتوائه في حيز ضيق. فقد تمت بتوجيهات سامية مسايسة البدو بضروب ضبابية تفصلهم عن تاريخهم وواقعهم ووحي أسلافهم، ومحصلة ذلك خروج جيل لم يرتقي الى مستوى الغير من معرفة وعلم وإدراك، ولا ثَّبت بالمقابل على اصالته وطبيعته، فآل حاله وماج – كمجتمع - إلى ما تراه اليوم من اضطراب وتلكأ وتفكك وضياع ذهني وحالة اغتراب لم يستطع بها مواكبة عصره الذي يعايشه، فببسيط العبارة الموجرة كان الفقر – كمثال - والعوز في أسلافنا يدفعهم للتكافل والتعاضد والتراحم، والمثل الأسباني " إذا دخل الفقر من الباب خرج الودّ من الشباك " لم يكن فعالا بين البدو حينها إن لم ينبذوا من يقول بذلك أصلا، حتى قال فيهم احد أباطرة المستشرقين انه من الغريب ان ترى البدوي ان نزل زادا أن يقاسمك لقمته حتى لو لم يعرفك ...

الظروف القاسية
بإحتراف نزيه خلق أسلافنا ودّا معينا بينهم ألجأتهم اليه الظروف القاسية، فجمعهم مزيج فريد من الصفات التي لا يمكن نكران فعاليتها في أستمرار الأجيال جيلا إثر جيل، فشكل بدو النقب في سنين خلت لوحات عمل جماعية استثنائية عظيمة ما زالت تلهج بها ألسنة شيباننا، فكانوا مجتمعا فعالا ذات هوية حضارية ثقافية أدبية انسانية وحدوية، بزخم قوي وثقة نفس مستشرية، ليتم كسر طوق ذلك وفي ظرف سنوات قليلة بشكل دراماتيكي فتاك، فحواه تعطيل كل ذرة من كينونة وكيان وكون البدوي ثقافيا اجتماعيا وحضاريا واقتصاديا، لتهيء نفسيته ويضبط ايقاعها ويتم تهجينه بما يتلاءم مع العصر الجديد - فصار ذلك أو كاد - حتى تمخض عن ذلك هذا الإغتراب الزمني الذهني لدى البدو والإحباط المبهم المصاحب بتصدع فكري ثقافي وبالتالي تشتيت في الرؤية الحضارية المستقبلية...

طمس التراث البدوي
في كواليس المسألة يظهر تعمد واستقصاد طمس التراث البدوي بأسره وما يحمله من مفاهيم ورؤى، لأنه بيقين من أرادوا التوطين إستقر ان ذلك التراث إن إكتملت ملامحه يشكل عقبه في وجههم للسيطرة على المجتمع البدوي ارضا وفكرا، فمفاهيم هذا التراث وايدولوجيته تبعث على التكاثر والنمو الديموغرافي، الحياة الزراعية، التكافل، التفنن الابداع والمثابرة، التعطش للحياة والجد بها، روح التضحية والايثار والفزعة، التأقلم مع الصعاب بل وقهرها وغير ذلك مما نلحظه في قرى البر التي ما زالت بها شذرات من هذا التراث تدفعهم لقهر الظروف ومعايشة الواقع رغم عدم توفر اساسيات الحياة العصريه فيها، فهي إذن قواعد مستمدة من الاسلاف الذين ثبتوا في الأرض وتحكموا بمفاصلها ...
لهذا كله وطبقا لهذه التأويلات تم البدء برسم منهاج ونمط روتيني خاص بالبدوي عليه ألا يتجاوزه فتم تطويقه وقضقضة الظروف التي تؤتي له بالرفاهية والعيش الكريم، فحرم من ثقافته الأصلية ((وبسبب هذا الحرمان نرى اليوم تلك الطفرة النوعية والصحوة العاطفية في علوم البدو من أنساب وشعر ولهجة وأيام من خلال الانترنت بنوافذه المتعددة فيسبوك منتديات قبلية مواقع شعر شعبي وكلها تتغنى وتمجد وتمدح البدو والقبيلة - بتطرف - إن أجيزت العبارة)).
بتلقائية بحتة أقول إن تراث القوم - باسلامه وعروبته وبداوته - الذي يمدهم بالانحاء ويؤصل بينهم رابط الانتماء استهدف لكي لا تلازمهم صفة الوحدة والانتماء، وبدوي النقب أغمط حقه بفعل ماكينة الفصل الفكري عن ماضيه والتي تعمل على رأسه ليل نهار، بيد أن ويستحسن ذكر ذلك، أن قلة منهم استطاعت الاحتفاظ بمدخراتهم الثقافية والاجتماعية التي استلهموها من سماحة الاسلام واصالة الحضارة والشيم القبلية الاصيلة، إلماما لا ينكر دورها في ثبات القرى غير المعترف بها كما أسلفت ... بعودة خطوات أقول أن الغالب على الساحة هو معول أو ادعاء العصرنة، فلا مرية أن هناك مثل عليا تتصل وتدعم سيرورة البقاء للمجتمع البدوي، أزلفت لمنيتها.

صمام الأمان
فبناءا على الآنف، الآن والأزمة في نفقها الضيق، وقد احاطت بنا احاطة السوار بمعصمه، علينا البحث عن صمام الأمان وتوجيه البوصلة لإعادة تقييم سلوكنا، ونقد الذات، بنظرة ثاقبة الى الأمام تستشرق متطلبات المرحلة وظروفها، علينا الخروج من التقوقع والتموضع الآني المتميز بانعدام الثقة في النفس، التي ركنت الى دعة الرفاه ومنّة التأمينات ، وذلك بخطوات لا بدّ من إتباعها ليكون نضالنا شاملا راقيا باتجاهه لعدة اصعدة، بقصد - كما كررت انفا - تعمدّ المغرضون بإذابة تراثنا وإرثنا الحضاري سواء كان ذلك ثقافة وأدبا او اجتماعيا أو تاريخا وحتى اقتصاديا وأصبحنا نعجز عن أقلمة أنفسنا للظروف الراهنة، وتجارب من سبقنا نستسيغ منها الكثير في هذه الناحية، جهدوا على إذابة تراثنا وزرع تصورات مفادها أن التوطين أنقذنا ولو بقينا على ما نحن عليه من ربع الترحال لمتنا جوعا ... ولا أخفيكم سرا بأن الندم يعتصر البعض لتخليه عن إرثه فلم ينعم بالرونق الصحراوي المؤسس على الفطرة والبساطة الكريمة .. وعليه يجب ان نعيد صهر تراثنا ودمجه في حياتنا اليومية بكل تفاصيله القديمة البناءة، يجب ان نتخطى حواجز الوهم والتذبذب هنا وهناك، وان نتجاوز دائرة "الميثولوجيات العصرية " باستنباط، استقراء، واستحضار كل ما هو مقنع واقعي من تراثنا الأزلي واستنساخه كتجربة آنيه قد تفيد وتساهم في وجودنا وان قصدت التراث فأعني به - واركزعلى ذلك لاخر المقال -الذي لا يتعارض مع الشرع الكريم.. ولا اعتقد بالمناسبة أن العمل تجاه شرائح معينه فئوية قد يعود بالنفع، إن لم يستنزف الجهود وينسفها فانه يخلق حالات من البلبلة والفوضى الخلاقة، ولا يتعدى كونه مضيعة للوقت لا جدوى منها، اقصد الجمعيات والمؤسسات والهيئات التي خرجت علينا أخير في النقب، على كثرتها فاني اراها تطلّ برأسها وكأنها خجولة من تراثها وتاريخها البدوي، وتعمل على استحياء ومكابرة، دون تطرق للمفاهيم " الاعرابية " بشيء، وظهورها في هذه الظروف لا يعدوا كونه تسجيل حضور جماهيري لا غير، يدرك الجميع ان البدو مجتمع محافظ له تقاليده وعاداته التي لا يحيد عنها وأية محاولة لفرض أجندة خاصة بالقفز من فوق هذه الهوية، لا بدو ان تهوي لطرق الفشل، علاوة على اننا امام مفترق طرق صعب يجب ان نتحد ونتعاضد فيها جميعا، لا أن نجر وراء كل ناعق، ونزعم بذلك تطورا وتقدما، أمرين لنا فيهما المجال والمآل، الحفاظ على الأرض، وتأكيد الهوية العروبية الاسلامية المحافظة، مع ابراز جذورنا واعتزازنا ببداوتنا لا مواربة وتغاضي عن ذلك.

تخطي مرحلة العجز
علينا تخطي مرحلة العجز والوهن الفكري في خضم ثورة اعلامية ثقافية نهضوية ترافق هذا الحراك النشط في وسطنا، لا ان نجعل الامور تتفاقم ونصر بدون أي تبرير على ايدلوجيات لا توازي انماطنا البتة، بواقعية وموضوعية يجب ان نساهم باسهامات جادة وجديدة بانتاج فكري معاصر يوازي أو يستمد من التراث، وذلك بدراسة نواميسه وبتأنٍ ولا ضير في فهمه وادراكه وبالتالي الاجتهاد والابداع بمعطيات جديدة تنطلق من ثقافتنا وتربيتنا، لا مندوحة عن سقوط الحتميات لتشكيل اللحظة الآنية كإنجاز، لحظة تواجه كل خلل ينخر في ابداننا التي غدا ديدنها على تكريس الاتكالية والتسليم بالواقع منوطا بالظرف الراهن والرضى بالقليل وقتل الطموح، يجدر بنا ان نقوم اعوجاج آلياتنا بمراجعات فكرية تهتدي الى القيم والثوابت لا ضربها بعرض الحائط وكأنها أتت من فراغ، والمتتبع للساحة اليومية في نقبنا يشاهد تطور نوعي وبتسرع لقيام هيئات وجمعيات ونحل عديدة جلها تنبذ تراثنا للعراء، وتزعم انها تعالج وتداوي الداء ... صراحة انهم يسبحون في الوهم والفوقية، ويساهمون في تغييب ذاتنا، وعن غير قصد ونية يقوضون كياننا كأصلانيين من منبع تاريخي عريق، فلا لاستحقار واستصغار واستخفاف تراثنا وهويتنا ..

وهذه توصيات تنهض بالتراث:
- أن ندرك بأن لنا حقا تاريخيا هنا يضرب في اعماق التاريخ، واجب علينا صيانته والذود عنه .
- أن نستلهم روح الأجداد، الذين لا ينكر دورهم في الثبات. وعلينا مواصلة المسيرة .
- ان لا نحيد عن تراثنا عرضا ومفاهيمنا البدوية المستمدة من ديننا الحنيف، ونعيد صياغة وبعث هذا التراث وإحياء نبضه ..
- تأصيل هويتنا العروبية الاسلامية، في ظل التشرذم الحاصل، واسترجاع العادات والصور والتقاليد والقيم الحميدة التي يحث عليها ديننا الحنيف .
- التشبث بالأرض، حتى لو الجأتنا الظروف ان نقاسي قرّ البرد وحرّ القيظ لأنه لا مستقبل بل وطن .
- عدم نسيان الذات والذوبان البطيء وسط مجتمع اخر والتورط في متاهات الهوية، وذلك بتطوير صيغة تلاحمية بين الموروث الشعبي والحضارة الانية .
- المساهمه في اعادة صياغة الأدب والثقافة والفنون البدوية شعرا ونثرا ..
- التواصل مع العرب طالما نحن امتداد عرقي وفكري لهم، نستشعر معهم كل ضائقة ونفرح لفرحهم ...
- تشكيل مجمع أدبي ثقافي علمي فكري يتابع كل جديد وتأطيره كهيئة علمية بدوية هادفه ...
- انتهاج الوسطية الحضارية في مدارسنا، ولو اننا نستسيغ ما يجري فيها على مضض
- ان نملك المرونه الواقعية العقلانية لنوازن بين ما اجبرنا عليه وثقافتنا، وليس التذبذب والتنكيس ..

مؤامرة قديمة جديدة
حاصلة القول اختصارا لما كثر، ليدل بأننا في خضم مؤامرة قديمة جديدة تكيد النقب وكيانه، وعلى ضوء الاحداث الاخيرة المتسارعة، نشأت اوضاع اشبه بمراتع للفتنة غدا الكل فيها يغني على ليلاه، وذلك بمهاجمة الروح البدوية المحافظة الملتزمة دينيا، ونعتها بالتخلف والتقهقر، ينبغي طرح طروح تلفت النظر الى الواقع البدوي الاصيل، عربي النبل، كريم المحتد ...
الاصالة دونها لا تقدم، وأي إنقاذ ثقافي لا بد ان يبدأ من الهوية الحضارية الاصلية للشخص، وان يهاجم وبهذا الشكل ميراثنا القبلي البدوي السمح، هذا الميراث الذي اصبح من يبتغي الشهرة ينعق ضدة، وكأنه لم يولد من رحم البداوة او تلفحه هبائب عصرها، ولماذا هذه الانسلاخة والانقطاعة المخزية عن تراثنا من قبل مدعي الثقافة والعلم، في حين ان صروح تبنى في الغرب لاجل تدريس ولملمة هذا التراث والاستفادة منه وهناك مئات المستشرقين الذين دونّوا عن حياة البدو وتقاليدهم، فكان فكرهم حقا يبتغى الباطل به، فغلبت غيرتهم وحقدهم الحقيقة فكانت الدسائس المعروفة، وفي دول الجزيرة العربية - الخليج العربي – برز الاهتمام الجليّ لوزارات الثقافة ولجمعيات الثقافة والفنون كما ترعى ذلك السعودية والامارات والتي تقيم الاولى منهما مهرجانا سنويا المشهور بالجنادرية وهو مهرجان وطني للتراث والثقافة، وفي اسرائيل المحاطة بالعرب هناك اهتمام واضح بالموروث الشعبي واللغة العربية ولهجاتها فأنشات لهذا الغرض مؤسسات ومراكز البحثية تهتم بدراسة وترجمة اداب اللغة العربية ودراسات الشرق الاوسط والدراسات اللغوية المقارنة بين اللهجات السامية وارتباطاتها بالادب الشعبي، وفي اكبر جامعات الغرب والجامعات الامريكية كان الاهتمام الجلي للحياة والثقافة التقليدية في الشرق بل ان جامعة كاليفورنيا لديها اتحاد بحثي بين عدة كليات الانثروبولوجيا والفلكلور وكلية دراسات الشرق الادنى وقسم الادب لمقارن وتبعث المختصين والباحثين لدراسة تراث الشرق... أهلونا ومن سبق سطروا في الصحراء وبيوتاتها مرواءت ونجدات قلما تجد مثيلاتها، عاشوا وثبتوا وتأقلموا مع ظروف جبارة، قهروها بعزم وعزيمة، ليناولونا تراثا ابيا عصيا ... غدا البعض يهاجمه دون وعي فاستنكروا العادات، وسخروا من حشمة البدوية وتسترها، وعدوا الشعر والادب وللحكايات البدوية ضربا من الخرافة، فاستهانوا بمقولة من ماضي له لا حاضر ومستقبل ينتظره ...

صياغة تاريخ بدو النقب
وعليه يجب اعادة تكوين وصياغة تاريخ بدو النقب، كواجهة حية تضرب بأطنابها في عمق التاريخ، حكاية وادبا وثقافة وتاريخ، واجب وطني خلقي على كلا من موقعه ان يضع اسهامته في هذه الناحية ..ان استغلال المصادر المتنوعة في موروثنا الشعبي تدفع على الجلد ومعاني الصبر والاستغلال الامثل وبالتالي الانجازات والانطلاقة، فلو تم استحضار خبرة وحكم ومناقب وفضائل عديدة يزخر بها موروثنا لاستطعنا بهذه المعايير بناء المجتمع واقعاد قواعدة، كمثال ليتضّح المقال، الاصالة الانسانية والتالف الايثار وتقديم المصلحة العامة على الضيقة لدى احدهم، وبذلك لا شك تحلّ كثيرا من الاشكاليات بالتعاون والتكاتف ...
البدوي السابق لديه من دقة الفكر والنظر وملاحظة الجزئيات ما ينبئا عن الكثير من ظواهر ابن الصحراء وتصرفاته وتوقعاته، التي لها اثرا كبيرا في العلوم الانسانية والاجتماعية وهبّ نحوها ذوي الاهداف العلمية المحضة، فكان ان انتشرت علوم المشافهة والتاريخ الشفوي الباحث في تراكمات الادب الشعبي خاصة الخاص بالبدو الترحاليون لان ثقافتهم ثقافة شفهية لا تكتب، فبرزت اهتمامات الاثنولوجيون بالقيم الثقافية السالفة لأنهم ارادوا وفق د. الصويان اجراء بحث مقارن يتوصلوا من خلاله الى الفروق الذهنية والشعورية والسلوكية التي تميز المراحل الشفهية على سلم التطور البشري عن العصور اللاحقة التي تنتشر فيها الكتابة والتدوين.
لن نسمح بضياع تاريخنا هنا بتلك السلاسة والسهولة، ونتغاضى عن امتدادنا العروبي التاريخي حتى حقب الكنعانيين واليبوسيين، لن نقنع بوصمة - غزاة - ولن نستكين لترانسفير جديد قديم، نحاول جاهدين توثيق وتدوين كل شاردة واختها الواردة في تاريخ النقب حفاظا على زخم هويتنا العروبي الاسلامي في هذا البلد، ان نوثق مناطقنا وجغرافياتنا باسماءها العربية الموروثة عن الاجداد .. ان نعيد الحكاية العربية البدوية التي تحيي المروءة وتذهب الجفاء وتنشأ الرجولة، وتربي على الصدق وبذل المعروف والاحسان هنا من الصحراء المعطاء ستكون البداية ومن تاريخنا نقتات...
وسنقف معا امام غلاة التطرف الذين يريدون القضاء على شريحة الشباب وتمويه تاريخ اهلهم ونسف ارثهم وتراثهم ليتخلوا طواعية فيما بعد عن بحبوحتهم الصحراوية ويلجأوا الى تقاسيما من الأرض، ضيقا فضاءها، محشورا فناءها ..

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة