الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:02

لماذا يصمت جرايسي أمام تصريحات بولس؟/ بقلم: بشارة خميس

كل العرب
نُشر: 01/10/13 13:16,  حُتلن: 18:54

بشارة خميس في مقاله:

بيت لحم ورام الله ما زالت تشهد "تصحرا" للوجود العربي المسيحي رغم وجود وتخصيص منصب رئيس البلدية لمسيحي ابن المدينة

 لست افهم حتى هذه اللحظة لماذا لم يقم الرئيس بدعوة عاجلة لعقد مجلس بلدي استثناني وسماع وجهة نظره والخروج بقرار باجماع جميع القوى الفاعلة على الساحة النصراوية؟

مكانة الناصرة وطابعها المسيحي لا يتزعزع ولا يخدش بديانة رئيس البلدية فقداسة ومجد وتاريخ الناصرة اكبر واعظم من انتماء الرئيس الى طائفة معينة واكبر من أي رئيس كان لها

كان بالأحرى الخروج بمقترحات لمنع انغراس رئيس بلدية في كرسي الرئاسة أكثر من دورتين عملا بالديمقراطية وتعميقا لمبدأ التجديد والتحديث وضخ الدماء الجديدة حتى نتجنب رؤساء متعبين

على بيت لحم ان تحذوا كالناصرة وعليها أن تختار رئيسا مع رؤيا شمولية وحلول لكل اهلها رئيسا يأتي بالاستقرار للمدينة رئيسا حاسما وشجاعا في قراراته في ساعة الصفر رئيسا يجمع ولا يفرق

مررنا بتجربة قاسية مزقت النسيج النصراوي ولا زلنا حتى يومنا هذا نعاني من ارتدادات امواجها ولا يخفي على احد أن هناك مشكلة اجتماعية في الناصرة وكلا الحزبين المسؤولين لا زالا يتناحران على السلطة

هدفهم المنشود جاء لتحريف المعركة الانتخابية من مسارها الطبيعي والمقبول في محاولة لابعاد وطمس النقاش الحقيقي في الشارع الذي يتمثل بالفشل الذريع في ادارة بلدة لها مكانة خاصة دينيا وعالميا ومكانه وطنية فلسطينية 

إن المتغيرات القوية المزلزلة في الشارع النصراوي والتي حدثت نتيجة دخول شخصية مقبولة وجامعة لاهل البلد، وتشكيلها لقائمة انتخابية نصراوية اصيلة اوضحت للمعنيين بالأمر أن التغيير الحقيقي قادم لا محاله. وما جرى في نهاية الاسبوع ما هو الا محاولة بائسة في توقيتها يفهم منها انها جاءت الى مد يد العون لانقاذ بيئة حاضنة من تسونامي شعبي حاضن لكل النصراويين وذلك بواسطه اقتراحات وافكار وطروحات تدغدغ وتنمي المشاعر في التقوقع والانعزاليه لفئة من اهل الناصرة الطيبين الشرفاء وكأن الدرع الواقي سيحميهم من تصحر الوجود العربي المسيحي في الناصرة والجليل. ومن هذا المنطلق يفهم من المقالة دعوة الى شرعنة التقسيم على اساس ديني- بحيث يكون هناك قرار بأن رئيس/ رئيسة بلدية الناصرة هو/هي من الطائفة المسيحية فقط.

تعيين ديني
هذه الطروحات الانعزالية لم تثبت مصداقيتها وصحتها في التجارب المذكورة في بيت لحم ورام الله حيث ما زالت تشهد تلك المدن" تصحرا" للوجود العربي المسيحي رغم وجود وتخصيص منصب رئيس البلدية لمسيحي ابن المدينة، وحتى أنها لم تشجع الاهالي على هجرة عكسية نتيجة هذا التعيين ذات الطباع الديني.

مكانة الناصرة
إن مكانة الناصرة وطابعها المسيحي لا يتزعزع ولا يخدش بديانة رئيس البلدية فقداسة ومجد وتاريخ الناصرة اكبر واعظم من انتماء الرئيس الى طائفة معينة واكبر من أي رئيس كان لها. وجاءت هذه المقالة في توقيت من الممكن أن يحرف مسار انتخابات بلدية الناصرة الى مسار سئمه الناخب النصراوي. فالنصراوي بالمعركة الانتخابية الحالية راقت أذنه للبرنامج والخطاب البلدي التي تقوم به القوائم الطامحة للسلطة وبعد 15 عاما من الخطاب الطائفي الذي روجت له القوتان الاساسيتان وطاب لهما استغلاله لجلب الاصوات، أفرحنا النصراوي بتفاعله مع هذه الاجندة الجديدة التي كما يبدو لم ترق للبعض ومن شدة خوفهم وذعرهم نصبوا اجتهادا غير مدروس من اجل استنفار وتجييش وتعبئه شارع بدأ يخرج اخيرا من انعزاليته ويعود الى مكانه الطبيعي في مستوى النقاش والتفكير لمصلحة البلد. هدفهم المنشود جاء لتحريف المعركة الانتخابية من مسارها الطبيعي والمقبول في محاولة لابعاد وطمس النقاش الحقيقي في الشارع الذي يتمثل بالفشل الذريع في ادارة بلدة لها مكانة خاصة دينيا وعالميا ومكانه وطنية فلسطينية.

صمت رئيس البلدية
إن صمت رئيس البلدية حتى هذه اللحظة لا يوجد له أي تفسير، فهو من عودنا انه الرائد في ابداء رأيه في عدة محافل من هذه القضايا التي يرى فيها جزء من مخطط سلطوي للتفرقة بين ابناء الشعب الواحد. لذلك فاني لست افهم حتى هذه اللحظة لماذا لم يقم الرئيس بدعوة عاجلة لعقد مجلس بلدي استثناني وسماع وجهة نظره والخروج بقرار باجماع جميع القوى الفاعلة على الساحة النصراوية؟

النسيج النصراوي
وخطابي هنا موجه بالاساس الى اهلي واحبائي في مدينتي الحبيبة.. نحن ابناء هذه المدينة الغالية اشد وعيا مما يمكرون لنا فلنا في شرقنا الحبيب ماض وحاضر ومستقبل لا يقف عند ديانة رئيس البلدية. ادعو اخواني واهلي في الناصرة الى تحليل مجريات الامور واسقاطاتها علينا نحن المواطنون المخلصون. ومخاطر تقوقعنا داخل وطننا وبين ابناء شعبنا وكذلك فانني ادعوهم للتمعن والنظر الى الامور بحكمة اجدادنا واسلافنا واتخاذ القرار الصحيح بعيدا عن الهواجس والمخاوف التي لا اساس لها الا بمخيلة النفوس المريضة. ان الناصرة مقبلة سياسيا على مرحلة جديدة وعلينا قراءة المعطيات الجديدة للمرحلة المقبلة والتناغم معها. لقد مررنا بتجربة قاسية مزقت النسيج النصراوي ولا زلنا حتى يومنا هذا نعاني من ارتدادات امواجها، ولا يخفي على احد أن هناك مشكلة اجتماعية في الناصرة وكلا الحزبين المسؤولين لا زالا يتناحران على السلطة فأحدهما مقتنع بحدوث انفراج والثاني يتحالف مع نفسه وينزع عباءته المتشددة.

قوى جديدة
لكن ما يفرح القلب هو وجود قوى جديدة على الساحة حاربت التقوقع والتشدد بروح نصراوية ابوية تستوعب الجميع ولا تفرق بين الاخوة. انما تمشي مع الحق وللعدالة الاجتماعية. هذه القيادة الجامعة ونهجها الشريف هو الضمان لاستقرار الاهالي في المدينة. 

بيت لحم
إن لبيت لحم خصوصيتها، ولكن ليس بالضروري أن ما يصلح هناك ملزم في عاصمة الجليل... حبذا لو سمعنا اقتراحات لهاتين المدينتين التوأمين ولكافة المدن والقرى العربية بشرعنة مطلب ترشيح رئيس بلدية لدورتين او ثلاث حيث نضمن روح التغيير والطاقات المتجددة. تعالوا نعمل معا لوقف هجرة الشباب عامة، تعالوا معنا لوقف هجرة المصالح التجارية، تعالوا معنا لنوقف هجرة العقول الفكرية والثقافية واعادة المكانة الاقتصادية والسياسية والثقافية للناصرة. إن على بيت لحم أن تحذوا كالناصرة وعليها أن تختار رئيسا مع رؤيا شمولية وحلول لكل اهل الناصرة، رئيسا يأتي بالاستقرار للمدينة، رئيسا حاسما وشجاعا في قراراته في ساعة الصفر، رئيسا يجمع ولا يفرق، رئيسا يدور الزوايا لا رئيس أزمات.
"ان ناصرتنا الغالية بدأت تتنفس حرية فرجائي لكم ألا تقطعوا عنها الهوا...

يتبع...

الكاتب هو المرشح العاشر في قائمة ناصرتي

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة