الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 08:02

نحن لسنا في لبنان حيث توزع المناصب حسب الطوائف/بقلم:عصام خالد حسن

كل العرب
نُشر: 29/09/13 09:18,  حُتلن: 11:15

عصام حسن في مقاله:

أكثر ما أدهشني هي النتيجة التي توصل إليها المحامي المحترم حين قال بما معناه "انه يجب التوصل الى معادلة تضمن أن يكون رئيس بلدية الناصرة مسيحي أو مسيحية"!!!!!!

هذا الإستنتاج أو الإقتراح لا يمكن القبول به لأسباب عدة أهمها: نحن لا نعيش في لبنان حيث يتم إنتخاب أصحاب المناصب بحسب ديانتهم لأن هذه الطريقة بحسب رأيي طريقة ممقوتة وطائفية وعنصرية

كلنا لديه جيران من كل الطوائف كلنا نعمل مع أشخاص من كل الطوائف كلنا نأكل مع أشخاص من كل الطوائف نحتفل ونحزن ونعزي ونفرح وألاهم اننا نعيش جنبا الى جنب من كل الطوائف دون تفرقة

رئيس البلدية في الناصرة كان خلال حوالي الثلاثين سنة من أبناء الطائفة المسيحية وصعد الى الحكم بأصوات الأغلبية وهم من أبناء الطائفة الإسلامية الذين يشكلون أكثر من 70 بالمائة من أهل البلد

أعتقد أن المحامي بولس هو إنسان محترم وله مواقف وطنية مشرفة كثيرة وهو كمحام ناجح في مجالات عمله يحق له التحدث عن مواضيع تتعلق بعمله ومهنته وإنجازاته لكن يبدو لي أن المقال الذي كتبه لم يكن ناجحا بنفس قدر نجاحه في عمله كمحام

أعتقد انه يأسف على انه تطرق الى موضوع من هذا النوع لانه ومع الإحترام ليس من سكان الناصرة ولا يعرف تفكير أهل الناصرة ومعتقداتهم مثل أهل الناصرة أنفسهم وصدقني إذا قلت لك أن ما كتبته متفق عليه بيني وبين مجموعة من أهالي الناصرة الذين يجلسون بجانبي قسم منهم مسلمون والقسم الآخر مسيحيون

أدهشني المقال الذي كتبه المحامي جواد بولس، خاصة انني أعهده شخصية وطنية مكافحة من الدرجة الأولى، خاصة في مجال الدفاع عن حقوق المظلومين والمعتقلين، وصاحب آراء تقدمية لا تمت الى الطائفية بصلة، وأكثر ما أدهشني هي النتيجة التي توصل إليها المحامي المحترم حين قال بما معناه "انه يجب التوصل الى معادلة تضمن أن يكون رئيس بلدية الناصرة مسيحي أو مسيحية"!!!!!!

شرح للمحامي بولس
أود أن أشرح للمحامي المحترم، أن هذا الإستنتاج أو الإقتراح لا يمكن القبول به لأسباب عدة، أهمها: أولا: نحن لا نعيش في لبنان، حيث يتم إنتخاب أصحاب المناصب بحسب ديانتهم (الرئيس ماروني، رئيس الحكومة مسلم، رئيس البرلمان درزي وقائد الجيش مسيحي) لأن هذه الطريقة بحسب رأيي طريقة ممقوتة وطائفية وعنصرية وإن دلت فإنها تدل على طريقة بحسب رأيي لا تليق بشعب متحضر مثل الشعب اللبناني، ثانيا: نحن في الناصرة شعب واحد ولا نفرق بين مسلم ومسيحي، وأنا مثلا لا أختار أصدقائي بحسب دياناتهم وأود أن أقول لك أن أحد أعز أصدقائي على الإطلاق هو مسيحي (وعذرا ابا تامر لاني إخترتك بحسب ديانتك) ونحن لا نفكر بهذه الطريقة وكلنا لديه جيران من كل الطوائف، كلنا نعمل مع أشخاص من كل الطوائف، كلنا نأكل مع أشخاص من كل الطوائف، نحتفل، نحزن، نعزي، نفرح وألاهم اننا نعيش جنبا الى جنب من كل الطوائف دون تفرقة من هذه الناحية (اللهم الا طائفة صغيرة من الطرفين التي تتعامل بشكل طائفي)، ثالثا: رئيس البلدية في الناصرة كان خلال حوالي الثلاثين سنة من أبناء الطائفة المسيحية، وصعد الى الحكم بأصوات الأغلبية وهم من أبناء الطائفة الإسلامية، الذين يشكلون أكثر من 70 بالمائة من أهل البلد ولا يمكن للأصوات المسيحية أن تؤدي الى صعود رامز جرايسي الى سدة الحكم لوحدها لأنهم أقلية في الناصرة، رابعا: أنا ابن الناصرة وعشت فيها حوالي الـ60 عاما، جيراني المسيحيين لم يغادروا البلاد ولم يهاجروا وهم مرتبطين بأراضيهم وبيوتهم ووطنهم مثلهم مثل كل أبناء المدينة الآخرين من المسلمين والمسيحيين، عدد قليل جداً منهم هاجر، لكني أعرف أشخاصا مسلمين من أبناء المدينة هاجروا الى الخارج يفوق عددهم عدد المسيحيين الذين هاجروا، أي أن الهجرة ليست على أساس طائفي وإنما لضيق العيش او لأسباب أخرى يمكن التنبؤ بها.

نجاح وتجريح 
أنا أعتقد أن المحامي بولس هو إنسان محترم وله مواقف وطنية مشرفة كثيرة وهو كمحام ناجح في مجالات عمله، يحق له التحدث عن مواضيع تتعلق بعمله ومهنته وإنجازاته، لكن يبدو لي أن المقال الذي كتبه لم يكن ناجحا بنفس قدر نجاحه في عمله كمحام، وأنا أعتقد انه يأسف على انه تطرق الى موضوع من هذا النوع، لانه ومع الإحترام ليس من سكان الناصرة ولا يعرف تفكير أهل الناصرة ومعتقداتهم مثل أهل الناصرة أنفسهم وصدقني إذا قلت لك أن ما كتبته متفق عليه بيني وبين مجموعة من أهالي الناصرة الذين يجلسون بجانبي قسم منهم مسلمون والقسم الآخر مسيحيون. (مرة أخرى أنا آسف لاني قمت بتصنيف الناس بحسب الطوائف وليس بحسب الصداقة والمعرفة والقرب).

عصام خالد حسن – معلم ومربي متقاعد

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة