الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 10:02

تدخل جواد بولس في الناصرة يعني صب نار الطائفية/ بقلم: فريد ضاهر

كل العرب
نُشر: 27/09/13 09:43,  حُتلن: 12:07

فريد ضاهر في مقاله:

الا يعلم الكاتب المحترم الفرق بين رئيس بلدية تحت سلطة فلسطينية وبين رئيس بلدية في اسرائيل

يبدو اقتراحا وطنيا في ظاهره وحقيقة الامر أنه تدخل طائفي سافر في انتخابات بلدية الناصرة وتوجيه للتصويت على أساس طائفي

وقاحة ما بعدها وقاحة وكأنها حرب يا روح ما بعدك روح عند بولس ومن خلفه بعد أن شعروا بأن رئاسة البلدية ستنتقل الى علي سلام فبدأ/بدأوا بتناول معايير طائفية تدغدغ حتما ضعفاء النفوس

اليقين بفقدان الجبهة لرئاسة البلدية عند الكثيرين ممن يعرفون ما يجري في الناصرة من تحول كبير لجهة التغيير الذي يقوده علي سلام استدعى مقاله سيئة مسيئة للناصرة ولاهلها ولعب بنار الطائفية

هناك سلطة مركزية غير معنية باحتكاكات طائفية ومستعدة لارسال كل شرطة الضفة لبيت لحم في حال وقوع اشكال من هذا النوع وقمعه بيد من حديد وبين سلطة اسرائيلية تصب الزيت على النار وتسعى لخلق فتنة طائفية


تدخل سافر في انتخابات بلدية الناصرة، يقوده المحامي جواد بولس. في مقالته التي جاءت بعنوان: الناصرة اخت لبيت لحم، يتحدث هذا الكاتب عن التصحر المسيحي في فلسطين التاريخية (ويقصد هجرة المسيحيين) وعن قرار القيادة الفلسطينية بحفظ اماكن في البرلمان الفلسطيني للمسيحيين في الضفة وغزة وعن القرار باصدار مرسوم يقضي بأن يكون رؤساء بلديات رام الله وبيت لحم ذات الاقلية المسيحية من المسيحيين. كان هذا ايام الرئيس ياسر عرفات وما زال ايام الرئيس محمود عباس وكل ذلك خوفا من زيادة مساحة التصحر في المناخ الاجتماعي القلسطيني.

مشروع وطني مشترك
ويستمر بولس ويسرد الى أن يصل الى التالي: "إلى ذلك، فما دامت فلسطين كلها تعاني حالة اجتماعية واحدة، وتعيش فضاء ثقافيًا متناغمًا، فإن على قادة الجماهير العربية في داخل إسرائيل التكامل مع ما قامت به قيادات فلسطين، والتنسيق للعمل على وضع مشروع وطني مشترك، مبتدؤه دراسة مقترح يقضي، بأن يُحفظ منصب رئيس بلدية الناصرة لمسيحي أو مسيحية من أبنائها. لا يعنيني في هذا الشأن المكسب الطائفي الكنسي، بل ما سيحقّقه هذا القرار من مردود ومعان وما سترمز إليه هذه الخطوة. فما دامت فلسطين، بكل دياناتها وأطيافها، قد قبلت ما استحدثته قياداتها منذ قريب العقدين في مناطق 67 فلماذا لا يصح ذلك على الناصرة، وهي بلد البشارة والمسيح عليه السلام ومريم التي طهّرها الله واصطفاها على نساء العالمين." انتهى الاقتباس من جواد بولس.

معايير طائفية
وقاحة ما بعدها وقاحة وكأنها حرب يا روح ما بعدك روح عند بولس ومن خلفه، بعد أن شعروا بأن رئاسة البلدية ستنتقل الى علي سلام فبدأ/بدأوا بتناول معايير طائفية تدغدغ حتما ضعفاء النفوس، 25 يوما قبل الانتخابات يقوم جواد بولس بهذا التدخل الفظ بانتخابات بلدية الناصرة، يبدو اقتراحا وطنيا في ظاهره وحقيقة الامر أنه تدخل طائفي سافر في انتخابات بلدية الناصرة وتوجيه للتصويت على أساس طائفي.

طائفية مغلفة بالوطنية
لو كان هذا السم الذي دلقه امامنا جواد بولس ليس تدخلا ولا علاقة له بانتخابات بلدية الناصرة كما يدعي، لامتنع عن نشره على الأقل في الصحافة ولكان ابقاه لمؤتمره الاسبوع القادم. طائفية مغلفة بالوطنية هذا ما جاء في رسالة المحامي الفذ، ما كان يجرؤ جواد هذا على كتابتها لو علم أن الناصرة والمسيحية شهدت عزها الاجتماعي والتلاحم المسيحي المسلم، ايام رؤساء البلدية المسلمين ابناء عائلات يشهد لها القاصي والداني.

الهجرة 
ألا يعلم الكاتب المحترم بأن اكبر نسبة هجرة في الـ50 سنة الأخيرة للمسيحيين كانت ايام الرئيس المسيحي رامز جرايسي الذي غاب عن حياة المدينه الاجتماعية؟ الا يعلم الكاتب المحترم الفرق بين رئيس بلدية تحت سلطة فلسطينية وبين رئيس بلدية في اسرائيل، بمعنى أن هناك سلطة مركزية غير معنية باحتكاكات طائفية ومستعدة لارسال كل شرطة الضفة لبيت لحم في حال وقوع اشكال من هذا النوع وقمعه بيد من حديد، وبين سلطة اسرائيلية تصب الزيت على النار وتسعى لخلق فتنة طائفية (كما يفعل هو نفسه) كما حدث في الـ98 في الناصرة.

خلق فتنة
يدرك الكاتب أن اقتراحه للقيادة العربية في البلاد هو غير واقعي وغير قابل للتنفيذ ويندرج في خانة كلام الانشاء والهدف منه فقط خلق فتنة. لو علم الكاتب بأن معظم كنائس المدينة بنيت في فترة حكم القائد الوطني العروبي الشيخ ظاهر العمر الزيداني (المسلم) وبدعم مادي منه بدءا من كنيسة الموارنه، كنيسة البروتستانت، كنيسه اللاتين، وكنيسة الروم الأرثوذكس في الفترة ما بين السنوات 1730 -1760 ، وفتح مصلى للاقلية المسلمة في الناصرة في ساحة بيته ولم يبن مسجدا هناك، ليبنى هناك مسجدا عام 1805وذلك بعد سيطرة الحكم التركي على المدينة ثانية، لما كتب ما كتب.

اللعب بالنار
إن اليقين بفقدان الجبهة لرئاسة البلدية عند الكثيرين ممن يعرفون ما يجري في الناصرة من تحول كبير لجهة التغيير الذي يقوده علي سلام، استدعى مقاله سيئة مسيئة للناصرة ولاهلها ولعب بنار الطائفية وهذه المرة من الجهة المقابلة. مع حبنا واحترامنا لجواد بولس ولغيره امتنعوا عن صب الزيت، وعن اشعال النار واعلموا أن أهل مكة ادرى بشعابها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة