الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 01:01

مديرة مدرسة المستقبل في كفرقرع منتهى مصاروة: تميّز المعلم يفعّل التنافس بين الطلاب

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 25/09/13 11:33,  حُتلن: 15:35

مديرة مدرسة المستقبل في كفرقرع المربية منتهى مصاروة:

 يتعين على الآباء أن يدعموا شعور أطفالهم بالفضول والرغبة في اكتساب خبرات جديدة.

استخدام طريقة التعامل التي يحبها الأطفال والتشجيع بما يعكس لهم بان هذا المكان هو استمرار للأسرة وليس انفصالاً عنها

ردة الطفل العدائية بالضرب أو الاهانة مع الطفل الذي يرفض المدرسة لن تؤدي الى النتيجة المرجوة بل على العكس قد تكون لها الآثار السلبية الطويلة حيث تتولد مشكلة اكبر من المشكلة التي قبلها

يحظى أول يوم لالتحاق الطفل بالمدرسة باهتمام خاص من طرف العائلات العربية، التي تمارس العديد من العادات والطقوس التي من شأنها أن تكون فأل خير على الطفل، باعتبار هذا اليوم نقطة البداية في مشواره الدراسي وحياته ككل. وبين تحضير الطفل ومستلزماته للمدرسة ومرافقة الطفل إلى المدرسة، يؤكد المربون والعاملون في حقل التربية والتعليم، على بعض النقاط التي يعتبرونها أساسية في تحضير الطفل للمدرسة. المربية منتهى مصاروة مديرة مدرسة المستقبل الابتدائية كفرقرع تقول أن الأسس المثالية لبداية جيدة، هي خلق أجواء إيجابية للتلميذ المنتظر، فالأطفال غالبًا ما يفسرون الذهاب للمدرسة على أنه تغيير كبير في حياتهم، بل إنهم ينظرون إلى هذا بمزيج من الفرح والتوتر والفضول والآمال العظمى بالنسبة لهم. 

 

تلك لحظة تظهر أنهم قد كبروا، مضيفة أنه يتعين على الآباء أن يدعموا شعور أطفالهم بالفضول والرغبة في اكتساب خبرات جديدة. كما اعتبرت أنه من المهم التحدث في المنزل عما يمكن أن يتوقعه طفلك، فإذا كان الطفل سيشكل صورة عن المدرسة بسرعة، فإنه سيكون في الخطوة التالية من حياته أكثر ثقة، من منطلق أنه إذا كان الطفل يتخوف من لقاء أطفال جدد أو مدرسهم، فقد يكون من الإيجابي تذكيرهم بالخبرات القديمة التي اكتسبوها من خلال التعامل مع الأطفال. وفي نفس الوقت ألحت المربية منتهى مصاروة على الأولياء أن لا يجعلوا أطفالهم يدركون أي مخاوف قد تكون لديهم في أنفسهم، كما أن هناك أمرًا يمكن فعله لجعل اليوم الأول في المدرسة يوما سارًّا، وهو اصطحاب طفلك إلى المدرسة.

رياض الأطفال وإعداد الطالب
وترى المربية منتهى مصاروة ان التمهيدي ورياض الأطفال، تعتبر مهمة في دفع ونبوغ طالب الصف الأول الابتدائي بعد دخوله المدرسة، حيث تقول: "نشاهد ونجد أروع التلاميذ نشاطًا وموهبة وذكاء، حيث سبق لهم دخول الفصول التمهيدية مما يجعلنا نستنتج ان هذه الظاهرة صحية ويجب الاهتمام بها من قبل الجهات المسؤولة، وكذا الأسرة وان تكون منهجًا هادفًا سليمًا". وتستطرد بقولها: "منهج الصف الأول الابتدائي يبدأ بالتهيؤ والاستعداد (لغة، رياضيات)، وهذه الفترة كافية لإعداد الصغير ونقله من وسط الى وسط آخر، واثر ذلك الايجابي على تنمية المهارات العقلية لدى الطفل، وتشجيعه مستقبلاً على الجرأة والصبر وتنمية الذكاء لديه، ويشترك في تحقيق ذلك تعاون البيت والمدرسة والمجتمع، لتجنب فشل الطالب منذ الصف الأول وتحقيق النجاح وبناء الهدف، وعدم هروب الصغير من الدراسة مع بداية الاسبوع الأول من دخوله المدرسة، مع ملاحظة ان هذه الظاهرة بدأت تختفي، كما يساعد ذلك على مواجهة التحدي القائم على التقدم العلمي الفائق والمشاهد في عدة قطاعات". وتؤكد منتهى مصاروة على أهمية الفصول التمهيدية ورياض الأطفال فتقول: "لا بد ان نفهم معنى التحول من المهد الى الطفولة، حتى نستطيع ان نفهم نمو الطفل، حيث انه من المعروف ان قوى الطفل الوظيفية تزداد في السنة الثالثة، بحيث تتيح له الحركة والتنقل، كما تبدأ مخيلته في هذا السن بالعلم السريع بناء على اتصاله بالعالم الخارجي الذي يجهله، مما ييسر لنا فهم اجتهاده لمعرفة ذلك العالم الخارجي، ومراعاة الاضطراب الذهني الذي يعتريه في بعض الاحيان نحو بعض المواقف الخارجية، بيد ان المحصول اللغوي يساعده ليتغلب على تلك الصعوبات". وتضيف بقولها: "يتوجب على ذوي الطفل إتاحة الفرصة الكافية له لممارسة النشاط الحركي القوي، حيث ان ذلك طريقه لسلوك المستقبل الذي يؤكد ذاته وينمي شخصيته، ومن الخطأ اعتبار الحياة العقلية في هذه المرحلة مكونة من إحساس وحركة فقط، اذ ان عملياته العقلية تعمل ولكن على نطاق ضيق، فهو لم يكتسب بعد المحصول اللغوي الكافي الذي يجعله يفكر تفكيرًا معنويًّا منصبًّا على الأمور المجردة، ولكن عملياته العقلية تعني العناية الخاصة بمشاعره وتخيلاته، والفصول التمهيدية ورياض الأطفال العامل المباشر في تحقيق ذلك، على ان يهتم القائم على تلك الفصول باستغلال الصفات السلوكية في التوجيه الصالح، لإعانة الطفل ومساعدته في مجتمعه الصغير، وادراكه لمعنى المجتمع بايضاح ذلك بالطرق العملية، والعمل على اكتشاف الموهوبين منهم والعمل على تنمية معدلات الذكاء لديهم، والمساهمة في وضع اللبنة الأولى لشخصية ذلك الطفل الذي سيكون رجل المستقبل بإذن الله.

العوامل المؤثرة في تفوق الطالب
وتفند المربية منتهى مصاروة العوامل المؤثرة في تفوق الطالب منذ الصف الاول الابتدائي بقولها: "يتلخص ذلك في عدة عوامل منها:
- تميز المعلم في اداء رسالته بما يعطي الطالب فهم الدرس والإقبال عليه بكل تشوق وحيوية، وتفعيل التنافس بين الطلبة بأشكال مختلفة.
- القدرة على التعامل مع التلاميذ كل حسب طباعه بكل صبر وحلم، والتوجيه السليم عند الخطأ، وكذلك التوجيه للطرق المثلى لتنمية مواهبه ومساعدته على ذلك بكل تفان.
- تفهم المدرسة والبيت ان الطالب تتغير عليه الاجواء المدرسية عن اجواء البيت بما يتطلب المساعدة على تكيفه مع الوضع الجديد.
- وضوح المناهج وتركيزها على الاساليب المساعدة على تنمية المهارات الاساسية لدى الطالب".
وتعدد المربية منتهى مصاروة العوامل المؤثرة في تفوق الطالب بقولها: "لعل ابرز تلك العوامل تنحصر في ترابط العلاقة بين المعلم والبيت والمدرسة والمناهج، فذلك كله لا يمكن فصله عن بعضه، ويعد البيت مع المدرسة اساس نجاح العملية التعليمية بكل المقاييس.

العوامل المساعدة في تنمية ذكاء الطفل
ثم تنتقل المربية منتهى مصاروة للحديث عن العوامل المساعدة على تنمية القدرات الذهنية بقولها: "يتخلص هذا الأمر في الآتي:- قد يكون مجرد ملاحظة الأم لطفلها من شهره الأول، وتتبع مراحل النمو الذهني والعقلي لدى الطفل، من عوامل تنمية الذكاء، إذ انه من الممكن أن تكتشف الأم بعض العيوب أو خللاً ما بعضو ويتم علاجه سريعاً قبل تفاقم الأمر وصعوبة العلاج في المستقبل.
- حسن اختيار اللعبة للطفل، من حيث مناسبتها لسنه والمرحلة الذهنية التي يمر بها، فمن الممكن تشجيعه على الابداع والابتكار عن طريق اعطائه بعض اللعب المفككة لإعادة تركيبها أو العكس، ليعيد تفكيكها بما قد يساعده ذلك على تنمية ذكائه وتشجيعه على الابتكار والتعبير عما بداخله.
- تشيجع الطفل على حكاية القصص من خياله، كأن نستغل زيارة لحديقة الحيوان ونسأله أن يحكي ما حدث هناك، ولا نستغرب حين يخبرنا من أنه جرى وراء الأسد مثلاً ليضربه، لأنه أخذ منه ما بيده، فهذا خيال يجب أن نستغله وتوظيفه لمزيد من الابداع ولا نتهمه بالكذب.
- الاجابة الصحيحة البسيطة الموضحة بأمثلة عمليه لكل أسئلة الطفل حتى المحرج منها، فإن فعلنا ذلك يشجعه على السؤال والمعرفة وإعمال التفكير فيما حوله، وبنينا له اساسًا صحيحًا من المرجعية المعلوماتية التي تساعده في تنمية قدراته الذهنية.

الأساليب التربوية للتعامل مع طالب الصف الأول
وترجع المربية منتهى مصاروة ان التنافس الشريف بين الطلاب بما يحقق النجاح في اعلى المعدلات إلى:
- التشجيع وزرع التنافس بين الطلاب بكل سهولة، بما يعطي إثارة ذلك بين طلاب الصف كله، اي شمولية المستويات العقلية لديهم جميعاً.
- الرفق واللين وحسن التوجيه عند تقصير الطلاب في أداء الواجبات، ومعالجة تلك الأخطاء أولاً بأول ومعرفة همومهم.
- عدم إرهاق الطالب بالواجبات المدرسية الزائدة عن طاقته، وإدراك حساسية التعامل مع هذه الفئة".
وتتحدث المربية منتهى مصاروة عن اهمية مراعاة انتقال الطفل من محيط الأسرة الى محيط آخر فتقول: "إن عملية انفصال الطفل عن اسرته ليذهب إلى مكان غريب، مع اشخاص غرباء لم يسبق له أن رآهم من قبل أو تعامل معهم، وابتعاده عن أمه واسرته، يعتبر كل هذا بحد ذاته عاملاً مخيفاً ومقلقاً للطفل، لذلك يجب التعامل مع هذا الانفصال بحكمة وذكاء كما يلي:
- استخدام الطريقة التي يحبها الأطفال والتشجيع بما يعكس لهم بان هذا المكان هو استمرار للأسرة وليس انفصالاً عنها.
- ترغيبهم بان ما يحلم به الطفل موجود في المدرسة.
- اصطحاب الطفل أول الأمر للمدرسة برفقة ولي امره.
- التدرج البسيط بالابتعاد عن الطفل بما يعطيه الثقة في نفسه والانسجام مع الجو المدرسي.
- كلما ينجح مرة في الابتعاد عن الام والأنس والتكيف في بيئة المدرسة مع الأطفال، يكافأ ويثاب على ذلك، وليس من الشرط ان تكون المكافأة مادية.
- الصدق والصراحة مع الطفل، وعدم الكذب عليه أو غشه في التعامل معه، بحيث توفي الأم بوعدها، فمثلاً اذا قررت انها ستغيب عنه عشر دقائق وستعود اليه في المدرسة لتأخذه، فلابد ان يكون غيابها عشر دقائق ولا تستغل رضاه وتركه حتى نهاية الدوام المدرسي، فذلك له تأثيره السلبي، حيث سيفقد الطفل الثقة بالأم والمدرسة، وسيؤدي الى كرهه للمدرسة، حيث انها كانت السبب في ابتعاد امه عنه.
- تشجيع الطفل على الاختلاط بالآخرين وعدم عزله عن المجتمع دائمًا، حيث ان ذلك سيجعله طفلاً انطوائيًّا كثير البكاء.

مخاطر استعمال العنف 
وتحذر المربية منتهى مصاروة من مخاطر استعمال العنف مع الطفل بقولها "بالطبع ان ردة الطفل العدائية بالضرب، أو الاهانة مع الطفل الذي يرفض المدرسة لن تؤدي الى النتيجة المرجوة، بل على العكس قد تكون لها الآثار السلبية الطويلة، حيث تتولد مشكلة اكبر من المشكلة التي قبلها، ولاسيما ان هناك ما نسميه التعلق المرضي بالأم، وبالتالي يرفض الطفل استبدالها بأي اغراء آخر، مما يتطلب التعامل مع هذه المشكلة بذكاء، فالعنف مرة أخرى، اقول لا يؤدي الى القضاء على المشكلة، بل تبنى عليه انعكاسات سلبية أخرى على حياة الطفل المستقبلية".
واختتمت المربية منتهى مصاروة مديرة مدرسة المستقبل بالقول: "تعد الموضوعات المتعلقة بالتعليم متشعبة المحاور، وقد حاولنا بقدر الاستطاعة تسليط الأضواء على النقاط المهمة، وخاصة التي تتعلق بالتعامل مع الطفل في بداية انطلاقة حياته الجديدة، بل تكون القاعدة الأساسية في تكوين شخصيته المبينة على تعامل المجتمع المحيط به.
ومن خلال هذا الحوار نؤكد أن عمليتي التربية والتعليم تتطلبان دائماً البحث والاطلاع والوقوف على جديد الوسائل التربوية، واختيار الأفضل في تكيف الطلبة مع الجو المدرسي الجديد في حياتهم".

مقالات متعلقة