الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 03:01

الدكتور منير توما من كفرياسيف: نرسم في سبيل وجه جميل أخّاذ لبلداتنا العربية

كل العرب
نُشر: 18/09/13 14:46,  حُتلن: 22:48

الدكتور منير توما في مقاله:

كل هذا الإبداع الفني والمشروع الهادف إلى إحياء التراث الفني بالرسم كان وما زال بمبادرة الأستاذ محي الدين خلايلة ابن مجد الكروم الذي يرأس جمعية المنار للتنمية والتطوير الثقافي والاجتماعي 

هذه الخطوة المباركة التي قام بها الأستاذ محي الدين خلايلة إنّما تعكس روحه الخلّاقة في بلورة الأفكار التي جسّدها الفنانون في إبداعاتهم التي ظهرت بأجمل الصور بما فيها من مصداقية تؤطّر للتراث الفلسطيني

لمستُ بنفسي مدى الإعجاب والتقدير الذي لاقته هذه الرسومات واللوحات الجدارية في كفرياسيف، فقد عبّر كل من الأشخاص الذين شاهدوا وتأمّلوا هذه اللوحات عن دهشتهم البالغة بروح الفن والإتقان

أكثر ما استرعى انتباهي في هذهِ اللوحات الجدارية التي أنجزها فنانو جمعية إبداع المنتدبون للعمل الفني بتكليف من الأستاذ محي الدين خلايلة تلك الذائقة الفنية في اختيار الألوان المتناسقة والمتساوقة عند رسم اللوحات

وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صدر عن الدكتور منير توما في كفرياسيف جاء فيه: "ازدانت الأسوار والجدران المحاذية للطرقات والشوارع في كفرياسيف مؤخرًا بلوحاتٍ جدارية خلّابة تلفت أنظار المارة والمسافرين في السيارات المتنوعة ممّا أضفى رونقًا خاصًا على المنظر العام للبلدة حيث جسّدت هذه اللوحات التراث العربي الفلسطيني بأحلى صورهِ من مشاهد الأدوات المنزلية التي كانت سائدة في العهود الفلسطينية الغابرة، ومناظر للحقول المشجّرة والبراري التي يسير فيها الرعاة والفلاحون مع قطعان الغنم والمواشي، وصور زيتية لأنواع الفواكه المختلفة في سلال تراثية جميلة المرأى وجاذبة لأعين الناظرين، وكل هذا الإبداع الفني والمشروع الهادف إلى إحياء التراث الفني بالرسم كان وما زال بمبادرة الأستاذ محي الدين خلايلة ابن مجد الكروم الذي يرأس جمعية المنار للتنمية والتطوير الثقافي والاجتماعي والذي يصدر مجلة "الغد الجديد" بوصفه المحرر المسؤول لهذه المجلة الثقافية والأدبية الوحيدة في الوسط العربي والتي تعتبر وفقًا لما هو وارد في مقدمتها أنّها "مجلة ثقافية مستقلة غير حزبيّة ولا تتحيّز إلّا للثقافة الإنسانية ولقضية الشعب الفلسطيني العادلة، وتصدر في الجليل وتوزع في الوطن وخارجه، وتنقل إلى العالم ثقافة فلسطين الداخل الرامية وتنقل إلى الداخل ثقافة العالم المتنورة".

وأضاف البيان: "ومن هذا المنطلق الثقافي الحضاري يقوم الأستاذ محي الدين خلايلة بهذا الدور المتميز من نشاطاته الاجتماعية والأدبية حيث برز في الآونة الأخيرة عمله الدّؤوب والمحمود على إنتداب مجموعة من فناني "جمعية إبداع" للفنانين العرب التشكيليين في البلاد للقيام برسم لوحات جدارية في البلدات العربية المختلفة بغية تزيين وتجميل جدران أماكن متعدّدة في هذه البلدات، وذلك بالإتيان بخيرة الفنانين لإنجاز هذه الرسومات واللوحات لتعبّر عن حضارة وتراث الشعب الفلسطيني قديمًا وحديثًا، فهذه الخطوة المباركة التي قام بها الأستاذ محي الدين خلايلة إنّما تعكس روحه الخلّاقة في بلورة الأفكار التي جسّدها الفنانون في إبداعاتهم التي ظهرت بأجمل الصور بما فيها من مصداقية تؤطّر للتراث الفلسطيني خاصة في البلدة الفلسطينية العريقة والأرياف الساحرة بمناظرها وحقولها وسهولها، التي جعل منها الإنسان والفلاح الفلسطيني لوحة واقعية لجهوده في إحياء الأرض وتقديسها بعمله المتواتر الذي ما انقطع يومًا رغم كل الظروف والأحوال التي قد تعترض سبيله أو تشكّل عقبة في استمرار نشاطه وجهده".

إنسجام تام 
وتابع البيان: "إنّ أكثر ما استرعى انتباهي في هذهِ اللوحات الجدارية التي أنجزها فنانو "جمعية إبداع" المنتدبون للعمل الفني بتكليف من الأستاذ محي الدين خلايلة، تلك الذائقة الفنية في اختيار الألوان المتناسقة والمتساوقة عند رسم اللوحات، فهذه الألوان تعكس وتعبّر عن انسجام تام بين موضوع اللوحة واللون المجسّم والناقل للفكرة ممّا يجعلنا نشيد بمهارة وحرفيّة الفنانين المبدعين القائمين على إنجاز هذه الرسومات، وبالتالي يدعونا إلى الثناء عليهم وتقديم الإطراء لهم وللأستاذ خلايلة الذين تعاونوا معًا في تحقيق هذه الفكرة شكلاً ومضمونًا، لا سيّما وأنّ الأستاذ محي الدين خلايلة رئيس جمعية المنار للتنمية والتطوير الثقافي والاجتماعي قد أخذ على عاتقه تحمّل أعباء هذه المهمّة الشاقة الخيّرة ماليًا ومعنويًا وأدبيًا، وهذا بحد ذاتهِ يشهد للأستاذ خلايلة بكونه رجلاً معطاءً لا يبغي جزاءً أو شكورًا وإنّما خدمة شعبه ومجتمعه ووطنه من خلال أفكاره النيّرة وأعماله الهادفة إلى رقي وإعلاء شأن بلدات وقرى الوطن كما تجلّى ذلك في هذا المشروع الفني الضخم، الذي يضفي أجواء الجمال والراحة النفسية عند المشاهدين والعابرين من تلك الأماكن المزدانة بهذه اللوحات الجميلة التي أنجزت بأيدي فنانين عملوا بضمير وإخلاص وجهد مشكور في سبيل نشر الوعي الفني وتذوّق الفنون الجميلة بإبراز فن الرسم كأحد الفنون التشكيلية الراقية حضاريًا وإنسانيًا".

 نشاط الفنان المبهج
وأردف البيان: "إنّ الاستمتاع الجمالي والخلق الفني هما إرهاصات في حضاراتنا تشير إلى الشكل الذي كانت عليه الحياة الفاضلة حقيقة، والسعادة الكائنة في الوقت الحاضر بين المعاصرين لنا، هي سعادة أولئك الذين يؤدون عملاً ممتعًا لهم في ذاتهِ ويستمتعون بأشياء هي في ذاتها بهجة وحبور. إنّ نشاط الفنان المبهج ومتع التذوق، كلاهما دليل على ما يمكن أن يؤدي إليه نظام اجتماعي سليم سعيد من سماح وشمول ويصبح العمل فنًّا بدرجة أكثر عمومية ممّا هو، الآن، عندئذٍ يكون العمل هو الاستخدام السعيد للملكات الذاتية في خلق أشياء ممتعة في نتيجتها مرضية في إنتاجها".

 المتعة الجمالية
وأكمل البيان: "إنّ الألوان في اللوحات المرسومة على الجدران لا تبدو لنا في تجربتنا العادية مجرد ألوان تراها العين، بل هي ترتبط بأحاسيس وذكريات متباينة التأثير. ولما كانت أحاسيسنا وذكرياتنا مترابطة ومتداخلة على هذا النحو فقد تحدث ألوان الصورة بطريقة مبهمة آثارًا محتدمة من خلال هذه الترابطات التي لا نكاد نستبينها. فاللون كما تراه العين وما يثيره في الخيال، كلاهما سمات ضرورية في تأثيرها الجمالي. والواقع أنّ اللون من وجهة نظر واحدة إلزامي أو حتمي في التصوير اللوني فالأشياء تمثلها خطوط، واللون كما نراه في هذه اللوحات يعلي من عملية الرؤية ويمنحها حدة وحيوية وعمقًا.وهكذا فإنّ الأشياء الظاهرة في هذه اللوحات الجدارية هي ضمن الأشياء التي يعنى بها الإنسان ويألفها، ذات ميزة جمالية من شأنها أن تأسر انتباهه والصورة لا تفقد أصالتها لأن موضوعها وجه طريف من الناحية الإنسانية أو منظر طبيعي قد يجد المرء فيه سلامًا وحرية أو بهجة، وكل ما على الرسام والمشاهد أن يتذكر أن الموضوع ليس هو الذي يخلق الصورة كما أنّ الرسام لا يعتمد على التأثير الإنساني في الصورة كبديل عن المتعة الجمالية. ومن هنا فإنّ الأشياء المعروضة في الصورة تحقق قيمة تصويرية بذاتها".

الأصالة والعراقة
واختتم البيان: "لقد لمستُ بنفسي مدى الإعجاب والتقدير الذي لاقته هذه الرسومات واللوحات الجدارية في كفرياسيف، فقد عبّر كل من الأشخاص الذين شاهدوا وتأمّلوا هذه اللوحات عن دهشتهم البالغة بروح الفن والإتقان الذي قام به الفنانون، وكذلك أبدى هؤلاء المشاهدون التقدير الكبير للأفكار والمواضيع التي تمثلها هذه اللوحات نظرًا لتماهيها وترابطها مع التراث العربي الفلسطيني الريفي القروي الذي يعكس ويجسّد الأصالة والعراقة عند إنسان هذا الوطن الذي كان ومازال دائمًا يشعر بالحنين إلى ذلك الزمن الجميل الخالد الذي نسعى دائمًا لإحيائهِ والتغني بأيامهِ العابقة بالخير والبركة والسلام، تلك المعاني التي يحلم بها شعبنا في كل زمان ومكان.فطوبى للأستاذ محي الدين خلايلة صاحب هذا المشروع الهادف الخيّر الذي أخبرنا بدورهِ أنّ مجلس كفرياسيف المحلي قد قام بدعم ورعاية هذا المشروع ماديًّا ومعنويًا، كما أنّه من الجدير توجيه الشكر إلى كل من ساهم في خروج هذا المشروع إلى النور، ونخصّ بالذكر مجموعة فناني "إبداع" الذين أنجزوا بفنّهم الأصيل الراقي هذه اللوحات المعبّرة الخلّابة، ولهم منّا جميعًا أسمى آيات الشكر والتقدير، وأطيب التمنيات بالمزيد من التوفيق والازدهار والعطاء المثمر".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.03
EUR
4.71
GBP
215852.00
BTC
0.52
CNY