الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 14:01

المهم مصلحة إيران أولاً!/ بقلم: عبدالوهاب بدرخان

كل العرب
نُشر: 11/09/13 08:36

عبدالوهاب بدرخان في مقاله:

حتى الادانة لاستخدام الكيماوي استبطنت اتهاماً للمعارضة لا للنظام مع العلم بأن هذا الاتهام لم يحظ بأي اهتمام وإلا لما كانت روسيا ضغطت على الاسد لخلع ورقة الكيماوي

لا تراجع عن التضامن والتكافل الكاملين مع نظام الاسد لكن الأهم ألا تقع ايران و"حزب الله" في هزيمة لم يسعيا اليها أو في وضع لا يستطيعان معه ادعاء أي انتصار

تساؤلات كثيرة طرحت في الخارج عما يكون عليه الوضع في لبنان اذا ضُرب النظام السوري. هناك قلق وأفكار مشوّشة عن الدور الذي رسمته ايران لـ "حزب الله" في مثل هذه الحال، سواء في سوريا، حيث يقال إنه سيكون رأس حربة "الحرب بالوكالة"، أو في لبنان حيث يمكن أن يوسّع نطاق "الأمن الذاتي" فلا يقصره على الضاحية الجنوبية لبيروت. يقول الديبلوماسيون الأجانب المطلعون إن "حزب الله" ليس مضطراً إلى القيام بأي عرض قوة جديد، لأن هيمنته قائمة من خلال "حكومته" التي لا تزال تؤمن له ديكوراً مريحاً، فهو استخدمها حين كانت فاعلة، ويستخدمها وهي مستقيلة، وبالنسبة اليه فأي حكومة جديدة يجب أن تكون مستنسخة عنها أو لا تكون.

دولة جميع اللبنانيين
كان من الطبيعي أن تعود "دولة جميع اللبنانيين" الى انعاش سياسة النأي بالنفس عن التوجه الاميركي الى معاقبة نظام بشار الاسد على استخدامه السلاح الكيماوي، إلا أن وزير الخارجية ينأى عن النأي ليناشد العرب الوقوف ضد العدوان الاميركي، ولم يسجّل له، ولا لمن يحرّكه، اي موقف من عدوان نظام الاسد على الشعب السوري، فحتى الادانة لاستخدام الكيماوي استبطنت اتهاماً للمعارضة لا للنظام، مع العلم بأن هذا الاتهام لم يحظ بأي اهتمام، وإلا لما كانت روسيا ضغطت على الاسد لخلع ورقة الكيماوي، وربما تطالبه لاحقاً بخلع أوراق اخرى لتتمكن من مواصلة دعمه واستخدامه في آن.

دولة حزب الله
أما "دولة حزب الله"، داخل - أو بالأحرى فوق - "دولة جميع اللبنانيين"، فلا تكترث للنأي "الرسمي" بالنفس. فهي لن تقف صامتة أو مكتوفة الأيدي ازاء الضربات للنظام السوري، أو هذا ما يتصوّره كثيرون، لكنها، وراعيها الايراني، واجها للمرة الأولى حالاً جدية تستوجب تفكيراً مختلفاً في الأولويات، على قاعدة "مصلحة ايران أولاً"، وهي مصلحة تُعَرّف حالياً بضرورة "الاحتفاظ بالعراق ولبنان" مهما كلف الأمر. لا تراجع عن التضامن والتكافل الكاملين مع نظام الاسد، لكن الأهم ألا تقع ايران و"حزب الله" في هزيمة لم يسعيا اليها، أو في وضع لا يستطيعان معه ادعاء أي انتصار. يدخل في هذا السياق ابراز "المبادرة الروسية" باعتبارها من بشائر "نصر" آتٍ.

الجمهورية الاسلامية الايرانية
كان النظام السوري جرّب أخيراً خيار الفتنة في لبنان، عبر سيارات مفخخة واطلاق صواريخ هنا وهناك، ومن الواضح أن تواطؤات "الوصاية بالوكالة"، ثم "الحرب بالوكالة"، لم تسمح لـ"حزب الله" بالذهاب أبعد مما ذهب اليه حتى الآن. فـ"الحزب" قام بواجبه "الجهادي" كاملاً وأوصل لبنان الى حافة الهاوية سياسياً واقتصادياً، واجتماعياً بالأخص، ولا يزال يدّعي أنه يفعل الصواب كما يراه مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية. وأي خطوة اخرى بلبنان وبـ "حزب الله" فإلى قاع الهاوية.

نقلاً عن صحيفة "النهار"

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة