الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 18:02

النكبة الفلسطينية هي محرقة العصر


نُشر: 20/04/08 07:16

لا يكاد يمر يوم ولا ترتكب فيه قوات الاحتلال جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، وكل الشعب الفلسطيني أينما كان وأينما حل على دراية تامة بما ترتكبه عسكريتاريا الحركة الصهيونية من أعمال وحشية منذ ان جلبت يهود العالم الى بلادنا  وأنشأت هذا الكيان المسخ في ليلة ظلماء نام فيها الضمير العالمي ولم يستيقظ حتى الآن...
لقد ذهب العالم المتحضر في غيبوبة وأغمض عينيه عن كارثة اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه ودفعه الى مخيمات الشتات ليعيش حياة البؤس والشقاء، الأمر الذي بدا وقتها ان أوروبا المسؤولة عن قتل يهودها على يد النازية الألمانية تريد مكافأة ضحاياها بوطن لعلها من خلاله تستطيع غسل أيديها من الجريمة ولتتمكن من محو عقدة الذنب تجاه محرقة اليهود من ذاكرتها. لقد أرادت أوروبا محو آثار محرقة اليهود فكان ان أوجدت سبيلا لمحرقة أخرى ما زالت شواهدها حية على ارض فلسطين التاريخية. 
الاقتلاع الكبير لشعبنا من وطنه التاريخي عام 1948 والذي اصطلح على تسميته في قواميسنا العربية بتعبير "النكبة" باعتقادي هو ما يوازي تعبير "المحرقة" لدى اليهود. ولكن لا يمكن موازاة حجم معاناة اليهود بحجم المعاناة الفلسطينية الهائلة والمستمرة حتى الآن بشهادة دماء الإنسان الفلسطيني المتواجد في الجغرافيا المقطعة داخل وخارج الوطن المحتل.
النكبة الفلسطينية هي محرقة العصر... وأي حديث عن العدالة يجب ان يضع هذه النكبة في إطارها القانوني والإنساني، ليكون واضحا مدى الظلم الذي لحق ويلحق بالشعب الفلسطيني، وعليه  فأن مقاومة الشعب الفلسطيني لإزالة آثار النكبة يظل عملا مشروعا تكفله المواثيق والأعراف الدولية ويسنده أحرار العالم الذين يسعون إلى كون أكثر عدالة وإنسانية. 
لقد مضى على النكبة ستون عاما... ما يعني ان المحرقة الفلسطينية  تستمر منذ ستين عاما من خلال كرة النار الصهيونية المتدحرجة بشكل ممنهج مستهدفة كل قيامة لمجتمع فلسطيني مقاوم يقوم هنا او هناك. والشواهد هنا أكثر من ان تحصى لو ان الذاكرة اتجهت قليلا صوب الجنوب اللبناني وبيروت التي شهدت مجزرة صبرا وشاتيلا والى تونس وثم الى جنين ورام الله وغزة ذاتها وفي كل مكان كانت الدماء الفلسطينية تسيل بغزارة والمجتمع الدولي لا يستطيع من خلال مجلس الأمن ان يدين القاتل وينصف الضحية...
اذ  ان عالما تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لا بد ان يبتلع لسانه في كل مرة تقترف فيها آلة القتل الصهيونية جرائم حرب بحق الإنسان الفلسطيني.
أمام مشهد محرقة غزة المشتعلة ان حديث الحرية والديمقراطية والحضارة والتقدم الذي تحب  قارة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تكراره ودمغ ثقافتهما به يظل حديث فارغ المضمون ولا يمر على شعوب العالم المضطهدة وفي مقدمتها شعوبنا العربية ما لم يسمي الأشياء بمسمياتها دون مواربة واللعب على المصطلحات، وان مصطلح "الهولوكوست" يجوز أيضا عندما تكون الضحية فلسطينية والقاتل يهوديا. وعليهم أن  يحيوا في ضمائر أطفالهم رهافة الحس الإنساني عندما يروا الدم الفلسطيني نازفا على يد اليهود. ولكن الذي لا يجوز ان يظل ضحايا النازية يبتزون العالم ويقترفون المحرقة تلو المحرقة على ارض محرقة دائمة هي نكبتنا المستمرة.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
238102.61
BTC
0.51
CNY