ربيع ملحم:

يوم قبل الانتخابات الشوارع مزدحمة بالسيارات المزينة بأعلام المرشحين وقوائم العضوية الحارات مختنقة كالضباب بدخان المنبعث من "الاراجيل " المستخدمة من قبل النشطاء في المقرات الانتخابية

ومن جهة اخرى صمت مريب وهدوء ومخيف عجيب في عائلة عبود المرشح المنافس ألخاسر يرفض تهنئة المرشح الفائز تهماً "عائلة فلان" بالتزوير ويشكك في صناديق 3 و14 مع جمل افتراضية 

حالة اكتئاب وبكاء تسود المكان وسط انسحاب المؤيدين وسط غليان وغضب على عدم تقبل النتيجة اما اخ المرشح علان يجلس حزينا في احدى الزوايا يقلب كفيه ماسحا دمعته وقد صرف على الحملة الانتخابية ولا يعرف كيف  سيسد القرض 

شهران ما قبل الانتخابات لرئاسه البلدية، كانت الشوارع شبه خاليه تماماً ،السيارات غافية حول البيوت ، الطرق تمارس السكوت ، والنسمات الباردة تأتيه من كل مكان ..التفت بكل الاتجاهات مستغرباً !! لا يبدو اليوم بداية أسبوع من نهايته .. حتى ألأشخاص الداخلين الى المسجد لصلاة العشاء تتهادى خطواتهم بكل هدوء الى اكمال السرب بدون أي همس، تقام الصلاة بصوت المؤذن بكل تأني، وتنتهي الصلاة بآية ان مع ألعسر يسراً، يسلم الحاج "فلان " على صديق طفولته الذي يجلس كعادته بجاوره الحاج  عبود ومن ثم يقوم الحاج فتوح من صلاته ويعطي الحاج "علان" مسبحه مستورده ويسأله اذا كانت حباتها " عجمي " وبالفعل تنتقل حبات المسبحة لأسنان الحاج فلان لفحص وتأتي النتائج بأن الحبات "عجمي أصلي ".

بلبلة في أوساط العائلة المنافسة
يوم قبل الانتخابات، الشوارع مزدحمة بالسيارات المزينة بأعلام المرشحين وقوائم العضويه ، الحارات مختنقة كالضباب بدخان المنبعث من "الاراجيل " المستخدمة من قبل النشطاء في المقرات الانتخابية، يكسرلصمت الليل منشور وبيان لأحد المرشحين وقد انسحب من جولة الانتخابات ، وقد أعلن دعمه لأحد ألمرشحين لعائلة المنافسة لعائلة الحاج "علان" المنافسة لعائلة الحاج "فلان " ألأمر الذي ادى الى بلبلة في أوساط العائلة المنافسة، يدخل "الحاج فلان" صلاة العشاء ، يتعمد التأخر عن الصلاة ويصلي في السرب الثاني ، يقام الأذان على عجاله، تنتهي الصلاة بآية "ان الله لا يحب الخائنين " ،ولأول مرة الاصدقاء الحاجين فلان وعلان ، يغادرا المسجد بدون أن يسلم احدهما على الاخر!

إعلان النصر
بعد أن ارخى الليل سدوله سمع أطلاق نار وصوت قنبلة صوتية على سيارة المرشح المنسحب من الرئاسة، الشرطة تملئ المكان ، ودوي طائرة تحوم فوق اجواء البلدة، وفي صبيحة يوم الانتخابات تجمع غير مألوف للعائلات في المقرات الأنتخابية، والكل يدخل ومعه جماعته لتسجيلهم في القوائم لتأمين سيارات لنقلهم غداً الى صناديق الانتخابات والأجواء مشحونة، وهناك ترقب شديد  من العائلات المشاركة في الانتخابات، شكوك بأحد الصناديق تدخل لقوات الأمن واعتقال بعض النشطاء، تأتي الساعة العاشرة كسرعة البرق ، تغلق الصناديق ، وبعد ساعتين تعلن النتائج فوز المرشح من عائلة "فلان". تسمع مباشرة أصوات اطلاق نار عشوائي لا يتوقف، من اسلحة نارية (ام 16 وكلاشن) من حارة الرئيس الفائز ، بعدها بدقائق مباشرة ، اطلاق مفرقعات يدوي صوتها في الفضاء حتى ساعات الفجر ، يتبعها انطلاق مئات السيارات والـ "تنادر" محملة بجحافل من شباب حمولة "فلان" ، تتجول بكل انحاء القرية مع تزمير وتطبيل مع اغلاق الشارع الرئيسي في البلدة ، مع هتافات !! وتسمع أصوات ومهاهاة وزغاريد .. والكنافة شغالة والقهوة تحمص على النار . العمة الكبرى للفائز من عائلة فلان تتقدم جموع النساء ، تقذف بشوال أرز كامل " على رأس الرئيس وهم يحملون المرشح الفائز قائلة : "فال خير " ، وتصيح منشدة والابتسامة تملأ وجهها : " أويها والحمد لله ، والمية على مجراها ، والنصر الك اجا يا فلان من الله " ، وتختمها بزغرودة طويلة !

عمت قمارنا هالانتخابات
ومن جهة اخرى ، صمت مريب وهدوء ومخيف عجيب في عائلة علان المرشح المنافس ألخاسر ،يرفض تهنئة المرشح الفائز ، متهماً "عائلة فلان" بالتزوير، ويشكك في صناديق 3 و14 مع جمل افتراضية مثل ، عائلة فلان صفو مع فتوح وكانت خيانة عظمى!!! وناس ميته صوتت ،،ويهدد بالتوجه للقضاء ،،ويعلنون ان النتيجة ملغية حتى اشعار اخر ولن يقبلوا بفوز فتوح". حالة اكتئاب وبكاء تسود المكان وسط انسحاب المؤيدين وسط غليان وغضب على عدم تقبل النتيجة ، اما اخ المرشح علان ، يجلس حزينا في احدى الزوايا يقلب كفيه ماسحا دمعته ، فيقال "انه قد صرف على الحملة الانتخابية لأخيه ما يزيد عن 180 الف شيقل ، ولا يعرف كيف ومن أين سيسد القرض للبنك". بعد الأنتخابات بيوم ، يدخل الحاج "فتوح "المسجد للصلاة يلتقي الحاج علان، يٌسلم عليه ويحضتنه ويتسائل "وينك يا زلمي ،عمت قمارنا هالانتخابات"، ويهديه مسبحته العجمية.