الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 17:02

أسباب ودوافع الإرهاب /بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 01/09/13 14:06,  حُتلن: 10:34

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

ما دامت الأنظمة العشائرية هي الحاكمة في الدول العربية وما دامت هذه الأنظمة تنفذ سياسات أجهزة المخابرات الأجنبية ضد شعوبها فلن يحصل التغيير الإيجابي المرتجى في عالمنا العربي

حتى نمنع التطرف بكل أشكاله يجب توفير مصادر العيش الكريم للإنسان العربي وإتاحة الفرصة له بالعمل والتعلم والتعبير عما يخالجه من أفكار وآراء واحترامه دون أن يتعرض للخوف أو القمع من السلطة الحاكمة

حسب نظريات علم الإجتماع فإن الفقر والجوع يولد اليأس والتطرف فنرى أن العنف ينتشر عندما تعجز الكلمات عن التعبير وتعلو أصوات الإنفجارات والعنف عندما تكون الكلمات عاجزة عن البيان والحجة والإقناع

الكل يعرف أن معظم الدول العربية تحكمها قبائل وعائلات، وهذه الأنظمة تحميها أجهزة المخابرات الامريكية، وبإيعاز أو بدون إيعاز من هذه الأجهزة فإن هذه الأنظمة تعمل كل ما تستطيع من أجل تجويع وتجهيل وتهميش شعوبها، اعتقادا منها أن هذا يساعدها على السيطرة واستمرارية حكمها القمعي. نسبة عالية من الشعوب العربية تعيش تحت خط الفقر ولا يوجد عندها مصادر دخل، لأن كل عائدات البترول ملك للعائلة المالكة أو عائلة الأمير، فالفقر والجهل يسيطر على هذه الطبقات المسحوقة، لذا فإن هذه الشعوب ساخطة على حكامها واليأس والفقر والجهل والتطرف الديني منتشر في أوساطها.

التربية الدينية المتطرفة
وحسب نظريات علم الإجتماع فإن الفقر والجوع يولد اليأس والتطرف، فنرى أن العنف ينتشر عندما تعجز الكلمات عن التعبير، وتعلو أصوات الإنفجارات والعنف عندما تكون الكلمات عاجزة عن البيان والحجة والإقناع، وعندما تنخفض مستويات التعليم والثقافة والمعرفة في بيئة ما فإن تلك البيئة تكون أرضا مهيأة ومرتعا خصبا لاحتضان الإرهاب، وحسب رأي عالم الإجتماع "ماكس فيبر" فإن سكان الأحياء الشعبية الفقيرة والمهمشة والأمية يسهل استقطابهم الى دائرة الإرهاب أكثر من غيرهم. وتؤدي التربية الدينية المتزمتة والمتطرفة والمتشددة والدين الإسلامي بريء منها، الى نشوء جيل رافض للتغيير أو التبديل أو حتى مجرد التفكير، وتتقوقع مفاهيمه وتصرفاته ضمن إطار فولاذي جامد متصلب لا يسمح بأي نوع من التجديد، ويتحول عقله الى آلة مبرمجة لا قيمة لها، وينشأ عن كل ذلك جيل وفق قالب فكري جامد لا يقبل الانفتاح على الحياة، بل يرى فيها نقيضين ابيض واسود، فهو الابيض، اما من خرج عن مساره أو شذ عن مراده صار حالك السواد، وهكذا لا يرى اصحاب الفكر المنغلق المجتمعات الغربية الا وكرا للدعارة، أو مستنقعا لكل رذيلة، أو مرتعا لكل فاحشة، بينما يرون انفسهم ثوبا ناصع البياض.

صراع نفسي قاتل
وكنتيجة لاحقة وحتمية لذلك الصراع النفسي القاتل يقع أصحاب الفكر الديني المتطرف والمتزمت والمنغلق في مفهوم النقيضين، ففي الوقت الذي يشتمون فيه الغرب ويصفونه بالكفر والمجون والانحلال، نجد هؤلاء المتزمتين يتزاحمون على أبواب سفارات الغرب طلبا لتأشيرات السفر الى أوروبا، وعندما يهوي العقل البشري الى ذلك المستوى المتناقض، فإنه يصبح خطرا على البشرية والمجتمعات بشكل عام. حتى نمنع التطرف بكل أشكاله يجب توفير مصادر العيش الكريم للإنسان العربي وإتاحة الفرصة له بالعمل والتعلم والتعبير عما يخالجه من أفكار وآراء واحترامه دون أن يتعرض للخوف أو القمع من السلطة الحاكمة.

إحترام الذات
ما دامت الأنظمة العشائرية هي الحاكمة في الدول العربية، وما دامت هذه الأنظمة تنفذ سياسات أجهزة المخابرات الأجنبية ضد شعوبها فلن يحصل التغيير الإيجابي المرتجى في عالمنا العربي، وسوف يبقى الجوع والفقر والجهل منتشرا، وهذه الأوضاع السيئة هي الدافع لانتشار المنظمات الإرهابية مثل القاعده وغيرها من منظمات، فإذا أرادوا منع مثل هذه المنظمات الإرهابية عليهم محاربة الفقروالجوع والجهل واحترام الذات للإنسان العربي، وتوفير الحياة الكريمة له بكل معانيها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة