الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 22:02

الفاطميون الجدد وبشاعة المجازر في مصر/ بقلم: سلوان حصادية

كل العرب
نُشر: 26/08/13 19:20,  حُتلن: 11:29

سلوان حصادية في مقالها :

النظام الحاكم في مصر يعجّ بالخيانات مهما تعددت أنواعها وأشكالها وألوانها

الوضع مريب في مصر فإن انصار الشرعية لن يتنازلوا بسهولة ومن جهة اخرى فإن الجيش هو من الأقوى في المنطقة

حاول الرئيس مرسي في فترة حكمه أن يفرض القانون على نفسه وعلى الجميع بما فيهم فلول النظام السابق إلا أن محاولاته باءت بالفشل

ما يحدث اليوم في مصر بشع لأبعد الحدود فقد بات لا يستطيع العقل البشري أن يستوعب ان ابناء الشعب الواحد والدم الواحد هم من يرتكبون المجازر الدامية بحق بعضهم ببعض!

إن ما يزيد قلمي ألمًا وانا أخط هذه السطور وأقلب صورًا التقطتها عدسات تلطخت بالدماء هو ان المعادلة والتي ادت الى قتل الالاف بظلم في مصر والتي لا يستوعبها عقل بشر هي بسيطة لا بل أبسط من إن تسمى معادلة! 

المعادلة هي: فلول + حكم العسكر+ إعلام فاسد + ال سعود= مصالح امريكا وآل صهيون.. بكلمات أخرى المحافظة على عدم قيام دولة إسلامية عظمى في الشرق الاوسط وكل ذلك من اجل حماية اسرائيل ومصالحها والمصالح الأمريكية في الشرق الاوسط

لم تبق في الاونة الاخيرة صورة خيانة، خداع او تخاذل عربي على مرّ التاريخ إلا وساورت ذهني وخاطري، حللها عقلي عساها تشكّل مواساة وتخفف عن نفسي وطأة ما يحدث في مصر!، وبها قد أقنع قلبي أن الفرج ليس محالًا بإذن الله بعد كل شدّة!، فرغم حصار الصليبيين لصلاح الدين في مصر وخيانة الفاطميين (الوزير شاور) له وقلة عتاده وجنوده امام جحافل الصليبيين إلا انه إنتصر في النهاية، كما وأن حروب الردة الاسلامية تشكّل مثالًا اخر، خاصة وانها أربكت العالم الاسلامي وأجلت الفتح ولكن في النهاية انتهت واستسلم الخونة والكاذبين.

للأسف إن النظام الحاكم في مصر يعجّ بالخيانات مهما تعددت أنواعها وأشكالها وألوانها، نعم تخلصنا من رئيس ومؤسس النظام القمعي السابق إلا اننا لم نتخلص من النظام نفسه، أتباعه وزمرته من أيام الخوالي، وها هو النظام عينه يلجأ اليوم لنصرة رئيسه وينجده من عقاب كان حتميًا. لقد اقر جهاز القضاء والثانون في مصر براءة مبارك.. الخارج عن القانون.

الفلول
حاول الرئيس مرسي في فترة حكمه أن يفرض القانون على نفسه وعلى الجميع بما فيهم فلول النظام السابق إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وذلك لأنه تجاهل سهوا أن الحديث يدور حول أناس أدخلوا مخالبهم عميقًا في كل مؤسسات الدولة، عاثوا بها خرابًا وحاكوا له مؤامرة مستعينين بهذه المؤسسات الفاسدة لكي يستطيعوا بكل حرية احتكار اي مشروع اقتصادي لينهبوا اموال الشعب من خلاله فهم يركضون دائما وراء المال والسلطة ومن اجل ذلك افتعلوا الازمات ليوقعوا بالرئيس مرسي ومن معه.

بشاعة الاحداث
إن ما يحدث اليوم في مصر بشع لأبعد الحدود، فقد بات لا يستطيع العقل البشري أن يستوعب ان ابناء الشعب الواحد والدم الواحد هم من يرتكبون المجازر الدامية بحق بعضهم ببعض! أيقتل الاب ابنه؟ ويقتل المسلم اخاه المسيحي؟ ام المسيحي صديقه المسلم؟؟ ان هذه المجازر البشعة حصدت أرواح الآلاف خلال أيام تعّد بأصابع اليد الواحدة، بذريعة وعذر أقبح من ذنب، حاكها السيسي وزمرة الخوّن من حوله، واسماها "الحرب على الإرهاب"، وهنا يساورني سؤال آخر... أبات 40% من الشعب المصري إرهابيين يا السيسي؟

معادلة بسيطة
إن ما يزيد قلمي ألمًا وانا أخط هذه السطور وأقلب صورًا التقطتها عدسات تلطخت بالدماء هو ان المعادلة والتي ادت الى قتل الآلاف بظلم في مصر والتي لا يستوعبها عقل بشر، هي بسيطة لا بل أبسط من ان تسمى معادلة! وهنا تكمن المفارقة البائسة.
والمعادلة هي: فلول + حكم العسكر+ إعلام فاسد + ال سعود= مصالح امريكا وآل صهيون. بكلمات أخرى المحافظة على عدم قيام دولة إسلامية عظمى مثل تركيا وإيران في الشرق الاوسط وكل ذلك من اجل حماية اسرائيل ومصالحها والمصالح الأمريكية في الشرق الاوسط.

العسكر والفلول

إن أول وأهم بنود المعادلة هو العسكر والفلول، فمصر هي الدولة الوحيدة اليوم والتي يسيطر عليها حكم الجيش، سياسيًا عسكريًا واقتصاديًا، وما يؤكد ذلك هو ان 40٪ من الاقتصاد القومي المصري يعود للجيش!!! نعم الجيش خدع العديد من أحرار مصر (علمانيين كانوا ام اسلاميين) وتعاون مع فلول النظام لكي يسرق اموال الشعب ولكي يطيح بالرئيس مرسي ايضا.... لذا فافتعلوا ازمات عديدة منها ازمة الوقود والكهرباء ليححقوا منالهم.

إعلام فاسد
البند الثاني من المعادلة هو الإعلام المصري الفاسد، فالإعلام المصري اشتهر بتلونه حتى بفترة تولي مبارك للحكم فاختلفت معايير الصدق والحقيقة عندهم حين تعلق الامر بالنظام الحاكم كشعراء البلاط في العهد الاموي والعباسي! والدليل الاكبر على تلون الاعلام المصري هو مساندتهم لمبارك في بداية ثورة ال25 من يناير وانقلابهم عليه حال تنحيه! إن الاعلام بشكل عام يتحلى بقوى هائلة من شأنها ان تؤثر كثيرا على الشعوب فأي شعب يرى العالم من خلال الاعلام والإعلام هو الضيف المرغوب فيه كل ليلة في رواق البيت، وهو ما ينظم برنامج عمل كل فرد من افراد الشعب وهذا ينطبق على القضية المصرية، بالتأكيد كان من الممكن استغلال هذه القوة ايجابيا إلا ان الاعلام المصري فضّل العمل بوصية جوزيف جوبلز (وزير الدعاية النازي)، بأن يكذبوا الكذبة ويروجوا لها ويتعبوا عليها حتى يصدقها الناس وهكذا حدث فعلا !! ومن اكثر مؤسسات الاعلام تأصيرًا في مصر هي محطات التلفزة المختلفة والتي فرّقت الشعب وأتت للإطاحة بمرسي لسببين.. الأول لأنه أراد أن يفرض بعض الضرائب على المحطات ليرفع من الواردات على الدخل المصري والسبب الثاني لأن فلول النظام ما زال يضع مخالبه عميقًا في كل مؤسسة إعلامية.

آل سعود
البند الاخير للمعادلة وهم آل سعود أو يهود خيبر الذين يجلسون ويتخاذلون فهم من اعز أصدقاء عدلي منصور والذين هبوا للتبرع له ولمصر بالملايين عندما تم عزل الرئيس مرسي.. ودعموا الفوضى التي تحدث بمصر اليوم لأنها برأيهم حرب على "الارهاب".. ولكنهم حقيقةً خافوا على مصالح حبيبتهم امريكا وطفلها المدلل اسرائيل فدعموا تفرقة واختلال توازن مصر على جميع الاصعدة. الجدير بالذكر ان عدلي منصور والذي يمثل القانون هو بالأحرى خارج عن القانون فهو القائم بأعمال الوليد بن طلال في مصر وهو الذي قبل بالعديد من الرشاوى لكي يوفر للوليد بن طلال وآل سعود ارضية خصبة لتنفيذ مشاريع بتكلفة قليلة وأرباح بالمليارات على حساب الشعب المصري!!  آل سعود او دول الخليج هم حلقتنا الاضعف حقيقةً.. فهم دمى تحركها أمريكا وإسرائيل كما تشاء ومتى تشاء.. لا يتقدمون ولا يتطورون فقط يقومون بتكديس سلاح أمريكي بالمخازن.. ونسبة البطالة والفقر عندهم من الأعلى في العالم.. ومع أنهم يستطيعون شراء القدس وكل فلسطين إلا انهم يفضلون شراء رضى امريكا عليهم.. يفضلون العبودية والذلة والتبعية...مع كل العطايا الربانية التي وهبها لهم الله إلا أنهم يرفضون إلا أن يكونوا عبادا لأمريكا وليس له !!

مواقف ضد الشرعية
دول الخليج تبنت مواقفًا ضد الشرعية لانها ترتعش خوفا ان يثور شعبها عليها وهي ايضا قلقة على اقتصادها غير المنتج والمعتمد بنسبة 90% على الصادرات النفطية للغرب (دبي مثلا هي اكثر دول الخليج فقرا بالنفط فيعتمد اقتصادها بالأساس على العقارات والتجارة والسياحة) أي على هبات طبيعية من شأنها أن تنتهي لا محالة. بالإضافة الى هذا فان الدراسات العلمية التي تجتاح العالم مؤخرا ترتكز على البحث عن طرق طاقة بديلة للنفط ويشكل ذلك اكبر تهديد على دول الخليج في ال10 سنوات الماضية.. بينما الرئيس مرسي على عكسهم ركّز على بناء اقتصاد منتج واعتمد فيه على محاولة تطوير مشروع اقليم قناة السويس والذي كان سيقلب المنطقة اقتصاديًا وسياسيا في حال تم تنفيذه وبذلك تضعف دول الخليج وهيمنتها وبذلك يقل اعتماد امريكا عليها.. مما جعل آل سعود والإمارات والبحرين يعلنون العداوة على مرسي وأنصاره وإعلان الدعم للسيسي المجرم للقيام بالإرهاب وقتل شعبه بأبشع الطرق..!

حل قمعي
الوضع مريب في مصر فإن انصار الشرعية لن يتنازلوا بسهولة ومن جهة اخرى فإن الجيش هو من الأقوى في المنطقة .. وقائده السيسي اختار كبشار الأسد حلا قمعيا مسلحا عنيفا لا حلا سلميا دبلوماسيا. السيسي أخطأ فعلا حين اعتقد انه سيعيد البلاد إلى مرحلة ما قبل ال 25 من يناير باساليبه القمعية، فانصار الشرعية لن يرضوا بغير الحرية وما زال في الجيش اشراف لن يسكتوا عن الحق. هذه الحرب والتي قادها السيسي وزمرته ليست حربًا على الارهاب بينما الارهاب بأمه! ارهاب على شعب كان مطلبه الوحيد منذ ثورة ال 25 من يناير الحرية والتحرر من قيود الرجعية والجهل والدكتاتورية. والنصر آت لا محالة رغم قلة حيلة المصريين الاشراف..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة