ما يحدث بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة من متابعة الصغير للكبير أمر طبيعي

يجب الحرص على غرس قيمة العطف على الصغير لدى الكبير وذلك من خلال بعض القصص والحكايات التي يستخلص منها ذلك

"ابني الكبير يفرض سيطرته وسطوته على الصغير، وأخيه ينصاع له؛ لأنه يهدده بأنه لن يلعب معه إذا لم يستجب لما يطلبه منه، حتى صار يطيع أوامره أكثر مني ومن والده، وأخشى أن يؤثر ذلك على شخصيته في المستقبل".

صورة توضيحية

هذه شكوى العديد من الأمهات التي يقلقهن طريقة تعامل الطفل الكبير مع من يصغره، وما قد ينتج عنها من تأثير سلبي على شخصية الصغير.. فهل بالفعل يؤثر ذلك بالسلب؟ وكيف يتعامل معه الوالدان؟

طبيعة المرحلة
إن ما يحدث بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة من متابعة الصغير للكبير أمر طبيعي، وخاصة في المرحلة العمرية من 2 إلى 6 سنوات، والتي يطلق عليها "طفل ما قبل المدرسة". فمن خصائص هذه المرحلة أن الطفل في معظم الحالات يلاحظ سلوك إخوته الأكبر منه، خاصة إذا ما كانوا من نفس جنسه، ويميل إلى تقليدهم في كل ما يقومون به. وبطبيعة الحال يلعب الطفل الكبير دور الموجه والمعلم، بل والمسيطر في كثير من الأحوال، وقد تصل درجة طواعية الصغير للكبير إلى الحد الذي تفوق فيه درجة طاعة الوالدين.

خطوات وقائية
ولكن على الوالدين أن يقوما ببعض الخطوات العملية التي تساعد على أن تستمر الأمور في خطها الطبيعي دون أن يحدث تأثير سلبي على شخصية الطفل الأصغر أو أن يستمر الطفل الأكبر في لعب دور المسيطر، ومن هذه الخطوات:

1- غرس قيمة العطف:
الحرص على غرس قيمة "العطف على الصغير" لدى الكبير، وذلك من خلال بعض القصص والحكايات التي يستخلص منها ذلك، ومن خلال الثناء عليه حين يصدر منه سلوك نحو الصغير في ذلك الاتجاه.. وغير ذلك من الأمور والأفكار التي تساعد على تنمية تلك القيمة لديه.

2- تبادل الأدوار:
لعب بعض الألعاب التي يمكن من خلالها تبادل الأدوار، فيلعب مثلا الصغير فيها دور الأب أو المعلم أو الأخ الأكبر، ويلعب الكبير دور الابن أو التلميذ أو الأخ الأصغر. ومن خلال هذا اللعب وتبادل الأدوار المختلفة فيه، ينبغي الحرص على غرس قيم التواصل الصحيحة بينهما، وتعليمهما الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها كل منهما تجاه الآخر من عطف واحترام وتعاون وغير ذلك.

3- تنمية روح الاستقلال:
العمل على تنمية روح الاستقلالية والاعتماد على الذات لدى الابن الأصغر، ويساعدك على ذلك:

* تشجيع الطفل على أن يكون له رأيا مستقلا، بالحرص على مناقشته حول بعض الأمور المناسبة له، والإنصات له جيدا، وحثه على التعبير عن رأيه باستقلالية تامة.
* ترك الفرصة له - أو على الأقل إشراكه - في اختيار ملابسه وألعابه وغير ذلك مما يخصه.
* تشجيعه على ارتداء وخلع ملابسه وحده دون مساعدة.
* إشراكه في القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل المشاركة في ترتيب سريره أو غرفته، أو المساعدة في إحضار بعض الأشياء أثناء طهي الطعام، أو المشاركة في تجهيز المائدة.. إلخ.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net