كان في القاهرة
وقبل أنْ تَنْقَلِبَ لِعُهْرِ عَاهِرَة..!
كان فيها بيتان من بيوت النمل
عندما كانت عامرة..!
وكان فيها جُرْنَان للنحل
وقبل أنْ تَتَنفّذَ الوُحُوشُ الكاسرة...
وقبل أنْ تُغْتَالَ الحرية وتُسْحَلَ سَحْل..!
وقبل أنْ يتبدّدَ نشاطُ النمل
وقبل أنْ يُسْكَبَ شَهْدُ النحل..!
كنت أُحِبُّ القاهرة
وفي الحب لا بد من لَمّ الشمْل..!
الان في القاهرة لا بد من اراقة دم
لِتَهْدَأَ عاصفةُ الرمْل..!
ولا بد من شَعْرٍ أشْعَثَ مُتّسِخاً
ليسرحَ فيه ويمرحَ القَمْل..!
ولا بد من مولودٍ أهْوَجَ
يَلِجُ الى هذي الدنيا
حتّى قبلَ حُصُولِ الحَمْل..!
هذا ما جرى في القاهرة
بعد أنْ أُجْبِرَت لِتُضْحِي فاجرة..!
وهذا الذي حَصَل
بعد أنْ أرْغِمَت لِتُصْبِحَ سافرة..!
لا قوة لَهَا ولا حَوْل..!
صار فيها ملايين الذئاب
تُتْقِنُ فَنّ الصَوْل والجَوْل
تُبْرِزُ مثل السكاكين الأنياب
للتقطيع ونهش الأكْل..!
صار فيها تَتَراً مركوبا
يَرَى الناسَ أرْتَالَ ذُبَاب
يبيدُ الناسَ وَيَقْتُلُهُم قَتْل..!
انه أمرٌ عَسِيرٌ مُسْتَعْجَبٌ
لكنه في القاهرة أمر جدا سَهْل..!
انك يا قاهرة
صرت لا تتمتعين
حتى بأنُوثَةِ فَتَاةٍ قَاصِرَة..!
بعد أنْ سادت أقوام الجهل..!
وبعد أنْ تقطعت الأوصال
وانتهى زمان الوَصْل..!
النهر امْتَقَعَ باللون القاني
فمن أطْلَقَ أكْذوبةً
بأنّ القاهرة تعاني مِنْ مَحْل..!
وأنّ مِصْرَ تعاني من فقر الدم
من أطْلَقَ هكذا أعْجوبةً
يجب أنْ يُسَلّطَ عليه الذّم
وَيَتَعرّضَ لكل وَيْلاتِ الوَيْل..!
الفجرُ اتٍ يا القاهرة
وانْ طالَ الليل..!