المربية بادرة زحالقة مديرة مدرسة الموهوبين القطرية كفرقرع:

صفات المدير والمعلم المثالي تكمن في الإخلاص وحب المهنـة أولاً فإذا أحب الإنسان مهنـته أجاد وأخلص فيها

هنالك منافسة تربوية كبيرة بين المدارس الابتدائية في المنطقة من اجل ضمان اماكن اكثر في مدرسة الموهوبين القطرية

ذكـر إيجابيات المعلم والطالب على حدٍ سواء لها دور كبير في تحفزيـهم وتشجيعهم وأيضاً في سيـر العمليـة التربويـة والتعليميـة داخـل المدرسـة ككـل

نحن مجتمع واحد وسنبقى مجتمعًا واحدًا وهكذا ادارة مركز الموهوبين وطاقم المدرسين والعاملين يتعاملون مع كل طالب مثل الاخر في الخدمة والتعامل

الأحلام والآمال لا تـنتهي وليس هناك من استطاع أن يحقق آماله وأحلامـه كاملـة ولكـنني حرصت على تقديـم كل ما أستطيع من جهـود في جميـع المدارس التـي عملت في إدارتها

تشهد المدارس العربية في الفترة الاخيرة منافسة كبيرة بينها، في سبيل ايصال عدد اكبر من ابنائها الطلبة لمدارس الموهوبين في مختلف انحاء البلد، ولعل المدرسة الاكبر في البلاد في الوسط العربي هي في كفرقرع، والتي تخدم مئات المدارس في البلدات العربية، من الفريديس شمالاً وحتى زيمر جنوبًا بما في ذلك مدن وقرى وادي عارة. ليدي كل العرب التقت المربية بادر زحالقة، مديرة مدرسة الموهوبين القطرية كفرقرع، والتي تضم مئات الطلاب من مئات المدارس في البلدات العربية، والتي حققت نجاحات كبيرة توجت باستقطاب كبير من الطلبة.

المربية بادرة زحالقة مديرة مدرسة الموهوبين القطرية كفرقرع

ليدي: ما هي إيجابيات برامج الموهوبين في مدرسة الموهوبين القطرية كفرقرع؟
بادرة: لا شك أن لها إيجابيات، أهمها اكتشاف الموهبـة من البـدايـة، وكذلك رعايـة هذه الموهبـة في مراحل التعليم العام الثلاث، ثم بــعـد ذلك متابـعـة صاحب تلك الموهبـة حتى في التعليم العالي. كما أن البرامج تضيف نوعاً من التجديد في الإطار العام للمدارس، وتكسر الروتين المتمثل في معاملة جميـع الطلاب على نـمـط واحد كما كان في السابق.

ليدي: من واقع خبرتك ومن واقع تنفيذ برامج الموهوبين في مدرستك المتميزة، هل هنالك سلبيات لبرامج الموهوبين في مدرستك؟
بادرة: في الواقـع لا أرى أن هناك سلبيات تـذكر سـوى التركيـز على إيضاح فكــرة هذه البرامـج لدى المجتمع، وزيادة الأجهــزة التي تساعـد على تسهيـل وتطويــر العملية، كذلك زيادة المـوارد الماليـة لدعـم مثـل هذه البرامــج.

ليدي: هل ترين أن برنامج رعاية الموهوبين في المجتمع مطلب يجب السير وفقه، ولماذا؟
بادرة: نعم، وأنا أؤيـد التوسـع أيضاً في إيجاد البرامج الخاصـة برعاية الموهوبيـن، لأن هذه الفكرة الرائدة إذا طُبقت التطبيق الصحيح بـجد وإخلاص سـوف تؤتـى ثمارها. وسـتمكن من رعايـة الموهوب من البدايـة بدلاً من قتل هذه الموهبـة ومقارنـة صاحبها بغيـره ممن ليـس لديه موهبـة.

ليدي: ما هي تطلعاتك واستشرافك لمستقبل رعاية الموهوبين في مجتمعنا؟
بادرة: أتـمنى أن توجـه برامج رعاية الموهوبيـن التوجيـه الصحيح وأن نحرص على الإفادة منها، خصوصاً وأن مجتمعنا الحبيب بدأ يخـطو مثل هذه الخطـوة المباركـة، التـي لا شك أنها إذا طبقت التطبيق الصحيح وتم الاهتمام بها، ستنتج لنا جيلاً مباركاً يساهـم في نهـضة بلادنا الحبيبـة، ويختصرُ خطـوات النهـضـة في سنوات محدودة، لأن الاهتمام بالمواهب ورعايتها من الأسس الهامـة في نهـضة الأمم وتطورها.

ليدي: هل ترين أن مديري المدارس لديهم قناعة بأهمية رعاية الموهوبين؟
بادرة: لا أشـك أبداً في حرص جميـع زملائـي مديري المدارس وإخلاصهم، وأعتقد أنـهم جميعاً لديهم القناعـة بأهميـة مثـل هذه البرامـج التعليميـة، التـي تسـاهـم في تطـويـر العمليــة التربـويـة في بلادنا الحبيبـة، ويعملون في نفس الوقت لتطوير وتدعيم هذه البرامج، علمًا، وبكل صراحة، أن هنالك منافسة تربوية كبيرة بين المدارس الابتدائية في المنطقة، من اجل ضمان اماكن اكثر في مدرسة الموهوبين القطرية، مما حول المدرسة القطرية للموهوبين إلى مركز اهتمام كل الموهوبين وعائلاتهم والمجتمع ايضًا.

ليدي: لديك خمس هدايا، لمن تهديها؟
بادرة: هـديتي الأولى: لكل المسؤولين في المجلس المحلي ووزارة المعارف، على عطائهم وتعاونهم لنجاح مسيرة مركز الموهوبين القطري.
هديتي الثانية: لكل مـعلم مخلص، وأقول له لقـد سجلت اسمك بمدادٍ من ذهـب في سجل مجتمعنا الذي يخطو بخطى قوية نحو التقدم والنجاح.
هـديـتــي الثالـثـة: باقة ورد لزوجي وعائلتي، ابنائي وبناتي واحفادي فردًا فردًا، الذين وقفوا الى جانبـي طيلـة حياتي العمليـة وكانوا الداعمين والمساعدين.
هـديتـي الرابـعـة: إلى الإخـوة أعضاء الهيئة التدريسية في مركز الموهوبين، الذيـن أعطـوا وقدموا كل ما يستطيعون في سبيل خدمة الطلاب.
هـديـتـي الخامـسـة: لكل ولي أمـر طالب متابع لابـنـه في سيـره الدراسي والتربـوي، فأسال الله له العـون والتوفيـق.

ليدي: ما هي الخطط والإستراتيجيات التي وضعتموها حتى تحققت هذه الإنجازات؟
بادرة: أولاً: خـطة العمل بروح الفريق الواحد والتعاون بين كافـة منسوبي المدرسـة إدارة ومعلمين وطلاباً وأولياء أمور.
ثانياً : التشجيـع والتكريـم لكل متميز ومجد في عمله.
ثالثاً: الاستعانة بالأفكار التي تؤدي إلى تطويـر العمليـة التربويـة بشكل عام والنشاط المدرسـي بشكل خاص.
رابعاً: تشجيع الأبناء التلاميـذ، وتكريم كل تلميذ لديه فكرة رائدة أو نشاط مميز وحثهم على إبراز أعمالهم.

ليدي: كيف يكون المدير مديراً تربويًّا مبدعاً؟
بادرة: إذا اهتم بتنميـة العلاقـات الإنسـانيـة بين جميع العامليـن وابتعد عن مركزيـة القرار، وحرص على المساواة في المعاملـة بين الجميـع، وتـرفـع عن صغائر الأمور، واهتـم بمدرسـته وأخلص العمـل فيها، وعامل طلابـها كمعاملـته لأبنائه، واطلع على كل جديد في مجال التربيـة وحاول تطبقيـه.

ليدي: ما هو السر الحقيقي في استقطاب مدرستكم الرائعة لهذه المجموعة الكبيرة من الطلاب من مختلف البلدان، علمًا بان لكل بلد عاداته وتقاليده وأفكاره؟
بادرة: بكل فخر واعتزاز، نحن مجتمع واحد وسنبقى مجتمعًا واحدًا، وهكذا ادارة مركز الموهوبين وطاقم المدرسين والعاملين، يتعاملون مع كل طالب مثل الاخر في الخدمة والتعامل، فمركز الموهوبين القطري هو بيت لكل المواهب في مجتمعنا العربي.

ليدي: الكلمات الايجابية لها دور في التحفيز والتشجيع للمعلم والطالب، إلى أي مدى ترين هذه المقولة صحيحة؟
بادرة: لنا في الهـدي النبـوي أسـوة حسـنة، فنجد أن الرسول الكريـم، عليه الصلاة والسلام، كان يثني بكلمات تشجيعيـة على الصحابـة الكرام كـقوله صلى الله عليـه وسلم "ربـح البيـع أبا يحيى"، وهو صهيب بن سنان، رضي الله عنه، وقـد جـُبلت النفوس على حـب من أحسـن إليها.
فأؤكد من واقع خبـرتـي أن ذكـر إيجابيات المعلم والطالب على حدٍ سواء، لها دور كبير في تحفزيـهم وتشجيعهم، وأيضاً في سيـر العمليـة التربويـة والتعليميـة داخـل المدرسـة ككـل.

ليدي: بحكم خبرتك التربوية ما رأيك في الازدواجية وكيف يكمن تجنبها؟
بادرة: لا شك أن الازدواجية في أي قـرار إداري أو تربـوي تؤثـر على سيـر العمليـة الإداريـة أو التربويـة. لهـذا أؤكـد أن الازدواجيـة من أخـطر الآفات على سـير أي عمـل، وسبب رئيسي في إفشاله. ويمـكن تجنبـها بالعمل بمبدأ الشـورى والاتفاق المسـبق وتطابق وجهات النظـر، والوصول إلى اتخاذ قـرار موحـد متفق عليـه من الجميع.

ليدي: ما هي صفات شخصية المدير، او المعلم المثالي من وجهة نظرك وعلى أي أساس تم هذا الاختيار، من خبرتك الطويلة أم من تطلعاتك المستقبلية؟
بادرة: صفات المدير والمعلم المثالي تكمن في الإخلاص وحب المهنـة أولاً.
فإذا أحب الإنسان مهنـته أجاد وأخلص فيها، فالمدير والمعلم كما أسلفت صاحب رسـالة، والمعلم المثالي هـو الذي يحرص على أداء هـذه الرسـالة على الوجـه المطلوب. وقـد تـم هذا الاختيـار على أساس الهـدي النبـوي، فـقد قال رسولنا الكريم، صـلى الله عليه وسـلم " إن الله يحبُ إذا عمل أحـدكم عملاً أن يتقـنـه". وكذلك من واقـع خبـرتـي المتواضعـة.

ليدي: تعليم الموهوبين يعتمد نجاحه على عوامل كثيرة، من وجهة نظرك.. ما هي النسبة المناسبة للإدارة المدرسية والتي تصف مدى التأثير على هذا النجاح؟
بادرة: في الواقع فإن الإدارة المدرسـية أو أي إدارة سواها في أي مجال، لها دور أساسي في نجاح العمـل، ومن الصعوبـة تحديد نسبـة معينـة، لكن بلا شـك، إن نسبـة كبيـرة جدًّا تتحملها إدارة المدرسـة في نجاح مثل هذه البرامج، أو غيرها من البرامج التي تطبق داخل المدرسة كبرنامج الصعوبات أو برامج الدمج وما سواها.

ليدي: لكل إنسان منا آماله وأحلامه.. هل استطعت أن تحققي أحلامك وما كنت تأملينه في عملك كمديرة مدرسة؟
بادرة: الأحلام والآمال لا تـنتهي، وليس هناك من استطاع أن يحقق آماله وأحلامـه كاملـة، ولكـنني حرصت على تقديـم كل ما أستطيع من جهـود في جميـع المدارس التـي عملت في إدارتها، وأتمنـى أن أكون حققت الجـزء اليسيـر من أحلامـي وتطلعاتـي.