الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 20:02

هل نحن على موعد مع ثلاثة محاور في العالم العربي؟/ بقلم: إبراهيم خطيب

كل العرب
نُشر: 01/08/13 14:09,  حُتلن: 08:31

إبراهيم خطيب  في مقاله:

نحن أمام بناء تحالفات إقليمية جديدة وطبعاً هذه التحالفات لن تتم بشكلها الثابت ما لم تهدأ الامور في الدول العربية

إننا أمام تيار مقاومة سني يتمثل بحركة الاخوان المسلمين بإمتداداتها وحماس كجزء منها وبعض الذين يمكن أن يتعاطفوا مع هذا التيار مثل تركيا

التيار الثاني هو محور شيعي ممانع متمثل بإيران وحزب الله ويمكن أن يتساوق معه بعض القوميين العرب وذلك لكون سوريا ممثلة بالأسد ستكون ضمن هذا التيار 

التيار الثالث هو تيار ما يسمى بتيار الاعتدال متمثلاً بالسعودية والأردن والإمارات والسلطة الفلسطينية ممثلة بمحمود عباس إضافة لليبراليين والعلمانيين وبعض القوميين 

في فترة ما قبل الربيع العربي برز بوضوح وجود معسكرين في العالم العربي والإسلامي وهما معسكر الاعتدال ممثلاً بالسعودية ومصر والأردن مقابل محور الممانعة ممثلاً بإيران وسوريا وقطر لحد ما إضافة لحماس وحزب الله. هذان المعسكران مرّا بتقلبات وتغييرات شديدة خصوصاً بعد الثورات العربية، ففي مصر سقط مبارك وفي سوريا هناك ثورة تحاول اسقاط الاسد كما أن هناك اصطفافات جديدة فإيران تصطف لجانب الاسد بالإضافة لحزب الله وأما حماس وقطر فمصطفون ضد الأسد، بالمقابل فالسعودية مصطفة ضد الاسد وضد حماس وضد مصر برئيسها الشرعي محمد مرسي. كل ذلك يدل على أننا أمام بناء تحالفات إقليمية جديدة، طبعاً هذه التحالفات لن تتم بشكلها الثابت ما لم تهدأ الامور في الدول العربية وبالتالي شكل المحاور هذا ممكن أن يتغير وفق المتغيرات على الأرض.

ثلاثة تيارات
وفق الواقع الموجود الآن فإننا أمام تيار مقاومة سني يتمثل بحركة الاخوان المسلمين بإمتداداتها وحماس كجزء منها وبعض الذين يمكن أن يتعاطفوا مع هذا التيار مثل تركيا. مقابل محور شيعي ممانع متمثل بإيران وحزب الله ويمكن أن يتساوق معه بعض القوميين العرب وذلك لكون سوريا ممثلة بالأسد ستكون ضمن هذا التيار ولبغض بعضهم للتيارات الاسلامية السنية وخصوصاً الاخوان المسلمين في بلدانهم.
والتيار الثالث هو تيار ما يسمى بتيار الاعتدال متمثلاً بالسعودية والأردن والإمارات والسلطة الفلسطينية ممثلة بمحمود عباس إضافة لليبراليين والعلمانيين وبعض القوميين هذا التيار برز دوره في أحداث مصر الاخيرة من خلال عمله على إسقاط الرئيس محمد مرسي ودعمه لمحادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، واحتفائه في رام الله بإسقاط الرئيس. بالمقابل بعض القوميين من داعمي تيار الممانعة الشيعي في مصر والذين يقفون في صف الأسد حصلوا على دعم مهول من السعودية والإمارات لإسقاط مرسي.

علاقة صعبة
إذاً تركيبة هذه التحالفات وعلاقتها صعبة، ويبدو أن تياري المقاومة والممانعة سيمران باهتزازات كثيرة فتيار الممانعة ما زال يعاني من ضراوة الثورة السورية الساعية لإسقاط الأسد، وإسقاطه يعني ضربةً لهذا المحور ببعده الشيعي الذي يحاول اكتساب القوميين العرب.
بالمقابل فإن تيار المقاومة السني الصاعد سيعاني من معاناة الصعود السياسي وضريبة الديموقراطية وبناء الذات لحد معين، وسيحتاج لوقت قد يطول للمزاوجة بين ادارة الدولة ودعم المقاومة فمثلاً نظام محمد مرسي وهو في الحكم لم يدعم مقاومة حماس عسكرياً (وفقاً للمعلن) ومع هذا تم إسقاطه كما أن هذا النظام يسعى لإثبات شرعيته الدولية من خلال وجوده في الحكم، كما أنه يسعى لبناء ما هدمته الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة، وبالتالي سيحتاج بعضاً من الوقت حتى يستطيع السير وفق نهجه المقاوم الرافض للاحتلال الاسرائيلي والسيطرة الأمريكية، ولكن لا يمكن إغفال أن حركة حماس الممثل الأقوى لهذا التيار تعمل وبقوة في مضمار المقاومة.

فصل
بالطبع عدد من قارئي المقال ممكن أن يستهجنوا الفصل بين المقاومة والممانعة السنية والشيعية اذا ثبتت أنّ لكل واحدة منها أجنداتها وسلوكياتها المختلفة... وهناك من سينظر الى هذا التقسيم على أنه تكريس لحالة الشرذمة استمرارًا لتقسيم الأمة...، ولكن الوقائع على الأرض تظهر أن هذا الاصطفاف واضح وقائم على الأرض، فالتيار السني متخوف من التغلغل الشيعي ونظرته لأهل السنة ودعمه للأسد في سوريا والتيار الشيعي متخوف من التيار السني وصحوته مما يؤثر على مراكز قوته، والتعاون لكي يتم تبادل الثقة وتبديد المخاوف بين التيارين، كما سيحدده مستقبل الثورة السورية.

تيار الإعتدال
في المقابل اللاعب صاحب المال الوفير هو تيار الاعتدال، وهو يحاول من خلال أمواله وعلاقته بالغرب تثبيت كراسيه من خلال تقوية أزلامه وإظهار تعاونه وسعيه للسلام والتسوية مع المؤسسة الاسرائيلية لترضى عنه أمريكا ويكسب شرعيتها. كما أن هذا التيار يخاف من المد الشعبي الثوري في الدول الأخرى وخصوصاً مصر ولذلك يسعى لضرب هذه الثورات وإفشالها وخصوصاً وصول الاخوان المسلمين فيها للسلطة لكي لا يصله الدور، لكون الشعوب تتململ وتوّاقة للتغيير. والسؤال المهم كيف سيؤثر الاصطفاف العلماني الاسلامي على هذه المحاور؟

* إبراهيم خطيب – باحث في مركز الدراسات المعاصرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة