الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 10:02

منفـّذ مجزرة شفاعمرو ما زال حيا/ بقلم: خالد وليد كامل

كل العرب
نُشر: 29/07/13 19:09,  حُتلن: 08:36

خالد وليد كامل في مقاله:
 

الحكومات الاسرائيلية التي تديرها افكارا هتلرية متصهينة هي من نفذت مجزرة شفاعمرو

مخططو العملية كانوا ولا زالوا يمارسون افكارهم ونظريّاتهم ولم يكن نتان زاده الا ثمرة فكره أينعت وانتقلت من طور النيّه الى حيـّز الفعل ومن النظرية الى التطبيق

الركن الاساسي في التشاحن اليهوعربي في المجتمع  الاسرائيلي انما هو البيت الصهيوني وتربيته الزئيفية والكهاناتية فكما يربي الفأر اولاده أن الافاعي عدوه يربي البيت الصهيوني ابناءه على كراهية العرب وحذرهم

لا أريد تقليب المواجع بقدر معالجة الوضع فبدافع اليأس من الاتموسفير الاجتماعي في اسرائيل تنتحر الانسانية فينا عندما نقرأ عن التي ولدت على احد المعابر امام لا مبالاة الجنود الذين لم يشفع لديهم جوازها الامريكي

لم تكن أبدا ً مجزرة شفاعمرو خطأ ً مطبعيا ً في تاريخ دولة اسرائيل القائمة على سياسة التطهير العرقي وتهجير العرب، كما ولم تكن طفره او خلل في العلاقه اليهوعربيه، فمخططو العملية كانوا ولا زالوا يمارسون افكارهم ونظريّاتهم، ولم يكن نتان زاده الا ثمرة فكرة أينعت وانتقلت من طور النيّة الى حيـّز الفعل، ومن النظرية الى التطبيق. لا أقصد التعاطف مع زاده كيهودي فُـَرضت عليه تربيته ونشأته الارهاب، ولكن اريد تسليط الضوء الى الارهابي الحقيقي الذي لم يفتأ يرتكب بحق العرب مجازر على اختلاف وضعيّاتها.

التربية
إن الركن الاساسي في التشاحن اليهوعربي في المجتمع  الاسرائيلي انما هو البيت الصهيوني وتربيته الزئيفية والكهاناتية، فكما يربي الفأر اولاده أن الافاعي عدوه، يربي البيت الصهيوني ابناءه على كراهية العرب وحذرهم، فدور الضحية الذي تلعبه الصهيونية وتتغنى بتراتيله مذ خراب الهيكل الاول وحتى أفران الإبادة الجماعية في اوروبا، يربي الطفل اليهودي على انه مستهدف وبوضعية الدفاع دائما، حتى وان كان ذلك بمبادرة الهجوم، الامر الذي خبرناه بكل معارك اسرائيل، دائما يجب ان يهاجم اليهودي عمليا بحجة الدفاع عن النفس نظريا. وما الحكومات العنصرية المتتالية في هذه الدولة - الديموقراطية – الا وليدة هذه التربيه كما تولـّدها بدورها وترسّخها بسياسات عنصرية فتكون هي المنفذ الحقيقي لكل جرم عنصري يقع للعرب.  فالكنيست التي تسن بالقراءة الاولى تدريس تراث رحبعام زئيفي ودعوته للتهجير الجماعي.. مشتركة بكل صور التحريض ضد العرب، ابتداء من القاء رأس الخنزير في مسجد حسن بك في يافا، الى استمرار الاعتداءات على المقابر العربية، الى تخريب ممتلكات العرب في ابوغوش. والوزير – بينيط- الذي يصرح بانه قتل الكثير من العرب وليس لديه مشكلة مع ذلك، انما يشرعن قتل العرب ويُدرجه بقائمة الواجبات القوميه للصهيوني.

شركاء في المجزرة
إذا ً الحكومات الاسرائيلية التي تديرها افكارا هتلرية متصهينة هي من نفذت مجزرة شفاعمرو. فعندما يقوم تلاميذ مدرسة (يفنيه) في حيفا بارتداء قمصان ألصقت عليها عبارات تحريضية على العرب، ولا تحرّك إدارة المدرسة ساكنا، تكون وزارة التربية والتعليم قد ساهمت بمجزرة شفاعمرو. وعندما يجني أحد البنوك بنك من عملاء البنك العربي التابع لمجموعته عمولات باهظة على امتلاك بطاقات الاعتماد بينما يـُعفى منها عملاء البنك، تكون وزارة المالية مشتركة بمجزرة شفاعمرو. وعندما تختلف الملصقات على حقائب السفر بين الوسط اليهودي والعربي في مطار بن غوريون، كما تـُخصخص الحافلات في الرملة ويجبر سكان الاحياء العربية على السير، تكون وزارة المواصلات مشاركة بمجزرة شفاعمرو. وعندما تطبق العقوبة في السلطات القضائية والجهات التنفيذية وفقا ً لقومية المتهم، تكون وزارة الداخلية مسؤولة عن مجزرة شفاعمرو. والمجازر التالية يحملها لنا التعديل الاخير بقانون الجنسية، الذي يقضي بسحب الجنسية ممن "يخرق ولاء الدولة"، وكم هي الكوادر السياسية العربية التي ستسقط مضرّجة تحت يافطة خرق الولاء.

معالجة الوضع
لا أريد تقليب المواجع بقدر معالجة الوضع، فبدافع اليأس من الاتموسفير الاجتماعي في اسرائيل تنتحر الانسانية فينا عندما نقرأ عن التي ولدت على احد المعابر امام لا مبالاة الجنود الذين لم يشفع لديهم جوازها الامريكي، وتخلق هذه الصور العنصريه حالة استنفار ثنائي في المجتمع، الامر الذي يزيد من التشاحن فيه. وأرى رغم قصر نظري أن بادئ ذي بدء علينا القبول بتربية الآخر المختلفه وعدم تغييرها بقدر تغيير معايير تكيـّفنا معها، اي ان نثبت للعالم اجمع اننا حقا خلفاء الله على الارض، ومهما لاقينا نحن لا نتجرد من انسانيتنا كما يفعل اولادهم المجندون على المعابر الحدوديه، علينا ان نشكـّـل دافعا للديموقراطيه في هذا المجتمع ليحوينا ويحويهم، فنكون جزءا حيويا فيه، فحق البقاء لا يُسأل بل ينتزع غلابا، لذا علينا افرادا وجماعات ان ننخرط بمجالات بناء الدوله الحديثه ليكون لنا سهم اكبر بإدارة المجتمع الاسرائيلي، ليبقى منا وزير، مدير مشفى حكومي وعضو بإدارة الاوراق الماليه، بغض النظر عن المصالح الصهيونيه التي ترتكز على هذه التعيينات وبعيدا ً عن ماء وجه الحكومات الاسرائيلية. ورحم الله ضحايا المجازر السابقين واللاحقين.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة