الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 03:02

الإنتخابات والمال السياسي/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 28/07/13 15:41,  حُتلن: 19:00

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

هذه الانتخابات بعيدة عن الديمقراطية والتصويت فيها يتم على الاغلب على أساس عائلي او طائفي وأضعف الايمان على اساس حزبي

العيب ليس في الديموقراطية ولكن العيب في من يمارس الديموقراطية فهناك من يعتبرها حقا اصيلا وهنالك من يعتبرها منة او منحة وهناك من يعتبرها وسيلة للتطور والتنمية وهنالك من يعتبرها وسيلة للكسب السريع 

علينا أن نعترف أن الديموقراطية التي نمارسها في الإنتخابات التي تجري في مجتمعنا العربي في البلاد ليست ديموقراطية حقيقية بل هي ديكور، ففي الديموقراطية الحقيقة لا يبيع الناخب صوته بحفنة من الشواقل

نقول لكل ناخب يبيع صوته اتق الله في بلدك فانت عندما تبيع صوتك تكون قد بعت وطنك ومن يبع صوته مستعد أن يبيع اي شيء في سبيل الحصول على حفنة من المال ومن يبع صوته يشارك في مؤامرة كبيرة على بلده من حيث لا يدري

كما تكونوا يولى عليكم، قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا
وقد نهجو الزمان بغير جرم .. ولو نطق الزمان بنا هجانا
بعد حوالي ثلاثه أشهر مجالسنا المحلية ومدننا العربية في البلاد مقبلة على إنتخابات السلطات المحلية والكل سوف يطالب أن تكون الإنتخابات ديموقراطية ، ولكن للاسف واعتمادا على تجاربنا الماضية في هذه المناسبات فإن هذه الانتخابات بعيدة عن الديمقراطية والتصويت فيها يتم على الاغلب على أساس عائلي او طائفي وأضعف الايمان على اساس حزبي .

إن العيب ليس في الديموقراطية ولكن العيب في من يمارس الديموقراطية فهناك من يعتبرها حقا اصيلا وهنالك من يعتبرها منة او منحة وعطية وهناك من يعتبرها وسيلة للتطور والتنمية والتغيير وهنالك من يعتبرها وسيلة للكسب السريع ومطية يركبها للحصول على العقود والمناقصات وتوقيع المعاملات ،ولا يحصل الناخبون الا على الفتات والوعود الزائفة المطاطية.

الديموقراطيات الحقيقية
علينا أن نعترف أن الديموقراطية التي نمارسها في الإنتخابات التي تجري في مجتمعنا العربي في البلاد ليست ديموقراطية حقيقية بل هي ديكور، ففي الديموقراطية الحقيقة لا يبيع الناخب صوته بحفنة من الشواقل وبهذا يكون المرشح قد اشترى صوت الناخب وألغى حقه في المطالبة وشطبه من المعادلة السياسية، وهنا ايضا لا يسطتيع الناخب أن يحاسب المرشح إذا نجح وأصبح عضوا في مجلس محلي أو بلدي أو كنيست ، هنالك مرشحون انتخبوا على اساس عائلي لا يفقهون شيء من العمل الجماهيري نجدهم في المجلس المحلي لا تسمع لهم صوتا طوال فترة عضويتهم .
في الديموقراطيات الحقيقية نجد ان الناخب هو من يمول حملة المرشح كل حسب استطاعته ومطالب الناخبين هناك ليست زيادات في الرواتب أو الاهتمام في مصالحهم الشخصيه وانما تحسين في الخدمات الصحية وتطوير في العملية التربوية والتعليمية وتقديم خدمات افضل للناس والمتقاعدين والمسنين وتخفيض نسبة البطالة وتوفير فرص العمل.

المال السياسي
إن المرشح الذي يدفع االمال ويشتري اأصوات الناخبين ويدرك تماما أنه سوف يعوض هذه الاموال لو وصل الى منصبه كرئيس فهو لن يتورع مستقبلا بإستعمال كل الأساليب لإرجاع ما خسر من رشوة الناخبين والتي سوف يحصل عليها من مصادر عده وهذا يسبب أضرار اقتصاديه فادحه للمجالس المحليه وللمواطنين . وللإنصاف وحتى لا نظلم أحدا نقول ليس كل من انتخب رئيسا لمجلس محلي يتبنى هذا الاسلوب وهنالك من لا يأخذ او يدخل اغوره واحده لجيبه ويعملون مخلصين لمصلحة ناخبيهم . إن المال السياسي ايا كان مصدره هو تدمير للديموقراطية وتحويل الانتخابات للسلطات المحليه الى مجرد اداة بيد مجموعة من التجار والمتنفذين لتمرير المشاريع التي تصب في مصلحتهم وليس في مصلحة الشعب ولا غرابة في هذه الهجمة الشرسة لشراء الاصوات .

بيع الأصوات
نقول لكل ناخب يبيع صوته اتق الله في بلدك فانت عندما تبيع صوتك تكون قد بعت وطنك ومن يبع صوته مستعد أن يبيع اي شيء في سبيل الحصول على حفنة من المال ومن يبع صوته يشارك في مؤامرة كبيرة على بلده من حيث لا يدري فهناك من يخطط لاحتكار المشاريع اوخطط التنمية في بلده وعينه على صندوق ميزانيه المجلس ،فلا تبيعوا اصواتكم من اجل مستقبل اولادكم. ويجب أن تحكموا ضميركم في اختيار الانسان المناسب في المكان المناسب . تبني النهج الديمقراطي يتعلق بوعي الفرد وثقافته ، والانسان الواعي هو الذي لا يباع ولا يشترى .

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة