Share this link via
Or copy link
د. علي عقلة عرسان في حديث خاص
تعيش سوريا حالة من الترقب لما هو آت، خاصة في اعقاب شن الولايات المتحدة حملة تحريض ضد القطر العربي السوري ومحاولة الصاق التهم بمسؤوليها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، رفيق الحريري. وتجند كبار رجالات الدولة للدفاع عن سوريا وتعهدوا بالعمل على درء الخطر المحدق بها مهما كلف الامر، وهناك من يرى ببعض المسؤولين اللبنانيين متصيدين في المياه العكرة، وهذا ما اكده لنا امين عام اتحاد كتاب وادباء العالم العربي، الدكتور علي عقل عرسان الذي حمل بشدة على الزعيم الدرزي الذي يدعو المعارضة السورية في التعامل مع جهات اجنبية من اجل اسقاط النظام السوري الحالي، كما ان هناك تصورات للدكتور علي فيما يتعلق بالنظام الفلسطيني الجديد، بعد فوز حماس باغلبية مقاعد التشريعي. ٭ماذا تقرأ في الهجمة الشرسة على القطر العربي السوري من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها؟ - هناك مطالب امريكية صهيونية او صهيونية امريكية لتقديم تنازلات جوهرية من قبل سوريا، منها طرد المقاومة الفلسطينية التي يسميها الطرفان المحتلان لارض عربية ارهابا ، وايضا المساهمة في تجريد حزب الله من سلاحه وهو حزب مقاوم ، مقاومة مشروعة وحرر جنوب لبنان من الاحتلال، كذلك يطلبون منا تنازلات في الجولان وهذا امر ترفضه سوريا، كما ترفض التعامل مع المقاومة على انها ارهاب،كما يطلبون من سوريا وقف تسلل المجاهدين الى العراق عبر الحدود السورية،وهذا الامر غير قائم اصلا واضافة الى ذلك يطلبون نوعا من التدخل السوري يساعدهم في العراق وهذا امر غير ممكن ، كذلك هم يريدون من سوريا ان تدير ظهرها لكل ما يتصل بالشأن الفلسطيني وقضية فلسطين وحق العودة والقدس، وكل هذه الامور. ٭ماذا على سوريا ان تفعل كي تجنب نفسها مخاطر العدوان؟ - سوريا على استعداد للحوار والتفاوض وتعمل على اسقاط الذرائع،لكن الذرائع الامريكية مسلسل مستمر، وآخر هذه الذرائع ملف المرحوم الحريري، وعندما ينتهي هذا الملف ستفتح ملفات اخرى، فانتم تعرفون، ان قانون ما يسمى محاسبة سوريا صدر قبل ذلك بكثير، سوريا على استعداد للتفاوض والتفاهم بما لا يمس سيادتها وحقوقها الطبيعية وارضها ومبدأها، وان تتعامل مع المقاومة الفلسطينية كمقاومة مشروعة ولا يمكن طرد الشعب الفلسطيني للمرة الرابعة او الخامسة لان الاحتلال يريد ذلك. ٭سوريا دعمت لبنان في الماضي وحافظت على وحدته ، كيف تتعاملون مع تصريحات وليد جنبلاط الداعية لاسقاط النظام السوري بمعاونة جهات اجنبية؟ - لقد سبق هذه الدعوة تصريحات من هذا القبيل، جنبلاط دعا الجهات الاجنبية الى احتلال سوريا ودعا ما يسمى بالمعارضة الى التعاون مع جهات اجنبية كما فعلت المعارضة العراقية، هذا امر ليس غريبا فقط وانما مستهجن ان يدعو شخص الى تدخل اجنبي والى معارضة تمارس الخيانة ضد وطنها، هذا امر مرفوض وهو ليس مستغربا على وليد جنبلاط،فما يقوله وما يفعله وما يصرح به ليس مشرفا لاحد وقد استهلك رصيد والده ورصيد الكثيرين من الشرفاء الذين يجرهم الى هذا المأزق في لبنان. ٭نتحول الى الشأن الفلسطيني،حماس فازت فوزا كاسحا في الانتخابات ومقابل ذلك هناك حملة عالمية ضد حماس والفلسطينيين، ماذا يعني ذلك؟ - اولا اريد ان اسجل تهنئة لحماس لنيلها ثقة الشعب الفلسطيني، فقد دفعت ثمن هذه الثقة دما ومعاناة وملاحقة ومطاردة واستهداف شخصيات بارزة في هذه الحركة، ثانيا لا بد من الاشارة الى ان العبث الغربي، الامريكي الصهيوني بمفاهيم الشعوب وبالديمقراطية وقيمها اصبح واضحا، فهم ينادون بالديمقراطية ويتدخلون تحت شعارها، وعندما ينجح احد ممن لا يريدونهم باسلوب ديمقراطي يقفون ضده وهذا كشف القناع عن خداعهم ونفاقهم المفضوح. ٭وفوز حماس وتوليها للسلطة يدخلها الى دوامة ، الاعتراف باسرائيل والتخلي عن مبدأ المقاومة او التمسك بذلك؟ - هذا امر صعب ومحير، فعندما تقوم حماس بتشكيل الحكومة فانها تدخل في برزخ خطر، دخولها في مثل هذا المدخل فانها ستواجه اوسلو واستحقاقات عربية ودولية كانت الحكومات السابقة قد اقرتها،وهي عندما تقر ذلك تفقد شيئا من مبدئيتها وايضا تجر نفسها الى ساحة يطالبونها فيها بان تنزع سلاحها او تعتمد الحلول السياسية، والحلول السياسية مع الكيان الصهيوني نتيجتها افلاس وتنازلات لان التاريخ السابق سجل مثل هذا، اما اذا عمدت حماس لتولي السلطة مع المحافظة على السلاح وعلى المبدئيات فانها ستجد الكثيرين من عرب وغربيين والكيان الصهيوني بكامله ضد توجهاتها ومن ثم فهي الآن في موقف دقيق جدا، واقول على حماس ان تحافظ على مبادئها وان لا تشتري رضى الآخرين بتنازلات عن حقوق الشعب الفلسطيني ، معركتها بالدم وكسبت ثقة الشعب على هذا الاساس. باعتقادي اذا استطاعت حماس ان توحد الموقف الفلسطيني على توجه ومبدئيات ثابتة فانها ستنجح في كسب ثقة العرب والعالم الذي يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني واذا تنازلت فانها ستسير في الطريق التي لن تفضي الى نتائج ايجابية. ٭واخيرا فلسطينيو الداخل شكلوا لجنة شعبية للتضامن مع سوريا كيف ترون ذلك؟ - احيي هذا الموقف، الموقف الذي يعبر عن اصالة الشعب الفلسطيني وانتمائه وبطولته، هذا الشعب الذي جربناه طوال عقود من الزمن فهو يدفع ثمن تضحياته بالملاحقة اليومية وهناك مسلسل ابادة موجه ضده وضد ارادته ، سواء كان في طريق تصفيات مادية او جسدية،ومع ذلك يتبنى هذا الشعب مواقف قومية ووطنية ويقدم كل يوم الجديد الذي يعبر عن اصالته وبطولته واستعداده للتضحية، هذا الشعب يملك رؤية استراتيجية ايجابية سليمة نباركها وهذا الامر يستحق التحية والتقدير منا لاشقائنا في فلسطين المحتلة.