الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 22:02

الأمة العربية/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 18/07/13 14:35,  حُتلن: 07:42

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

الى متى ستظل الدول العربية في هذا الوضع المزري وتتجاهل أوضاع شعوبها السيئة؟

الدين يدعو للحفاظ على الروح البشرية أينما كانت ولا يحق لأحد قتل هذه الروح مهما كانت الاسباب

هناك دول عربية في صراع مع جاراتها ودول عربية اخرى تدعم الجماعات الدينية المتطرفة التي لا تضع الإنسان في سلم أولوياتها

لا بد أن تمر الامة العربية أيضاً بهذه العصور المظلمة التي نعيشها اليوم كما مرت أوروبا في العصور الوسطى لنصل لدرجة الوعي الحقيقي ونستعمل العقل والحكمة في حل مشاكلنا وعندها

تمر الأمة العربية بما مرت به أوروبا في العصور الوسطى أي عصر الظلمة، إذ خاضت الشعوب الاوربية حروب مدمرة بالعصور الوسطى قتل فيها الملايين من البشر وبعدها إنتقلت بعد صراع ونضال وجدال من هذه الحقبة التي سميت، عصور الظلام إلى عصور الحضارة والتقدم والإنسانية، وتركوا خلفهم الخلافات والحروب التي استمرت مئات السنين وتوصلوا الى نتيجة أن الحروب لا فائدة منها وينتج عنها فقط الدمار والقتل والويلات والمصائب وتدمير الاقتصاد والتخلف، والتجارب علمتهم باستعمال العقل والاساليب السياسيه في حل مشاكلهم، ولذا إتجهوا نحو بناء دولة الرفاه والحرية واهتموا بالعلم وبناء الاقتصاد لتطوير بلادهم


الإقتصاد وتنمية الإنسان
أوروبا اليوم موحدة بالاتحاد الاوربي بالرغم من اختلاف اعراقهم ولغاتهم وتضارب مصالحهم، وهذه الدول الغت وتجاوزت مسألة الحدود بين دولها، وبدأوا يركزون على الإقتصاد وتنمية الإنسان، وبناء الحضارة والتقدم، وتجاوزوا جروح الماضي ورواسبه، وبدأ الإنسان هناك يضع القوانين التي تخدم حرية الفكر والمعتقد والحركة والعلم وحقوق الانسان وأعطوا الانسان قيمته واحترامه وحريته .أما الدول العربية فحدث ولا حرج، مازالوا يتصارعون حول تكوين الأحزاب على أساس قبلي او طائفي، ويضعوا القوانين التي تحد من حرية الفكر والمعتقد والحركة والعلم ويتصرفوا من منطلقات طائفية وعائلية وقبلية .

نظام قبلي او طائفي
ما زالوا، يتجهون لبناء دولة الحزب الواحد، والدولة المبنية والقائمة على نظام قبلي او طائفي، وهناك دول عربية في صراع مع جاراتها ودول عربية اخرى تدعم الجماعات الدينية المتطرفة، التي لا تضع الإنسان في سلم أولوياتها، وترفض الاعتراف بالآخر، وتنتهج العنف كسبيل لتحقيق تلك الأهداف، فلو كانت هذه المجموعات الدينيه فعلا متدينة ويخافون الله لما اريقت قطرة دم واحدة ولكن للاسف لا قيمه للانسان عند هذه التنظيمات المتطرفة التي صنعها الاستعمار، لأن الدين يدعو للحفاظ على الروح البشرية أينما كانت ولا يحق لأحد قتل هذه الروح مهما كانت الاسباب .

الخلافات بين أبناء الشعب الواحد
ما زالوا يتصارعون حول الحدود الاصطناعية التي وضعها الاستعمار التي قسم بها الوطن الواحد لتكريس الخلافات بين أبناء الشعب الواحد، ويتمسكون بحضارات عفى عليها الزمن، ويتمسكون بماضٍ لا وجود له إلا في الكتب، ويتحدثون عن أمجاد الأجداد الذين لا وجود لهم في واقع اليوم ويبكون على اطلال الماضي. ما زالوا يتبنون فكرا ومناهجا على نقد الغرب وثقافته وتاريخه، متاجهلين واقعهم المرير اليوم والذي يقابل عصور الظلام في أوروبا في تلك العصور المظلمة قبل مئات السنين.

تساؤلات
الى متى، ستظل الدول العربية في هذا الوضع المزري وتتجاهل أوضاع شعوبها السيئة؟ والى متى ستظل حفنة من زعماء هذه الأمة تدوس على كرامة شعوبها بالدبابات والقوة العسكرية بعيدا عن الديمقراطية؟ والى متى ستبقى امتنا العربية غارقه في بحر الجهل؟ والى متى يبقى قادتها وزعماءها البواسل ينفذون ويطبقون خطط الاستعمار التي تحاك لتشتيت وتدمير هذه الأمة لكي يستولوا على ثرواتها؟

إحترام الإنسان
ولكن كما يقول بعض المؤرخين على ما يبدو، لا بد أن تمر الامة العربية أيضاً بهذه العصور المظلمة التي نعيشها اليوم كما مرت أوروبا في العصور الوسطى، لنصل لدرجة الوعي الحقيقي ونستعمل العقل والحكمة في حل مشاكلنا وعندها سننطلق إلى مجالات التقدم والحضارة وإحترام الإنسان والقانون والعلم وبناء الانسان والاقتصاد وحتى يتحفف هذا للأسف سوف يستغرق وقتا طويلا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة