هادي داود نعمان أبوعطا:

الكتابة بخط اليد والرسومات تكشف باطن الكاتب وتعكس ميوله وخلفيته الثقافية ومهاراته وتجعل شخصية الكاتب كالكتاب المفتوح المُراقب بالكمرة الخفية

يتجلى سلوك الفرد بالكتابة بخط اليد والرسومات بإستجابات الفرد التي تخضع للتأثيرات المنبثقة عن باطن الفرد المنهمك في ديمومة إستيعاب الخبرات الحياتية وبلورتها بما يسمى بالذكاء العاطفي، كمفتاح للكفاءة الإجتماعية

برز مفهوم الذكاء العاطفي بنهاية القرن الماضي على يد عالم النفس الأمريكي غولمان ويختلف الذكاء العاطفي المكتسب عن الذكاء المعرفي IQ الموروث والذي يشمل قدرة الفرد على الإستقراء والتحليل والتركيب قدرة على إستخدام اللغة والحساب والتعامل مع الأشكال الفراغية

إزدادت أهمية تحليل ميول الشخصية بالرسومات بنهاية القرن الماضي مع إكتشاف أهمية الذكاء العاطفي EI في صنع الإنسان الفعال فالذكاء العاطفي يُعبر عن مدى إمتلاك الفرد القدرة على قيادة الذكاء الفطري IQ أي أن الذكاء العاطفي يعني مدى قدرة الفرد على تعامله مع العواطف سواءً كانت عواطفه

هادي داود نعمان أبوعطا ابن بلدة كفرقرع، يبلغ من العمر 66 عامًا، وما زالت روح الشباب بين أضلعه، يعمل في إدارة وتطوير المستشفيات الحكومية، تكاد مؤهلاته تكون متميزة في المجال، فهو يحمل شهادة ماجستير إدارة أعمال، وبكالوريوس علم النفس، ومؤهل بالإدارة المدنية، ومدرس مؤهل في التعليم المهني، وعمله الأساسي في وزارة الصحة منذ 40 عامًا، أما إنتاجه في مجال تحليل الشخصية، فله كتاب اسس تحليل ميول الشخصية بالكتابة، ومقالات بالصحف وإتحاد محللي الكتابة.


هادي داود نعمان أبو عطا

يحدثنا هادي داود نعمان أبو عطا، أن الكتابة بخط اليد والرسومات تكشف باطن الكاتب وتعكس ميوله وخلفيته الثقافية ومهاراته، وتجعل شخصية الكاتب كالكتاب المفتوح المُراقب بالكمرة الخفية، وقد جاء علم تحليل ميول الشخصية تمشياً مع عصر السرعة الذي منحنا قدرة التعرف على توجهات الفرد وصفاته خلال دقائق، وهكذا وجدتُ نفسي منغمساً بإمتلاك هذا العلم وإستكمال الأبنية المعرفية لسلسلة اختبار ميول الشخصية، والتي إبتدأتها بطرح كتاب "أُسس تحليل الكتابة"، وإتمامها بكتاب "دليل تحليل ميول الشخصية بالرسومات"، وطرح رمزية المؤشرات السلوكية بالرسومات".

سلوك الفرد بالكتابة
ويؤكد أبو عطا: "يتجلى سلوك الفرد بالكتابة بخط اليد والرسومات، بإستجابات الفرد التي تخضع للتأثيرات المنبثقة عن باطن الفرد، المنهمك في ديمومة إستيعاب الخبرات الحياتية، وبلورتها بما يسمى بالذكاء العاطفي، كمفتاح للكفاءة الإجتماعية، ومعرفة مشاعر الغير لمواجهة أعباء الحياة، وإن مصدر التأثيرات المنبثقة عن العقل اللا واعي، تتبلور خلال الصيرورة الحياتية للفرد، والتي تُكوِّن الذكاء العاطفي، فهو الذي يجعل شُعلة الذكاء الفطري متوهجة عند بعض الناس ومنطفئة عند البعض الآخر، وعليه فالذكاء العاطفي هو الذي يُمثل مرآة لسلوك الفرد، ومدى قدرته على التحكم بتوجهاته، والتي يُسقطها الفرد على الورقة بالكتابة والرسومات، وقد وجد العلماء في اختبار رسم الشجرة كأحد أهم الأدوات الإسقاطية للتشخيص النفسي، وذلك لسهولة استنباط قيمتها الرمزية، وقابليتها للتشبه بالإنسان، حيث أنها تُعتبر بمثابة تجليات للحياة النفسية العميقة وتعبيرًا عفويًّا أو إراديًّا لمشاعر راسم الشجرة، كما ويُبرز كل اختيار من سلسلة إختبارات ميول الشخصية ناحية أخرى من المشاعر أو يؤكدها، بناءً على مدى تلقائية الكتابة أو الرسم، وهي تخضع لنفس القواعد في الحالتين، غير أن الرسومات تتخطى الحضارات وتناسب جميع الأجيال، بخلاف الكتابة لاقتصارها على البالغين وخصائصها اللغوية".

الذكاء العاطفي والشخصية
وبتحدث أبو عطا عن تميز الشخصية فيقول: "تشمل الشخصية تفرُّد الشخص وتميزه عن الآخرين، بما في ذلك الذكاء العاطفي المكتسب والذكاء المعرفي الفطري، أي مجموع ما لدى الفرد من إستعدادات ودوافع ونزعات مكتسبة، كمجموعة التصرفات الديناميكية (المزاج) لخصائص الفرد، وصفاته المعرفية والإنفعالية، وتفكيره ويُمثل الذكاء العاطفي بوصلة الحياة، والتي تُحدد سلوك الفرد، من أفعال ونشاطات ظاهرة أو مستترة، فهو يشمل القدرة على التعامل مع الإخفاقات والقدرة على السيطرة على المشاعر والعواطف، وقدرتهم على التعامل مع الآخرين، قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره، فالقدرة على التعامل مع مشاعر الغير تعتبر فنًّا رفيع المستوى، يمارسه الأفراد في إقامة جسور العلاقات الإجتماعية، وهذا يتطلب مهارات خاصة لدى الفرد، تشمل إدارة الذات والتعاطف أو تفهم مشاعر الآخرين، والتي تتبلور بتأثير خبراته الحياتية ومعطياته الوراثية، الأمر الذي يُمكِّن من معاينة مدى تطابق تطور الفرد الذهني مع عمره الزمني".

قدرة التفكير
وحول قدرة التفكير يؤكد محدثنا:"برز مفهوم الذكاء العاطفي بنهاية القرن الماضي على يد عالم النفس الأمريكي غولمان، ويختلف الذكاء العاطفي المكتسب عن الذكاء المعرفي IQ الموروث، والذي يشمل قدرة الفرد على الإستقراء والتحليل والتركيب، قدرة على إستخدام اللغة والحساب والتعامل مع الأشكال الفراغية، غير أن هناك عوامل أخرى تقف وراء تعثر الموهوبين، وتفوُّق متوسطي الذكاء المعرفي، فالذكاء العاطفي يُمثل العنصر الأهم في تحديد التعثر أو التفوُّق، وهو الذي يُحدد قدرة الفرد على تعلم أُسس الكفاءة الذاتية، وإمتلاك الوعي الإجتماعي في إدارة علاقاته الخاصة والعامة، والتي تشمل الوعي والإنضباط الذاتي والتعاطف، وعليه فالذكاء العاطفي لا يتبلور من العدم، وإنما في بيئة خاصة، سواء كان عفويًّا أو إراديًّا.
لقد استغل علماء النفس إمكانية التعرف على الذكاء العاطفي وقياسه، وذلك عن طريق إسقاطات الجهاز العصبي والحركي بالرسم على الورقة، طبقاً لمسار القلم على الصفحة، فالأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي، هم القادرون على تمييز مشاعرهم والتعبير عنها، واستغلال إمكانياتهم والإستمتاع بالحياة، وفهم مشاعر الآخرين وإقامة علاقات قوية معهم وتحمل المسؤولية الإجتماعية، وذلك دون الإعتماد على الآخرين في تسيير حياتهم. هؤلاء الأشخاص يتسمون عادة بالتفاؤل والمرونة والواقعية وقدرة التغلب على الصعوبات. كما أن إنخفاض الذكاء العاطفي يجلب للأفراد الشعور السلبي كالخوف، والغضب، والعدوانية، وهذا بدوره يؤدي إلى إستهلاك قوة هائلة من طاقة الأفراد، وإنخفاض الروح المعنوية، والغياب عن العمل، والشعور بالشفقة، ويؤدي أيضًا إلى سد الطريق في وجه العمل التعاوني البناء، فالعاطفة تزودنا بالطاقة الإيجابية والحيوية، والعاطفة السلبية تولد الطاقة السلبية والعنف".

تحليل ميول الشخصية بالرسومات
ويخلص أبو عطا إلى القول: "وقد إزدادت أهمية تحليل ميول الشخصية بالرسومات بنهاية القرن الماضي، مع إكتشاف أهمية الذكاء العاطفي EI في صنع الإنسان الفعال، فالذكاء العاطفي يُعبر عن مدى إمتلاك الفرد القدرة على قيادة الذكاء الفطري IQ، أي أن الذكاء العاطفي يعني مدى قدرة الفرد على تعامله مع العواطف سواءً كانت عواطفه، أو عواطف الآخرين، وعليه فيتجلى الذكاء العاطفي عند حاجة الفرد للعمل مع الآخرين في فريق واحد، فالإنسان الذكي عاطفيًّا هو أكثرهم قدرة على التعاون مع الآخرين والتفكير المشترك، وتقبُل النقد والرأي الآخر والحوار والوصول إلى حلول وسط، بما في ذلك حركات الجسم والتعبيرات الوجهية، والكتابة بخط اليد والرسم".