الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 05:01

النفاق السياسي والاجتماعي الفشل حتى النخاع/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 13/07/13 15:10,  حُتلن: 07:35

مرعي حيادري في مقاله:

مللنا النداءات والوعود الكاذبة والضحك على الذقون، واتخمنا بالشعارات الرنانة الطنانة

كن مع نفسك ومجتمعك صادقا وستكون النهاية في مصلحتك والجميع معا والله ولي التوفيق

كيف يمكن أن تطلب مني الدفع والدفع وأنت غير قادر على دفع المعاش الشهري المتواصل لشهور عدة؟!! 

النفاق السياسي الاجتماعي لهو نمط عيش ألفناه وتعودنا عليه ضمن مؤسسات الدولة ولا بد لنا من التعايش معها كما وكيفا
 

من البديهي أن نسارع في استباق الحدث وتناقل الحديث، أسوة بمحافل السياسيين من منطلق الحفاظ على سمعتنا السياسية والاجتماعية، حين نتروى قليلا في المشاكل العالقة ونبدي استعدادا لرأبها قبل فوات الأوان، ومن المألوف تحريك أصابع الاتهام إلى ناقلي وصانعي الحدث لتفادي الانتشار سيء السمعة والصيت فقط حين يؤثر سلبا على الكرسي الاجتماعي والسياسي معا، فيكون المراد والهدف معدا وجاهزا للنشر عبر ما هو أسرع من أجنحة الطيور سابقا وماضيا وأسرع من الطائرات عبر الفضاء السابحة من مكان لآخر في توصيل أهدافها، سياسية كانت أم إستراتيجية حين ينطوي الأمر على المحفل السياسي ومصلحة البلد وشعبه (الشعار المألوف) عند الساسة، ولكن على العكس منه تماما يكون الأمر هداما لمصلحة البلد والشعوب معا، فتلك هي الأعيب السادة وعهد العصرنة السياسية الحديثة، وما أسرع نقلها ونشرها لمصالحهم ومآربهم عبر وسائل الإعلام والانترنت الذي يبحر في إيصال الرسالة والهدف إلى ابعد نقطة على الكرة الأرضية، وهناك يتم استقبالها عبر توزيع المهام ومصلحة كل بلد وبلد وفق تطابق المصالح الإستراتيجية والاقتصادية، وبالطبع الاستعمارية قبل كل شيء .. وهذا ما هو حاصل اليوم في معالم الكرة الأرضية قاطبة (الكبير القوي يأكل الصغير الضعيف) وهل يمكن لهذه المعادلة أن تتغير مع الزمن؟!.

طمس المعالم الجماعية
أما في الشق الآخر من النفاق الاجتماعي والذي يأتي ملازما لما سبقه في الناتج السياسي ومعادلة النفاق، والتي لا تقل شأنا عنها، فنلحظ الزحف والتواطؤ في ضرب القواعد الحياتية الاجتماعية ومن خلال المناداة بها من هذه الطبقات التي تعد في صفوف المثقفين، وما أعلنوا وصرحوا عنه من اعوجاج في نهج القادة السلطوية محليا وقطريا، وباستمرار سمعنا عن غلبة الصالح على الطالح، والخوض والعمل سويا من اجل قمع جذور هذه الظواهر المتأصلة في المحسوبية النفعية الشخصية، التي طالما انعكست بظواهرها القاتمة على المجتمع في التردي يوما بعد يوم، وفي طمس المعالم الجماعية لبلد أو قطر، وسياسة تعود وتربى عليها أولئك القادة الذين فشلوا في إيصال الرسالة التي نادوا بها من قبل ترشيح أنفسهم لقيادة المجتمع، ومن ثم رضخوا واستسلموا لواقع اليم ومر طغى على عقول المحيطين منهم بهذه القيادة المستسلمة لتجعل منهم أي، من الجماهير قطعانا بلا مأوى، لا بل إلى الضلال والهلاك، متمثلا ذلك في العصيان عن الطاعة الشعبية، متأثرا في التغذية الحزبية التي تنادي في صلاح المجتمع وتعمل العكس منه تماما في تنفيذ مصالح المنتفعين لهذه القيادة، حبا في قطف المنفعة وحفاظا على كرسي العرش الذي أضحى (مسخرة العصر وفقدان الضمير وزوال الفكر الذي كان ضمن زاوية ثقافية منيرة حتى أضحت قاتمة شديدة السواد)؟!


البطالة المستفحلة

إن ما يسيطر على عقول البشر في هذا العصر لهو أمر من الشر الفردي، وبالطبع انتشاره على المجتمع الذي أضحى يقامر ويعاكس أولئك المظلومين والمقهورين في تنفيذ المطلوب منهم، وفي انتظار تقديم الخدمات غير القائمة وما زالت في خبر كان، وأكبر دليل شاهد على ذلك السلطات المحلية العربية والكم الأكبر منها في عدم القيام في القليل من الخدمات الأولية البسيطة للمواطن، وبالطبع فهذا الأمر لا يعفي السلطة الحاكمة ومؤسساتها ووزاراتها من المسئولية في تقديم المساعدات والهبات والقروض لإنقاذ السلطات ووضعها المتأزم، ولكن سرعان ما ننسى نحن المسئولين لقيادات شعبنا إن السوط الذي يضربون به، يضربون المواطن بنفس السوط وأكثر وجعا حين يفرضون الضرائب الباهظة على المواطن ورفع أسعار أكواب المياه، ويتجاهلون موجات البطالة المستفحلة في الوسط العربي، وبكلتا اليدين (البلدية والحكومية تضرب المواطن وبلا هوادة، في خضم موجة الغلاء العالمي في الأسعار التي لم تعد تطاق )؟!، ويستمرون في مناداة ورفع الشعارات الرنانة وخاصة الحزبية التي أثبتت فشلها على مدار أكثر من خمسة عشر عاما، وهذا الحل ما زال مستمرا بكافة الإشكال الملفوظة قانونا وشرعا، ومن المنطلق السائد (أعطني خدمات وخذ حقوقك كاملة) وهذا ما لم نلمسه إطلاقا على ارض الواقع؟!.


نمط عيش
إن النفاق السياسي الاجتماعي لهو نمط عيش ألفناه وتعودنا عليه ضمن مؤسسات الدولة ولا بد لنا من التعايش معها كما وكيفا، ولكن ضمن الحدود والإمكانات، وليس وفق الشعارات التي لا تنفذ إطلاقا وأضحت عبئا تنوء الجماهير تحت أوامره العسكرية المنفذة، ضمن شركات الجباية غير القانونية والشرعية في مؤسسات تحترم نفسها، فكيف يمكن أن تطلب مني الدفع والدفع...!!!، وأنت غير قادر على دفع المعاش الشهري المتواصل لشهور عدة؟!! ومن أين لهذا المواطن رب العائلة أن يتصرف في العيش بكرامة؟! ناهيك عن أن البنى التحتية للقرى والمدن العربية لا تتساوى في المرافق الاقتصادية وبناها التحتية، فحين تزور بلدا عربيا وتدخل بلدا أو مدينة يهودية ترى الفوارق بأم عينيك، كما لو انك موجود في أحياء الصومال الإفريقي ؟!.

مللنا النداءات
وعليه سادتي لقد مللنا النداءات والوعود الكاذبة والضحك على الذقون، واتخمنا بالشعارات الرنانة الطنانة، وعلى كل مسؤول فشل في أداء مهامه أن يستخلص العبر ويذهب من حيث أتى، والى المواطن البسيط والذي عانى وسيعاني مستقبلا، حاول أخي أن تميز بين الغث والسمين وحاول الاختيار لمرة واحدة وسر في المعادلة التي تخدم فقط مصلحة الجماهير والمجتمع عامة، أفلا يكفينا الإجحاف بحقنا من السلطات والوزارات، واليوم نعود ونخطىء في تصحيح المعادلة .. فوالله انه لجرم كبير؟!. وبعد أن أضحى النفاق السياسي والاجتماعي نافذا حتى النخاع، يبقى الاختيار لك أيها المواطن، فكن مع نفسك ومجتمعك صادقا وستكون النهاية في مصلحتك والجميع معا والله ولي التوفيق. وإن كنت على خطأ صححوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة