المسحراتي ميشيل أيوب:

أعتز بأهلي جميعا وأحترم إخوانى المسلمين وانا أعتبر عيدهم هو عيدي وانا سعيد بما أشعر به وقد قررت منذ عدة سنوات أن آخذ على عاتقي مهمة المسحراتي بقريتي المكر وذلك تطوعا لإخواني المسلمين وذلك تطوعا لإخواني المسلمين ولكي أشعر معهم وأشعرهم بميزات هذا الشهر العظيم

عند خروجي للتسحير اقوم بإرتداء ملابسي الخاصة التراثية حتى تعطي إنطباعا أجمل مع قدسية الموقف وهذا الأمر يبعث روح الطمأنينة والإعتزاز ايضاً عند إخواني المسلمين

أعتز وأحترم أهلي وإخواني جميعا مسلمين ومسيحين فالطاعات لله وفقط رب العزة هو من يمنح الأجر والثواب وما أتمناه أن أرى الجميع متحابين اخوة يرحم كبيرهم صغيرهم ويحترم صغيرهم كبيرهم

إرتبط شهر رمضان الكريم بالمسحراتي في معظم الدول العربية والإسلامية، وتعتبر مهنة المسحراتي من أقدم المهن التي كان لها صداها على مر التاريخ الاسلامي. وبالرغم من إختفاء الكثير من العادات والتقاليد بين العرب والمسلمين، وتحديداً فى شهر رمضان، حيث إختفت العديد من الطقوس، مثل مدفع رمضان وفانوس رمضان والمسحراتى، تعهد شاب مسيحى بإحياء عادة المسحراتي في قرية المكر، في منطقة عكا يقوم ميشيل أيوب (36 عاما) بدور المسحراتي رغم أنه مسيحي ، فيتجول بشوارع وازقة القرية ويعمل على ايقاظ المسلمين لتناول طعام السحور والاستعداد لصلاة الفجر. ميشيل فرج أيوب، ابن قرية المكر، لا يكتفي بأن يجوب بين أحياء القرية ويقوم بالقرع على الطبل، بل انه ارتدى ملابس خاصة تليق بالمناسبة، وقدم المدائح النبوية مغناة بشكل رائع وجميل.

وفي حديث خاص لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب في اليوم الثاني من شهر رمضان الفضيل من 2013 يقول إنه يقوم بهذا العمل "من منطلق أن الدين لله وأن أبناء القرية أسرة وعائلة واحدة"،وهذا ما يشعر به .

روح المحبة والتسامح
ميشيل أيوب يؤكد لموقع العرب: "أعتز بأهلي جميعا وأحترم إخوانى المسلمين، وانا أعتبر عيدهم هو عيدي، وانا سعيد بما أشعر به، وقد قررت منذ عدة سنوات أن آخذ على عاتقي مهمة المسحراتي بقريتي المكر، وذلك تطوعا لإخواني المسلمين، ولكي أشعر معهم وأشعرهم بميزات هذا الشهر العظيم من روح التسامح والتكافل كون أن قريتي المكر تعيش روح المحبة والتسامح والتغافر بين أبناء القرية من مسيحيين ومسلمين، فإن أهلها المسلمين تربطهم علاقة طيبة باخوتهم المسيحيين، وقد يكون هذا هو الدافع الذي دفع شاباً مثلي في مقتبل العمر أن يتحدى كل الظروف وهي كثيرة وأن يحفظ آيات من القرآن الكريم والمعاني السامية من الاسلام السمح ويتغنى بها ذاكرا الله في جوف الليل بينما المسلمون نائمون ليوقظهم بقوله "يا نايم وحد الدايم" إذ أخذ على عاتقه هذه المهمة تطوعاً لا يريد من أحد جزاءً ولا شكورا، ولعل الأجواء الرمضانية التي يعيشها أهل قريته مسقط رأسه المكر كانت له دافعاً لأن يقوم بما يقوم به، هذا الأمر جعل الصغير قبل الكبير في القرية والقرى المجاورة يحترمه لأنه يترفع عن أي مقابل من احد، وعمله لله خالصاً ويهمه أن يرى أهل بلده وشعبه في أجمل وأروع صورة وحال.

عمل مقدس
وميشيل أيوب لم يكتفِ بالعمل مسحرا في قريته المكر بل إنتقل من مكان لآخر ومن قرية لأخرى منذ 8 سنوات، ويؤكد أن عمله هذا عمل مقدس ليوقظ الاطفال والكبار ليتناولوا طعام السحور كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن بالسحور بركة" والذي يتسحر ولو بشربة ماء يسعد بها وتكفيه خلال النهار ويقول يكفيني أني أساعد الأطفال والكبار على حرارة النهار الحار، ومهما تكن الساعات والمنبهات الا أن للمسحراتي نكهة خاصة الكثير يتذوقها.

إعتزاز وإحترام
وقال ميشيل أيوب: "عند خروجي للتسحير اقوم بإرتداء ملابسي الخاصة التراثية حتى تعطي إنطباعا أجمل مع قدسية الموقف وهذا الأمر يبعث روح الطمأنينة والإعتزاز ايضاً عند إخواني المسلمين الذين أرى بأعينهم واسمع منهم كلمات الثناء والتقدير وانا أقدر ذلك الأمر، وأول ما انادي به بما يلي: بسم الله ابتدينا وعلى الأنبياء صلينا.. إصحي يا نايم إصحي يا غفلان.. قوم واصحى وسبح الرحمن، ، وأنا صنعتي في البلد جوال".
ويخلص ميشيل بالقول: "أنا أعتز وأحترم أهلي وإخواني جميعا مسلمين ومسيحين فالطاعات لله ، وفقط رب العزة هو من يمنح الأجر والثواب وما أتمناه أن أرى الجميع متحابين اخوة يرحم كبيرهم صغيرهم ويحترم صغيرهم كبيرهم".