أفيغدور ليبرمان:

إسرائيل لا يجب أن تتسرع باتخاذ موقف علني مثلما لم تفعل حتى الآن الأسرة الدولية

اتفاق السلام الآن ليس في صدارة الإهتمامات فلا توجد علاقة لإسرائيل بما يحدث لكننا جميعاً ندرك أن مصر لم تعد تلك الدولة

ما يحدث في مصر بلا شك يجب أن يقلقنا الحديث يدور حول أكبر دولة من بين جيراننا وأول من وقع معنا على اتفاق سلام ومن الواضح أن عدم الإستقرار هناك ينعكس على المنطقة بأسرها

كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أفيغدور ليبرمان كسر الحظر الذي فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المسؤولين بالتصريح حول ما يحدث بمصر، قائلاً: "إن الوضع في مصر مزعج، لأن الإخوان المسلمين ليسوا الأشخاص الذين سيقبلون بهدوء عزل مرسي". وأوضحت الصحيفة أن "هذا هو أول تصريح لمسؤول إسرائيلي حول الإنقلاب الذي حدث في مصر"، مشيراً إلى أن "موجة الإضطرابات في مصر التي أسفرت في نهاية الأسبوع عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، والإنقلاب العسكري قبل بضعة أيام، كل هذه الأحداث لم تؤد فعلاً إلى أي تصريح إسرائيلي علني أو اتخاذ موقف ما إلا أن الجانب الإسرائيلي يتابع التطورات الجارية بالدولة الواقعة في الجنوب (مصر)".

أفيغدور ليبرمان

وأضافت "يديعوت" أن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ووزير الخارجية السابق ليبرمان، قال أمس السبت في حوار مع "يديعوت آحرونوت" إن "إسرائيل لا يجب أن تتسرع باتخاذ موقف علني مثلما لم تفعل حتى الآن الأسرة الدولية"، ولكنه أوضح أنه "في مصر لم تقال حتى الآن الكلمة الأخيرة، الموضوع بعيد تماماً عن النهاية". وتطرق ليبرمان للإضطرابات السائدة في مصر الضالع فيها مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضوه، وقال: "ما يحدث هناك بلا شك يجب أن يقلقنا، الحديث يدور حول أكبر دولة من بين جيراننا، وأول من وقع معنا على اتفاق سلام، ومن الواضح أن عدم الإستقرار هناك ينعكس على المنطقة بأسرها، إننا نريد أن تستقر مصر وتسيطر على كل أراضيها".

اتفاق السلام
وأضافت الصحيفة أنه "رغم عدم الإستقرار الذي اتسمت به مصر مؤخراً، لا يرى ليبرمان أن هناك خطراً على اتفاقية السلام التي وقعت بين الدولتين قبل أكثر من 30 عاماً"، حيث قال: "اتفاق السلام الآن ليس في صدارة الإهتمامات، فلا توجد علاقة لإسرائيل بما يحدث، لكننا جميعاً ندرك أن مصر لم تعد تلك الدولة، والجميع يطلق ردود أفعال وهناك مفاجآت". وتطرق ليبرمان لردود أفعال الدول حول الإنقلاب الذي حدث في مصر، وقال: "إذا نظرنا حولنا، سنجد عدم تناسق في المواقف من قبل الدول والفصائل المختلفة تجاه تلك الأحداث، فعلى سبيل المثال أول من هنئوا رئيس الدولة المؤقتة كانوا السعوديين، ولكن ما يلفت النظر أيضاً ويكاد لم يذكر في إسرائيل هو التعليق التركي على الأحداث، تكفي نظرة عابرة وسريعة على وسائل الإعلام التركية لفهم أن هذا أصبح الموضوع رقم واحد، أردوغان أيضاً تحدث في مؤتمر وتطرق للإنقلاب العسكري والتاريخ التركي".

الإعلام التركي
وعن إمكانية رؤية صوراً مماثلة في تركيا أيضاً، قال ليبرمان: "المظاهرات الحاشدة موجودة بالفعل هناك، هذا واقع، وفي تلك المظاهرات يرفعون لافتات أردوغان ومرسي، الإعلام التركي يقارن بين الوضع في مصر وبين ما يحدث في تركيا، ومن اللافت أن نرى إعلام المعارضة الإسلامية يتطرق إلى مصر، أنا لا أعرف ما إذا كان سيحدث انقلاب هناك أيضاً، يجب متابعة ذلك، ولكن من ناحية الحوار الدائر في تركيا، مصر بلا شك تسيطر على الساحة، هي الموضوع الأهم أيضاً سواء في الحوار السياسي أو الإنترنت أو الحوار العام". وحول السؤال ما إذا كان إسقاط نظام الإخوان المسلمين في مصر يبعث على التفاؤل في إسرائيل، أجاب ليبرمان: "لا توجد هنا مسألة تفاؤل أو تشاؤم، هذه تحركات عميقة ولا نريد أن نتدخل فيها، ليس لدينا أيضاً موقف مؤيد أو معارض، نحن نرى أن الإستقرار في مصر سينعكس على المنطقة بأسرها، ومن الواضح أن كل ما يحدث في سوريا وليبيا لا يثير ارتياح إسرائيل، وتهريب السلاح لغزة هو مجرد مثال واحد". ويرى وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أن "الأحدث في مصر بعيدة عن النهاية"، وأكد قائلاً: "الواضح هو أن الكلمة الأخيرة في الدراما المصرية لم تقال بعد، الإخوان المسلمون ليس بالضبط الأشخاص الذين سيقبلون بهدوء عزل مرسي، ومن المبكر ترجيح شيء، أنا فقط أكررها بأن الكلمة الأخيرة لم تقال بعد".