الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 18:02

تأييد جماهيري وإنقلاب عسكري /بقلم:مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 06/07/13 11:05,  حُتلن: 11:36

مرعي حيادري في مقاله:

السياسة الداخلية للرئيس المخلوع كانت هي المؤشر الوحيد على الفشل الذريع الذي واكب سياساته المحلية

سياسة مرسي غير مرض عليها من دول عديدة في الشرق الاوسط وأولها العربية السعودية التي حاربت علنا من خلال الاعلام سياسة مرسي لأنها لم تلبي مطالب السعودية وحلفائها

على ما يبدو أن كل من لا يسلك الصواب تكون نهايته رهيبة ومخزية ومقلقلة تماما كما حدث لمرسي والإخوان وعلى مدار سنة زمنية تعد قصيرة لسياسات أخرى ولكن يبدو أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها

ما يحصل في مصر من حكم الأخوان كان له دلالات سياسية شرق أوسطية بعدم الرضا والتوافق والموافقة من دول عديدة ومتعددة، لما نهجنه مصر بفترة مرسي والإخوان فقد ابرزوا مفاتنهم بداية وتعاطفوا مع الحمساويين في غزة هاشم 

وتجلت حقيقة مرسي والجماعة الإسلامية الأخوانية التي لم تستطيع أثبات إستراتيجيتها تجاه الجماهير المصرية العربية بعد عام واحد من حكم الأخوان المسلمين. والملفت للنظر أن السياسة الداخلية للرئيس المخلوع كانت هي المؤشر الوحيد على الفشل الذريع الذي واكب سياساته المحلية، متمرسا في توسيع صلاحيات الرئيس الدستورية، وكان البعد السياسي والفارق بينه وبين مبارك فجوات تبوأها لنفسه أكثر بكثير وتجلت بوضوح الحقيقة، بعد أن اراد لنفسه دكتاتورا جديدا وخلفا لديكتاتور كان بسياسته الواضحة امريكية وغربية، وهاهو مرسي جاء ليكمل نفس المشوار والسلوك، بعد أن نهج نهج المستبد ولم يقدم الاصلاحات على المستويين المحلي والعالمي والخارجي.

تفاقم البطالة
وعلى مدار عام تفاقمت البطالة أكثر مما كانت عليه وارتفعت الأسعار للسلع الغذائية المتداولة وانهارت العديد من الورشات والمصالح والمصانع، وارتفعت الاسعار، ولم يكن عنده وحكومته المساعي الحثيثة لتمكين المواطن المصري من بصيص الأمل ولو قليلا حتى يبقى المؤيد والمعين له ولسياسته، ومن أجل أن يفعل المراد، قام بفعل العكس منه، وأباح لنفسه (كرباج) العدالة غير المنصفة في توسيع الصلاحيات الدستورية والتي جعلته (فرعون مصر) ورئاسة الحكومة فارغة من مضامينها إلا بتأشيرة منه سيادته حتى يتم مبتغاة وشركاؤه في الحكم الذي بان وظهر ولم يتمكن من اتمام مسيرة الاضطهاد والتمييز الذي خنق المواطن ألمصري وكانت النتيجة على عكس ما توقعه المرسي والأخوان .. انقلاب أبيض دون اراقة الدماء.

دلالات سياسية شرق أوسطية
إن ما يحصل في مصر من حكم الأخوان كان له دلالات سياسية شرق أوسطية بعدم الرضا والتوافق والموافقة من دول عديدة ومتعددة، لما نهجنه مصر بفترة مرسي والإخوان فقد ابرزوا مفاتنهم بداية وتعاطفوا مع الحمساويين في غزة هاشم وفتحوا ألأحضان من خلال فتح معبر رفح يوميا، وبدت الملامح رائعة للدعم الأخوي ولكن سرعان ما انتهت ايام اللوللو وأغلق المعبر وانتشر الجيش على المعبر بكميات أكبر، وأضحت الدقة والتفتيش بكم اوسع وأكثر على ما يبدو تلقوا الأوامر الامريكية والأصدقاء لها بأن هذا التعاون لغزة وحماس سيؤدي الى اخلال الموازين عسكريا وسياسيا وحتما سيؤثر على الدولة العبرية التي لا ترغب بدولة حماس كجارة لها قوية ومستقلة.. ونفذت الأوامر وبدأ المعبر في الإغلاق وتقلصت ساعات فتح ألمعبر ومن هنا بدأت التلكؤ، ناهيك لما دحض حجج الاخوان تعاملا محليا للمواطن المصري وهاهو بان الجانب السياسي وتلقي الأوامر الخارجية وتنفيذها بحذافيرها؟!.

توطيد العلاقة مع مرسي
سياسة مرسي غير مرض عليها من دول عديدة في الشرق الاوسط وأولها العربية السعودية التي حاربت علنا من خلال الاعلام سياسة مرسي لأنها لم تلبي مطالب السعودية وحلفائها، ناهيك عن أن زيارة احمدي نجاد لمصر في زمن الاخوان لتوطيد العلاقة مع مرسي وجماعته، كانت ابضا غير موفقة وكان لضغط السعودية ودول الخليج عدا قطر، الضغط الامريكي عن طريقهم، لمنعه وإيقافه عن الاستراتيجية الاسلامية التي أعلنوها ورضخوا لأملاءات خارجية ترضي أمريكا وتبعد عن التلاحم العربي العربي والإسلامي الإسلامي وكانت نتائجها واضحة وجلية، مما أدى الى ترسبات غير مرغوب بها على الصعيدين المحلي والخارجي،وأن نسينا لا ننسى أن السيد الرئيس المخلوع مرسي هو أول رئيس يعلنها صراحة بقطع العلاقات مع الجارة والحليفة التاريخية سوريا ودمشق ألعروبة وأغلق سفارتها في مصر وكذلك الامر في سوريا وبقيت الفارة الاسرائيلية ترفرف بعلمها في القاهرة
وعلى ما يبدو تلك هي القشة التي كسرت ظهر الجمل حين تم إعلان القطيعة مع البلد العربي الشقيق سوريا، وفي أحلك الظروف التي يمر بها من مؤامرات امريكية وغربية وعربية، ناهيك عن موقفه من الجامعة العربية ورئيسها نبيل العربي، الذي كان له القسط الأوفر حظا في صياغة القوانين المجحفة بحق سوريا مع البعض من دول الخليج وعلى رأسها حمد، إذا كان لمصر وجامعتها دور ملفت للنظر ومقلق وغير وطني، ومما زاد الطين بله الخطوة في اغلاق السفارات في بلديين عربيين شقيقين، بدل ان يكون العون والمساعد في انقاذ سوريا وشعبها وأهلها من المحن الشاقة عبر (المرتزقة التي تعيث خرابا في بلد التاريخ والحضارة).

 تأييد جماهيري
فعلى ما يبدو أن كل من لا يسلك الصواب تكون نهايته رهيبة ومخزية ومقلقلة، تماما كما حدث لمرسي والإخوان وعلى مدار سنة زمنية تعد قصيرة لسياسات أخرى ولكن يبدو أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، ووقوع المرسي سياسة خارجية ومحلية خاطئة كانت على قدر النتائج المرجوة في اسلوب نهايته إطاحة مع تأييد جماهيري وانقلاب أبيض عسكري مصلحة لشعب مصر وأهلها وللأمتين العربية والإسلامية، فأمريكا لعبت دورا هاما في اسقاط مرسي وهي المحرك في تغيير سياسات شرق أوسطية وفقا لأهوائها ومصالحها، علنا ننتظر ونرى نهايات سعيدة لأمة مصر والعالم العربي تكون نقية دون شوائب، وتجعل ثورة الشعوب تلبي مطالبها قومية ووطنية في السياسات المحلية والعالمية عربيا وأجنبيا، وأن تكون قراراتها مستلة دون تدخل الغرب فيها .. وهل سنرى هذا الحلم ألمرجو.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة