الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 21:01

العولمة بين الإسلام والغرب المعاصر


نُشر: 10/04/08 20:47

" العولمة "  بين المنظور الإسلامي والغربي المعاصر .

لماذا الحديث عن " العولمة " في هذا الوقت بالذات ؟؟؟ ، وهل جسد الإسلام في مرحلة ما من تاريخه " عولمة " من نوع معين ؟؟؟ .. هذه أسئلة تجرنا إلى الحديث عن مجمل ما أنجزه المسلمون في تاريخهم الطويل ، خدمة للمجتمع الإنساني ، كل المجتمع الإنساني من غير تمييز ، و ذلك لأن المسلمين الأوائل فهموا الإسلام على انه دين عالمي إنساني جاء رحمة للعالمين ، كما جاء تحقيقا لقيم الرحمة والعدالة لكل البشر أبيضهم وأسودهم ، عربهم وعجمهم  ... فلا فرق بينهم إلا بالتقوى كما حدد القرآن العظيم ، وكما أشار إلى ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بيانه الختامي من على جبل الرحمة في مكة المكرمة وفي خطبة الوداع التي وضعت أصول مواثيق حقوق الإنسان الدستورية إلى يوم القيامة ...
قد يتهمنا البعض بإقحام الإسلام في سراديب المصطلحات المعاصرة، فنضر بهذا بالإسلام من حيث أردنا خدمته... تماما كما حاول البعض في مرحلة معينة طغى فيها الفكر الاشتراكي ، الزج بالإسلام وتجربته الإنسانية على اعتبارها تجسيدا لفكرة الاشتراكية ، إلى درجة كتب بعضهم حينها عن " اشتراكية أبي ذر" رضي الله عنه .... هذا تخوف مشروع، إلا انه لا يجب أن يخيفنا أو يردعنا من اقتحام عوالم فكرية هي فعلا من صميم الإسلام، وأن لم تحمل في تاريخه الطويل ذات المصطلحات والأوصاف التي استحدثها العالم في هذا المرحلة من تاريخه... كالعولمة مثلا ...
هنالك آخرون قد يتهموننا بكثرة الحديث عن التاريخ الإسلامي وما جسده من عبقرية في كل المجالات العلمية والإنسانية التي تَفَوَّقَ فيها على الغرب ، بل وشكَّلَ أساس النهضة الغربية ، في الوقت الذي يحيى في عالمنا العربي والإسلامي أكثر مراحل تاريخه انحطاطا ... وهذا هروب من الواقع إلى ماضٍ رائع متألق، فيه تعزية للنفس وتسلية للروح أكثر منه محاولة جادة لإصلاح أوضاع الحاضر...
علي أن اعترف أن في هذا الطرح وجاهةً ما ، إلا أنني أعود وأقول أنه ومع موافقتي على روح وجهة النظر هذه ، لا يجب أن ننسى أن التاريخ هو في حقيقته تجربة إنسانية عاشها قوم ما على أرض ما تحقيقا لغاية ما ... وعليه فهذه التجربة كما هو الحال في التجارب العلمية، هي حلقة في سلسلة متراكمة من المفروض أن تستوحي منها الأجيال ما تستعين به على بناء الحاضر والمستقبل بأدوات الحاضر والمستقبل... الحديث عن الماضي هو في حقيقته وسيلة لبناء الثقة من جديد في قدرة الأمة على النهوض والإبداع، لأن الذي كان ممكنا في الماضي هو بالضرورة ممكن في الحاضر والمستقبل، إن أخذت الأمة بالأسباب النبيلة في سبيل الوصول للغاية النبيلة... وليس هنالك في نظري أنبل من أن نقدم للإنسانية إسلامنا من جديد بمنطق ولغة يفهما العالم بما فيه عالمنا العربي والإسلامي....
بعد هذه المقدمة لا أرى نفسي محرجا إن أنا أجبت على الأسئلة التي طرحتها في البداية بكلمة  " نعم " ، وبنعم كبيرة هذه المرة ، فأساس الصراع الدائر اليوم والذي تشهد بلادنا العربية والإسلامية أقسى وأشرس فصوله ، هو في حقيقته صراع فرضه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة وإسرائيل ، على العرب والمسلمين تحقيقا لفكرة تحولت إلى ايدولوجية حركت أساطيل وضخت في شرايين مشروعها الاستعماري ترليونات الدولارات ، وأقامت في سبيل تحقيق أهدافها الأحلاف والتكتلات ، وجندت من ورائها جيوشا من وسائل الإعلام والشركات الاقتصادية الكبرى ، وكلها تقوم على نظرية " السيطرة والتحكم " بهدف فرض هيمنة " الثقافة الواحدة والسياسة الواحدة " ضد من ترى فيهم تهديدا لنزعاتهم الشيطانية ، وهم كما لا يخفى على أحد المسلمون والإسلام ولا احد غيرهم ...
 نعم ... جَسَّدَ الإسلام في تاريخه العظيم " عولمة " ما عابرة للقارات، إلا أنها كانت " عولمة "  خلت تماما من النزعات العنصرية ، وتحررت من المصالح القطرية والأنانيات القومية ، حتى أصبحت وبجدارة ملكا  لكل البشر ، فما عرف المسلمون " براءة الاختراع " ولا العلامة الفارقه – التريد مارك " ولا غيرها ... فما ينجزه المسلمون في بقعة جغرافية معينة يصبح فورا ملكا للبشر وفي خدمة كل البشر دون بيروقراطية أو مساومة... المنطلق في ذلك بسيط ولكنه عظيم ... إنه قول الله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ... " صدق الله العظيم ... نفصل في الحلقة القادمة عن شاء الله

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
237747.28
BTC
0.51
CNY