الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 01:01

عرض ضخم في رمضان/ بقلم: زينب خليل عودة

كل العرب
نُشر: 02/07/13 09:01,  حُتلن: 07:40

زينب خليل عودة في مقالها:

لا ندري هل سنعيش شهر رمضان للعام القادم أم أننا سنرحل عنه؟ 

أمر التسامح والعفو والصفح خلق حسن وبوابة عظيمة تهدئ النفوس وتشرح الصدور وتطفئ نار الأحقاد والكراهية وتقضى على مشاكل نفسية واجتماعية عدة 

ها نحن نقترب من شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهو أحب الأشهر إلى الخالق عز وجل، شهر الصبر والعطاء والعطف والإحسان والتسامح والإخاء

لا يخلو يوما بل لحظة من سماع مشكلة ما تتعلق بخلاف بن طرفين حول أمر ما وللأسف في مجملها تنتهى بخصام وعداوة ، بل تجاوز الأمر هذا الحد إلى أن أصبح الآن بوجوه أخرى مختلفة من نصب واحتيال وكذب وسرقة وقتل بشتى الوسائل وأبشعها من سلاح ابيض الى غيره. وحينما نفكر أو نفسر في أسباب هذه المشكلة او تلك نجد في معظمها خلافات على أمور صغيرة للغاية بل تافهة، وطبعا يختلف مشهد الاختلاف بين الأصدقاء، وفي البيت والأسرة مرورا الى الجامعة والمدرسة والمؤسسة كل حسب مكانه وظروفه وطبعه.. بالمختصر المفيد لا أحد يطيق الآخر او حتى يقبل النقد والرأي الآخر، والناس في هذا الزمان لا تحب تسمع الحقيقة او تقرأها.

فضائل شهر رمضان
وها نحن نقترب من شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو أحب الأشهر إلى الخالق عز وجل، شهر الصبر والعطاء والعطف والإحسان والتسامح والإخاء... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ..) رواه ابن خزيمة في صحيحه وقال صحيح ورواه البيهقي وابن حبان. وفضائل شهر رمضان المبارك لا تعد و لا تحصى، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه).

أزمات انسانية واقتصادية
ونحن في عام 2013 تتزاحم بشكل فظيع في حياتنا اليومية مشاكل وأزمات انسانية واقتصادية، وتواجهنا ضغوطات اجتماعية وأمراض نفسية لا حصر لها وتعصف بعقولنا وقلوبنا رياح فكرية متضاربة وتناقضات تضخها وسائل مختلفة خاصة الاعلام المرئي وشبكات التواصل الاجتماعي والانفتاح المخيف والفوضى الخلاقة والعولمة الفتاكة، وبات الجميع متلونون، وحسب المصلحة يدور في فلكها، ولم يعد الناس أنقياء.. بل الحياة والمصالح لوثتهم وللأسف نفوسهم استجابت ..!!

التسامح
أتذكر هنا أنه لو عرضت أحد المحال التجارية تنزيلات على بضائعها أو اوكازيون هنا وهناك... حينها يتسابق الناس من كل فج عميق ليسارعوا بالشراء وملء الأكياس، وما أحوجنا ونحن في ظل هذه المعطيات الى اغتنام الفرصة الذهبية من الله عز وجل وهو شهر رمضان وأن نراجع أنفسنا ونقف أمامها وقفة مسؤولة وأخلاقية تسمو بنا الى الأعالي ، إن الحوار مع النفس ومصالحتها هي البداية ، وما أن نصالح أنفسنا في مرضاة الله علينا جميعا أيها المسلمون والمسلمات أن نتسامح فيما بينا بظهر الغيب ولا يحمل أحدا على الآخر في أي شيء، فلنسارع ولنبدأ من اليوم بل من هذه اللحظة بالتسامح لمن أسأنا لهم وأساءوا لنا وظلمناهم .. وعفا الله عما سلف.

الابتعاد عن المشاكل
ولنجتهد طوال أيام شهر رمضان بالتقرب إلى الله، رمضان الزائر الكريم الذي يأتينا في السنة مرة واحدة فقط ، ولا ندري هل سنعيش شهر رمضان للعام القادم أم أننا سنرحل عنه؟ وها أنا أغتنم الفرصة لأبدأ بنفسي فأنا أطلب من الجميع أن يسامحني لمن اخطأت بحقهم سواء بقصد أو بدون قصد، بالتأكيد حصل سوء تفاهم وسوء تقدر لموقف هنا او هنالك لكن بدون قصد .. وأنا سامحت الجميع دنيا وآخرة .. وأن يعذرني مؤكدة للجميع محبتي وامتناني لهم. وختاما.. هذا سؤالي هل سنبقى مُصرين على التخاصم مع الأقارب أو الأصدقاء أو الأخوة أو الجيران؟ تأملوا في هذه الحكم أنه شتم رجل أحد الصالحين.. فالتفت الصالح إلى الرجل وقال له: هي صحيفتك فاملأها بما شئت.. وكذلك عندما تزيد مشاكلنا... يجب أن نقطع المشاكل لا أن نقطع علاقاتنا.

العفو والصفح 
ونستذكر هنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " لا يحلُ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ فيُعرض هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .. إن أمر التسامح والعفو والصفح خلق حسن وبوابة عظيمة تهدئ النفوس وتشرح الصدور وتطفئ نار الأحقاد والكراهية وتقضى على مشاكل نفسية واجتماعية عدة ، فهل تحركت مشاعرنا، وهل لانت قلوبنا المتحجرة وهل انتزعنا أحقادنا، وهل كثيرة هي ؟؟ وهل بادرنا الى التسامح والكلام الطيب والابتسامة الطيبة في وجه بعضنا البعض ... بادروا بانتظاركم عرض سخي كريم عظيم لايقدر بثمن وله ثواب عظم وتخيلوا من من هذا العرض؟
إنه من الله عز وجل .. وأخيرا أنقل لكم حكمة أعجبتني (صافح وسامح .. ودع الخلق للخالق . {فأنت} . و {هم} . و {نحن} . راحلون)...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة