الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 15:01

لماذا يقتلون بعضهم البعض وعلى ماذا؟/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 25/06/13 15:44,  حُتلن: 07:54

د.صالح نجيدات في مقاله:

العالم العربي يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي وهذا أمر قد يستمر سنوات طويلة

هذا العصر هو عصر الانحطاط العربي وعصر التشرذم والانقسامات وعصر الجاهلية الاولى وعصر الفوضى عصر حرب الهجوج والمجوج

لو يحاكم التاريخ العرب لأدان معظم مراحل حياة العرب من خلال قرن من الزمان حيث كل الشعوب والامم التي عانت القهر والاستعمار وخاضت حروب مدمرة وجدت فرصتها في النهوض والتقدم والبناء من جديد الا الأمة العربية 

الوطن يجب أن يكونا مقدسا ومصان مهما احتدم الصراع على الكرسي ولا يحق للعابثين كانوا من كانوا تدميره من أجل مصالحهم لأن من لا وطن له لا حياة له  

في كل يوم يقتل في الدول المجاورة لنا مئات الاشخاص. ففي سوريا يقتل يوميا مالا يقل عن مئة شخص، بينما أعلن الأكراد في شمال شرق سوريا انفصالهم عن البلاد. وفي لبنان يجري في طرابلس قتال يومي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. وكذلك بين أنصار الشيخ احمد الاسير وكذلك الصراع بين غزة ورام الله لا تبدو لدى الفلسطينيين فرصة الاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية. ولو انتقلنا إلي مصر نجدها تعيش في فوضي اقتصادية دستورية وشوارعها في اضطراب عارم وفوضى لا مثيل لها.

وزاد أخيرا قلق المصريين من بناء إثيوبيا سدا على النيل الازرق الذي يمد مصر بـ80 في المائة من الماء. وفي ليبيا تذبح القبائل والعصابات المسلحة بعضها بعضا ولم يعودوا يعدون الجثث هناك. بينما تدخل المدن الكبرى في تونس في حظر تجول كل مساء، ويقتل جنود تونسيون في حربهم السلفيين علي حدود الجزائر. وكل ذلك حدث بلا حرج عما يحدث في الصومال وتشاد والسودان والبحرين. والحقيقة أن العالم العربي يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي. وهذا أمر قد يستمر سنوات طويلة.

أين الربيع؟
يقولون لنا لما يجري في العلم العربي " الربيع العربي " أي ربيع هذا بل هو خريف الموت والدمار ، أهذا الذي يجري كله من أجل الكرسي؟ أين علماء الأمة ومثقفيها من الذي يجري ؟ إن هذا العصر هو عصر الانحطاط العربي ، عصر التشرذم والانقسامات ، عصر الجاهلية الاولى وعصر الفوضى عصر حرب الهجوج والمجوج .إن هذا الوضع يخلق عدم استقرار في كل المنطقه ونصلي لله أن يحمينا من عواقب هذه المرحلة.

الكرسي
لو يحاكم التاريخ العرب لأدان معظم مراحل حياة العرب من خلال قرن من الزمان حيث كل الشعوب والامم التي عانت القهر والاستعمار وخاضت حروب مدمرة وجدت فرصتها في النهوض والتقدم والبناء من جديد من خلال التحديات والجهود التي بذلت الا الأمة العربية التي حاصرت نفسها بسلبيات وقيود وبقيت في جمود وتخلف الى يومنا هذا، وقد كانت الامال كبيرة بعد تحرير الدول العربية من إحتلال الاستعمار وطرحت مشروع الوحدة ، فكانت الدعوات لوحدة بين اقطار الدول العربية الا أن العواصف الإقليمية والعصبية وانقسام المجتمعات العربية بين الاحزاب ثم التباينات الاثنية والقبلية والطائفية، وتدخل الإستعمار في شؤونها نقلت أمال التضامن او الوحدة الى حروب أهلية طاحنة فدمرت وحرقت الوطن وتشتت الشعب ودمر والاقتصاد والبنية التحتية من أجل الزعيم وكرسيه وعائلته وزمرته .. فإذا حرقتم ودمرتم يا زعماء العرب والوطن أين ستجلسون على كراسيكم؟

خطر كبير
الوطن يجب أن يكون مقدسا ومصانا مهما احتدم الصراع على الكرسي ولا يحق للعابثين كانوا من كانوا تدميره من أجل مصالحهم، لأن من لا وطن له لا حياة له وما نراه اليوم في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن هي المحنة الكبرى لوطن تجزئه الكلمة والخلافات والنعرات الطائفية ويحركه الاستعمار ويقسمه حسب مصالحه وينهب خيرات الوطن العربي من تحت سراويل اصحاب الفخامه والسعاده والامراء من حيث لا يدرون. قيادات الدول العربية غير الواعية هي التي دمرت الاوطان وقتلت شعوبها وجهلتها فكيف بهم أن يضعوا شعوبهم على درب النهوض والتقدم؟  إذا الأمة لم تنجب قادة وطنيين ولم تتعافى وتلملم جراحها وتتوحد حول مصالحها الوطنية والقومية فهي في خطر كبير.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة