الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:01

العندليب-في العصر الحديث/ بقلم: ميساء منصور

كل العرب
نُشر: 25/06/13 14:51,  حُتلن: 14:54

ميساء منصور:

وجهٌ لا نعرفُ فيه إلَّا ابتسامتهُ المشعةُ أملًا كل ملامحه تجبرك على حبّه يستحوذ على مشاعرِكَ وقلبك تقول لنفسك يكفي أنّه ابن فلسطين لأحبّه 

محمد عساف أصبح اليوم يمثل رمزًا من رموزنا هو لم يحرر فلسطين ولم يواجهه الاحتلال ولكن كما قال الراحل ياسر عرفات الثورة ليست فقط بندقية


من بينِ الرُكامِ سطعَ نجمه، من تحت الأنقاض بدأت حكاية ثورته! ذاكَ الفتى نحيلُ الجسد، صاحبُ العينانِ البنيّتان اللّتان تشعّان أملًا، أنفهُ الصغير الذي يرتكزُ على فمٍ صغيرٍ كفمِ البلبلِ، خدّان غائِرانِ يحملانِ قصّة وطنٍ وتضحيّة، فمّه الّذي يصدح بأجمل الألحان تحملهُ حنجرةٌ ذهبيّة لا تتكرر إلّا كل مائة عام، خرَج من بينِ الحرب والحصارِ ليواجه عالم الشهرةِ والفن، خرجَ بصوتهِ الأصيل ليُسمع العالَم معاناةِ شعبٍ مستمرة من خمسةٍ وستينَ عامًا، ذاكَ المتواضِع في كلماتهِ، الخجولُ في همساتهِ، ذاك الّذي لامسَت محبته شغاف قلوبِ شعبه من الصغيرِ إلى الكبير، خرجَ من بين المخيمات والركام ليكون أوَّل نجمٍ لوطنه، ليقول للعالم: وطني ليسَ فقط خيبات، حرب، وشهداء ! وطني حكاية نصر، وصمود، وأمل، برغم الحصار ورغم الشتات والاحتلالِ.

قصّة شعبٍ
وحدَّ صفَّ الوطن للمرَّة الأولى بعدَ سنوات، رفعَ علمنا أمام كل الدنيا ليحكي لهم قصّة شعبٍ ولد من رحم الثوراتِ والاحتلالِ والانتفاضاتِ، صوتهُ الّذي يلامس قلب كل من يسمعهُ، ويميّزهُ عن دون غيرهِ من الأصوات، إبن ذاك المخيم الّذي لا نعرفُ عنه سوى الفقر والعذابِ والشهداءِ ! ابنُ ذاك المخيم الّذي خرج بصورةٍ جديدة للألوانِ الأسود، والأبيض والأخضر والأحمر، خرج بصورةِ فرحٍ لم نعتدّ عليها في بلادنا، جسده الهزيل لم يحتمل فرحة تتويجه أمام العالم، فرحة تتويج صوته على أنّه أجمل الأصوات في وطننا العربيّ ! وجهٌ لا نعرفُ فيه إلَّا ابتسامتهُ المشعةُ أملًا، كل ملامحه تجبرك على حبّه، يستحوذ على مشاعرِكَ وقلبك، تقول لنفسك: يكفي أنّه ابن فلسطين لأحبّه ! تشعرُ به عندما يصدح بالغناء، أنّه بلبلٌ يقف على شرفتك في الصباح، يُنسيكَ همَّك وتسرح معه في الألحان، في رخامةِ صوته وعذوبته.

مستقبل زاهر
ترى البراءةَ ترتسمُ على مُحيّاهُ الهادئ، وثغره الباسم، وعيناهُ الحالمتان بمستقبلٍ باهر، وجسدهُ الهزيل الّذي يُصوّر حكايةَ شعبه وحكاية صبرٍ ووطن. حكايته التي يعرفها كل العالم اليوم، عودته من ليبيا إلى غزة في عمر الخمس سنوات، معاناته كما معاناة كل شعبه وكل أبناءِ غزّة، تحمله القصف والموت والدم والحصار، فقدانه لأصدقاءه ولوحدة قادته، الحواجز التي عبرها ليشارك بأكبر برنامجٍ للمواهب الغنائيّة، أصبح اليوم سفيرًا للنوايا الحسنة، وهو فعلًا كذلك، فوجهه البريء وعيناه الدامعتانِ أبدًا لا يوحيان إلّا بشابٍ يحمل هموم وطنه ويوصلها للعالم أجمع ! ونحن، أبدً لا نستطيع أن ننسى الفرح الذي دخل قلوبنا برفقة صوته ودموعهِ! محمد عساف، أصبح اليوم يمثل رمزًا من رموزنا، هو لم يحرر فلسطين، ولم يواجهه الاحتلال، ولكن كما قال الراحل ياسر عرفات الثورة ليست فقط بندقية، هي ريشة فنان وقصيدة شاعر وصوت مغني.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة