الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 01:01

طلاب من إعدادية ابن سينا في كفرقرع ينفخون بوق الثقافة على مسرح الحوارنة

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 23/06/13 10:55,  حُتلن: 14:47

مها زحالقة مصالحة - مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية:

العمل الثقافي المسرحي الناقد "نافخ البوق" يشمل مضامين عميقة مغزولة بروح الفكاهة بغية الترغيب والتحبيب في المضمون سعياً وراء ترسيخه وتذويته لدى طلابنا الأعزاء

في خطوة ثقافية ناقدة تم إستقبال طلاب الثوامن والتواسع من مدرسة ابن سينا الجماهيرية في المركز الجماهيري الحوارنة ليحظوا بوجبة ثقافية دسمة من التفكير الناقد المغلف بروح فاكهة الفكاهة الهادفة من واقع حياتنا المُعاش

تحت رعاية المجلس المحلي كفرقرع، مبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في مجلس كفرقرع المحلي بإدارة مها زحالقة مصالحة، وبالتعاون مع إدارة المدرسة الإعدادية ابن سينا، تم عرض مسرحية نافخ البوق لطلاب الثوامن والتواسع في المدرسة الإعدادية ابن سينا، وذلك ضمن السلة الثقافية التي يمنحها قسم الثقافة والتربية اللامنهجية لمدارس كفرقرع المختلفة في كافة الفئات العمرية، من أجل "تعزيز الفكر الناقد وسائر القيم الإجتماعية المجتمعية الضرورية لحياة الفرد نحو خلق مواطن منتم ومحب لبلده ووطنه".

كانت في إستقبال الطلاب والطالبات وأسرة المربيات والمربين مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية، والتي رحبت بالطلاب والطالبات، مشيرة إلى "الرؤيا الأساسية للمسرحية، وهي صقل وتطوير الفكر الناقد في العديد من المناحي الإجتماعية والمجتمعية للفرد في هذه الحياة المرحلة كإنسان على محور الحياة". كما وأشارت مديرة قسم الثقافة إلى أن "العمل الثقافي المسرحي الناقد "نافخ البوق" يشمل مضامين عميقة مغزولة بروح الفكاهة، بغية الترغيب والتحبيب في المضمون سعياً وراء ترسيخه وتذويته لدى طلابنا الأعزاء، أزهار كفرقرع، الجيل الواعد بغد أفضل، وكان لنا هذا الهدف السامي".

مواقف اجتماعية غريبة
وأضافت: "في خطوة ثقافية ناقدة تم إستقبال طلاب الثوامن والتواسع من مدرسة ابن سينا الجماهيرية في المركز الجماهيري الحوارنة، ليحظوا بوجبة ثقافية دسمة من التفكير الناقد المغلف بروح فاكهة الفكاهة الهادفة من واقع حياتنا المُعاش، والإنتقال المفاجئ والتناقض الصارخ من موقف لموقف، مروراً بمواقف إجتماعية غريبة لا جدوى منها ولا تغني من جوع، الا أنها تعيق موكب التقدم والإزدهار فقط". وقد استمتع الطلاب بمسرحية "نافخ البوق" الشهيرة لمدة ساعة من الزمن، إذ روفقت المسرحية بتوزيع مواد تعريفية حول رؤيا المسرحية، والتي تحمل بين ثناياها "مضامين ناقدة عميقة تحاكي واقعنا الكئيب المركب بروح الفكاهة المؤلمة عن قصة روبرت براوننغ"، وتجري أحداث المسرحية في قرية "كفرجوا، التي يعاني أهلها من الحشرات، ولا يكون في وسع أحد، ولا حتى رئيس المجلس المحلي، صاحب النفوذ والقوة، أن يقضي عليها، لكن يبدأ التغيير عندما تأتي إلى القرية، ذات يوم نافخة بوق (عازفة) غريبة، ويتضح أنها بمجرد أن تعزف تختفي الحشرات كليا ويرتاح الناس من وطأة مضايقتها، غير أنها بالمقابل تشترط على رئيس المجلس أن يبني مركزا ثقافيا في غضون سنة واحدة وإلا فإنها ستعيد الحشرات إلى القرية. يوافق الرئيس ولكن بضغط من المقربين منه يحول بناية المركز الجماهيري إلى قاعة أعراسٍ، وهكذا يحرم أهل قريته من مشروع حضاري، ويستعيض عنه بآخر لا تعاني القرية نقصا فيه، فتكون النتائج وخيمة وقاسية جدا على الجميع".

تناقضات حادة
تطرح المسرحية "مشكلة التناقضات الحادة التي يعيشها مجتمعنا الفلسطيني في داخل إسرائيل وعجزه عن حل مشاكله وتضييعه فرصا كثيرة لو استغلها كانت تؤدي إلى تقدمه". وقد لاقت المسرحية رواجا كبيرا بين صفوف الطلاب، كي يدرك الطلاب أن المسرحية تحمل إنعكاسات نزاعات الإنتخابات على حياة الأفراد وفئوية المجتمع، كما وتناولت المسرحية الأسرلة في اللغة العربية، وتأرجحها بين الباي والبسيدر من خلال إستعمال متهكم لكلمات باللغة العبرية بغية طرح الفكرة وانتقادها أمام جمهور الطلاب.

أعراس ثقافية أسبوعية
وفي حديث لمها زحالقة مصالحة مع طلاب المدرسة، وخلال الكلمة الترحيبية، فقد أكدت على أن "المركز الجماهيري الحوارنة بات دفيئة لكل فكر ثقافي ناقد مدروس وهادف، ومعقل لكل فكرة جادة وداعمة للثقافة"، مشيرة إلى "الأعراس الثقافية الأسبوعية والشهرية التي يعكف القسم على إخراجها إلى عالم النجاح من أجل خلق ودعم عجلة الحراك الثقافي في المنطقة متطرقةً إلى مهرجان الأطفال للبراءة أبواب وللعطاء، جواب الذي وصل أكثر من ألفي طالب وطالبة، كما وتطرقت إلى المضمون العميق والمجتمعي الحياتي لهذه المسرحية التي تستلزم الكثير من الوعي والإدراك والمعرفة لإستضافتها والتحاور مع مضمونها بالشكل السليم"، مؤكدة أن "الإختيار لهذه المدرسة لتحضر العرض ينم عن ثقة عالية وكبيرة بعقلانية وثقافة طلاب السلام، الذين عودوا كفرقرع دوما على الإبداع والتميز والتألق بغية الاستمرار في الإستثمار بالثقافة والاختيارات المدروسة لتنشئة جيل ناقد مبدع وغير ملقن، كي يدرك أهالي كفرجوا أن قهرهم للثقافة واستبدالها بالأعراس فهو استدعاء لموت الروح، وهكذا نُفخ بوق الثقافة والنقد على مسرح الحوارنة من خلال نافخ البوق، هذه هي الطريق لننتقل من الإيداع إلى الإبداع".

مشاركة رائعة
من جهتها فقد عبّرت المربية نوال عليمي كناعنة، مديرة مدرسة ابن سينا الإعدادية، عن "غبطتها وسعادتها الكبيرة بالنجاح الكبير الذي لاقاه العرض بين صفوف الثوامن والتواسع"، مشيرةً إلى "ضرورة تعزيز قيمة العمل الثقافي الفني المسرحي الأدبي الناقد من أجل خلق خريج وطالب متميز". وفي ختام حديثها فقد شكرت "مديرة قسم الثقافة طلاب المدرسة الإعدادية على مشاركة البعض الكبيرة والمسؤولية العميقة الناجمة عن مثل هذه المشاركات الرائعة". كما وعبر الطلاب المشاركون في العمل المسرحي عن "سعادتهم الفائقة ورضاهم الكبير حل العمل الفكاهي الناقد، والذي يحمل الكثير من المواضيع للنقاش في الصفوف بعد العودة الى مقاعد الدراسة".

مقالات متعلقة