الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 11:02

الأهالي الأعزاء:علموا أطفالكم كيف يقولون "لا"

أماني حصادية -
نُشر: 20/06/13 13:06,  حُتلن: 14:07

الاهل:

انضمام الطفل إلى فريق الكشافة أو فرق شبابية أخرى يساعد على تقوية شخصيته وبالتالي يزيد من قدرته على التعامل مع ضغط الأنداد

الأطفال الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس لا يخضعون بسهولة لضغط الأنداد فإذا ساعدت الأُم طفلها ليشعر بأنّه مقتدر وكفؤ فإنها تقلل من احتمال رضوخه للضغط وتزيد من إمكانية قوله "لا"

الأصدقاء والأتراب، يشكلون جزءاً أساسياً من عالم الطفل. فهو لا يكبر وينضج إلا بالتفاعل معهم. لكن هذا التفاعل قد تكون له جوانب سلبية عندما يتعرض الطفل لضغوط من أنداده وأصدقائه، تقوده إلى اتخاذ خطوات ومسالك سيئة، تُضعف شخصية. وكلما كبر الطفل واجه تحديات أكبر بشأن اتخاذ القرارات العقلانية. فبعض الأطفال لا يملكون وضوحاً في الرؤية. لذا، لا يُدركون متى يتوجب عليهم قول "لا". مثلاً، إذا عرض طفل على ندّه عدم حضور درس العلوم والذهاب معه إلى السينما، أو أن يجرب تدخين سيجارة، أو أن يكذب على الأهل.. إلخ. يمكن ألا يرفض العرض، بسبب الضغط الذي يمارسه عليه النّد، أو ربما لأنّه لا يملك الوعي الكافي بأن مثل هذه التصرفات المرفوضة يمكن أن تؤثر فس مستقبله.
الأُم لا تستطيع منع ضغط الأنداد، لكنها تستطيع تعليم طفلها كيف يتعامل معه. ويمكن للمقترحات التالية أن تُساعد الأُم في هذا المجال:


1- تعزيز ثقة الطفل بنفسه: إنّ الأطفال الذين يتمتعون بثقة عالية بالنفس لا يخضعون بسهولة لضغط الأنداد. فإذا ساعدت الأُم طفلها ليشعر بأنّه مقتدر وكفؤ، فإنها تقلل من احتمال رضوخه للضغط، وتزيد من إمكانية قوله "لا". إنّ تشجيع الطفل على ممارسة أنشطة رياضية مختلفة أو الالتحاق بمعهد موسيقى، يساعد على تعزيز ثقته بنفسه. ومهما يكن النشاط، على الأُم أن تمدح أداء طفلها باستمرار، لأن مدحه يزيد من إيمانه بقُدراته الذاتية، الأمر الاذي يساعد على بقاء الطفل خارج دائرة الضغوط. فالطفل الذي يتمتع بتقدير الذات يستطيع مقاومة ضغط الأنداد بفاعلية أكبر.


2- الإصغاء: يتوق الطفل دائماً إلى مناقشة الأُم في طُروحاتها. وعلى الأُم أن تخصص وقتاً تتناقش فيه مع طفلها حول كل شيء، وتسأله عن الوقت الذي أمضاه في المدرسة، وعن الصعوبات التي واجهها مع رفاق الصف أو في الدراسة. إنّ مناقشة الطفل في أفكاره والإصغاء إليه باهتمام، يمنحانه الشعور بالراحة، ويُسهّلان عليه التحدث عما يجول في رأسه، ويُحصّنانه من احتمال أن يكون هدفاً لضغط الأنداد.


3- معرفة الأصدقاء: على الأُم أن تستقبل أصدقاء طفلها في البيت في أيام العطلة، وأن تقدم الطعام لهم. فهي بذلك تتعرف إلى رفاقه، ويصبح في إمكانها اكتشاف إن كان طفلها يتعرض لأي ضغط سلبي أو إيجابي. وعلى الأُم أيضاً أن تتعرف إلى الأهل، خاصة إن كان الطفل يمضي بعض الوقت في منزل أصدقائه.


4- وضع القوانين: على الأُم أن تفسح في المجال أمام طفلها ليكتشف العالم من حوله، لكن عليها أن تعرف متى تضع له الحدود. وعليها أن تجعله تُدرك ما هو مسموح وما هو ممنوع. وبوضع القوانين، تفسح الأُم في المجال أمام طفلها ليرى الصورة بوضوح، لا وجود لحرية مطلقة.


5- تعليم الطفل قول "لا": يشعر معظم الأطفال بأنّه من الصعب جدّاً رفض مطالب رفاقه. وتستطيع الأُم تعليم طفلها قول "لا" بلطف ولكن بحزم أيضاً. وعلى الأُم تدريب طفلها على قول "لا" في المنزل، وتعليم طفلها أن قول "لا" هو الخطوة الأولى في مسيرة الدفاع عن النفس، وعلى الطفل إلا يقدم تبريراً للدفاع عن اختيار الرفض، لأنّ التبرير يمكن أن يقود في نهاية الأمر إلى العدول عن رفضه.


6- تشجيع الطفل على الانضمام إلى فريق: إنّ انضمام الطفل إلى فريق الكشافة أو فرق شبابية أخرى، يساعد على تقوية شخصيته، وبالتالي يزيد من قدرته على التعامل مع ضغط الأنداد. وإذا شجعت الأُم طفلها على الالتحاق بنادٍ رياضي أو أدبي، فإنها تُقلل من احتمال تعرّضه للضغوط السلبية.
ويمكن الاستخلاص من كل ما تقدم، أن تعرُّض الأطفال لضغط من الأنداد أمر حتمي، وأن دور الأُم هو توجيه طفلها وتسليحه بالمعرفة والمهارات التي تُمكنّه من التعامل مع ضغط الأنداد. والأهم من كل ذلك، أن تُشعر الأُم طفلها بأنها تحبه بلا شروط، وحتى عندما يرتكب الأخطاء. إذا شعر الطفل بذلك، فإنّه لن يخاف من الافصاح للأُم عن كل شيء، ولا يتردد في طلب مساعدتها، ويتعلم أنّ الأخطاء دروس يمكن أن يتعلم منها الخيار الصحيح في المستقبل.

مقالات متعلقة