الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 07:02

إلهام دويري تابري ترد على سؤالك: لماذا يحب طفلي اللعب بالأدوات الخطرة؟

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 18/06/13 21:17,  حُتلن: 08:02

إلهام دويري تابري:

الطفل هو عالم ومخترع خطير. حب الاستكشاف والمعرفة من مميزات جيله ليت جميع الأطفال يستمرون بذلك التميز إلى أن يكبروا كي نتمتع بالمزيد من الاسكتشافات والاختراعات المفيدة للبشرية جمعاء

التعليمات التنبيهات التوبيخ العقاب والضرب ليست هي اللغة التي يحتاجها طفلك تلك لغة منفرة ومستفزة تجعله غير متعاون وحين يصادف طفلك حالة يحتاج للتعبير عنها بالكلام يلجأ للاشارات لأن لغته لم تنضج بعد
 

سؤال:
أنا أم لطفل عمره 2.5 سنة. حتى اليوم هو لا يحكي إلا بالاشارات، مع أنه ليس لديه أي مشكلة عضوية. هو كثير الحركة. يحب أن يقلدني، يلعب في البيت بأغراضي وبكل شيء خطير مثل، الغسالة والكهرباء، الغاز... دائمًا أقول له: "هذا خطر وممنوع". أحيانًا ألجأ لضربه لكنه لا يسمع كلامي. يستغل غيابي ويلعب بكل شيء، رغم أن غرفته مليئة بالألعاب. أنا تعبت معه. هل يوجد حل لمشكلتي؟

الجواب:
طفلك طبيعي، وتلك هي مميزات مرحلته العمرية. المشكلة هي بتوقعاتك تصرفاته المثالية. أنت تتوقعين من طفلك الطاعة بعد المرة الأولى من التنبيه. هذا مستحيل. هيا نحاول معًا أن نغير من توقعاتنا ونلجأ لأساليب تعامل تربوية تفيده ولا تضر بتطور شخصيته.

ماذا عن تأخر تطور لغة طفلك وكيف يمكنك مساعدته من دون ضرب؟
ما يطمئنك هو عدم وجود أي عائق عضوي يمنعه من تطور لغته. إن نمو قدرات الأطفال الطبيعية يتفاوت تسارعها بين طفل وآخر، وهذا أيضًا عامل مطمئن. تأخر لغته في مرحلته العمرية الحالية له تأثير كبير على صعوبة تواصله الاجتماعي. عدم تطور لغته هو عائق عاطفي يجعله دائم التوتر والضغط و... هو ليس بإمكانه نقل متطلباته وحاجاته اليومية للمحيطين به بواسطة اللغة. لغته هي الاشارات التي يستخدمها وهي دليل على حاجته الملحة للغة. تطوير لغته متعلق بتعاملك اليومي معه. أنت بمقدورك تدريبه بأسلوب ترغيب مناسب يدفعه للتواصل بالحكي.

ما هو أسلوب تطوير لغة الطفل؟
كلما سمع الطفل لغة أكثر كلما ازداد رصيد مفرداته أكثر. عند نضوج قدرته اللغوية ينطلق لاستخدامها. المهم تشجيعه واحترام محاولاته. كيف؟ وما هو الأسلوب؟
التعليمات، التنبيهات التوبيخ، العقاب والضرب ليست هي اللغة التي يحتاجها طفلك. تلك لغة منفرة ومستفزة تجعله غير متعاون.
حين يصادف طفلك حالة يحتاج للتعبير عنها بالكلام، يلجأ للاشارات لأن لغته لم تنضج بعد. دور الأهل هنا هو قول ما يحتاجه بالحكي، أي نقل حاجته بجملة طلبية قصيرة. إذا شعر بالعطش مثلاً تعبرين له بصوت مسموع قائلة: ( أنت عطشان! فلان عطشان... هيا، تفضل كوب ماء). هكذا أيضًا حين يصرخ ويبكي طالبًا الخروج مثلاً: ( أنت تريد أن تخرج من البيت لمشوار! هيا تفضل...). كلما صدف وأن استخدم وسائل تواصل غير اللغة يلزم قول ما يحتاجه بأقصر العبارات وأبسطها وبصوت مسموع. لا لتعقيد الجمل أو الاستطالة. يمكن أيضًا ترغيبه على الكلام بالقول: (إن حاولت الطلب مني بالحكي فسوف نذهب معًا اليوم إلى بيت جدتك أو سوف...). وعده برغبة يفضلها بشرط ربطها باستخدام اللغة. إذا استخدم اللغة فليزم تشجيعه وامتداحه. من المهم عدم الضغط عليه أو توبيخه.

هل نوع لعبه طبيعي؟
بالطبع نعم. الطفل هو عالم ومخترع خطير. حب الاستكشاف والمعرفة من مميزات جيله. ليت جميع الأطفال يستمرون بذلك التميز إلى أن يكبروا، كي نتمتع بالمزيد من الاسكتشافات والاختراعات المفيدة للبشرية جمعاء. حالة الاثارة وحب الاستطلاع التلقائية هي من خصائص مميزات مرحلة طفلك العمرية.
مشكلتك هي كيف التعامل معه؟ الضرب، التذمر، التوبيخ والعقاب تضر بتطور شخصيته ولا تساعده على التوفيق مع حاجاته للاستكشاف. بما أنه لم تنضج لغته بعد فهو يحتاج للغة قصيرة الجمل ومفهومة. التوجه المباشر بالمنع يثيره أكثر ويستفزه فيجعله متأهبًا دومًا إلى مثل هذا النوع من اللعب. ما يساعده كثيرًا هو حضنه عند ملاحظتك لعبه الخطر والقول له بأسلوب درامي: ( يمّا أنا بخاف...) عبارة تجعله يلتقط رسالتك القصيرة التي تعني الخطر. ثم اللجوء إلى الدراما القصيرة المباشرة لتغيير الحالة الاستكشافية واستبدالها بحالة أخرى ترغيبية مثل، (إيش هادا الصوت اللي في البستان؟ يمكن بِسِّة؟ أو عصفور؟ تعال نشوف...) تغيير مكان الخطر للانتقال لظرف مثير جديد مثل، الخروج لمراقبة القطط، الكلب، العصافير. كل الظواهر الطبيعية هي عنصر ينافس لعبه الخطير ويشد انتباهه، ويزيد من حبه للمعرفة والاستكشاف. لا للوقوف بمكان الخطر وانتظار طاعته الفورية المستحيلة.

هل من المسموح غياب الأم عن مكان تواجد طفلها؟
بالتأكيد لا. لأن الطفل هو حالة مفاجئة يمكن أن تجعله يقع في مخاطر لا تتوقعينها. هو بمرحلة عمرية تتميز بالخيال الواسع. هذا الخيال يجعله بحالة إثارة دائمة، وغيابك عامل محرض للجوئه للعب بالأدوات الخطرة. خياله الواسع يجعله بحالة تأهب دائم لخوض تجارب لا حدود لها، خاصة إن لاحظ غيابك. لذا يلزم توفير بيئة مثيرة له يتسلى بها ويبقى تحت نظرك. فلتجمعي له بعض أدوات خربانة مثل، راديو، تلفاز، قطع آلات مثيرة... يلهو بها بدل القطع الكهربائية الخطرة. توفير بيئة كهذه تشبع حبه للاستكشاف. لتطوير لغته يمكنك أثناء لعبة التواصل الدائم معه بوصفك أو بتعليقك بلغة تحكي عما يفعل وتسمي القطع التي يتسلى بها.
----------------------------------------------------------
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري "لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.darelham.com
عنوان بريدي الإلكتروني: elham@darelham.com
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

مقالات متعلقة