الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 03:01

أنس وعبادة /بقلم : د زياد محاميد

كل العرب
نُشر: 15/06/13 14:51,  حُتلن: 07:32

في رثاء أنس وعبادة..الطفلين –الشابين، ضحايا المطارده البوليسية وحادث الطرق الدامي

على هذا الليل..
على هذا الليل المتثائب عند الفجر النازف
تسيطر رائحتان ،
رائحة تردد الصيف الوالجه في رائحة الخوف..
ورائحه الموت الممزوجة بأضواء السيارات البوليسية
،الزرقاء والحمراء..
تتسارعان الى ركام حديد يبكي من وجع ألأنشطار،
فتسقط قوانين نيوتن ...الأول..ثم الثاني..ثم الثالث..
لتنتحر الفيزياء
تحت اقدام رطبها ماء الوضوء..
للتحرر قيود الحركة الحرة..
فيكون السقوط الحر نحو السماء..
رائحتان تسابقان بقايا عبق سجاد المسجد الصباحي..
وعبق محراب في ليله الاسراء
إذا ..إذا ...
إذا ...عانقني يا صديقي ..
كي ألقي.....
فوق كتفيك وجعي
وبقايا الدعاء..
فانا لا يزعجني الا إرتجاج فرملة
تقوست على الأسفلت الملون بغبار الهواء
وبجزيئات الحديد المكفن بسواد الليل
والمستحم بجداول البترول ونوافير الدماء
*****
يا حزينة القلب والعينين..
يا مدينتي العصرية..
الهاربة فوق العجلات العاجلات..
لا تعرف السكينة والسكون...
ولا تحترف الا التسارع والدوران المجنون..
صغارها في سراديب الليل يبحثون
عن لحظات مرح وفرح طفولي
في دروبك الحاصرتها
اذيال الحروب....
وأقفال الأصفاد..
****
ويقول صديقي
قدرنا أن نحلم......
وماساتنا اننا نحلم..
وأحلامنا أكبر.....
من مساحات النوم الممنوحة
وأقول يا صديق العمر والروح والرجاء
لا تبتعد..
اكثر من قطر دائرة عبق رغيف ساخن...
يدغدغ شهيتنا الليلية..
يكون العشاء الأخير في ظل القمر..
اذا..فاقترب مثلما ذراع الأمهات
كن رمال صحرائي.... وغطيني..وكفني بحضنك..
وارتوي يا ركام الحديد الممزق
من خوف اللحظات.....
كن كالبحر
في ليل الهروب....
الى ضفة الأوهام.....
كن صحوتي.....
كون غفوتي
كن موتي العذب....
حين يطل الطل على الشرفات. النائمة...
*****
يتسامى الألم من حضن "موتور" ساخن
فكن في ليلي نسمة.....
وكن في قلبي بسمة....
فأنا لست الغريب.....
ومدينتي ليست أسيرة
بها يعبث..ويجول ..ويصول.. الغرباء
في تسلية التسارع...
لملل
ما تبقى لك إلا الشهادة
في هذا الطريق الملئ.....
باللعنات..
وروائح الخوف والاضواء ..والموت والدماء.......
ما تبقى لك إلا الشهادة
فبشر بصعودي..
الى قمم السماء.....
*****
أاعانقك ام تعانقني؟؟
وهل أضمك أم تضمني؟
وهل أحميك أم تحميني؟؟
لا وقت لتحملني او احملك؟؟
ولا مكان للسؤال...
وكأننا روح في جسدين...
نحن الأنس والعبادة في كفنين
وبيننا خط الخلود الشفاف
كنا طفلان ..
صرنا ملاكان...
يطيران الى جنة الرجاء
يرسمان شكلا للخلود
تحت قبة السماء..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة