الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 01:02

أفتخر بجنسيتي الإسرائيلية ويشرفني أن تقولوا عني خائنة/ بقلم: عائشة عبادي

كل العرب
نُشر: 15/06/13 10:06,  حُتلن: 14:10

عائشة عبادي في مقالها:

العالم له وطن يعيش فيه الا نحن لنا وطن يعيش فينا

ما أن يعرف احدهم اننا من الفلسطينيين ساكني الاراضي المحتلة عام 48 يتغير اسلوبه معنا كليا للأسوأ

نحن عرب اخوة بالعرق والاصل والدين نحن جزء من الأمة العربية لم ننسَ اصلنا ولم نبع اوطاننا واهلنا 

نحن ككل فلسطيني حمل هوية وجنسية المكان الذي سكن فيه بعد النكبة والتهجير ولكن نحن في ارضنا وهم من قدم وفرض نفسه عليها

أتمنى أن اعيش ليوم يعم فيه السلام وتحرر فلسطين وأن احمل الجنسية العربية الفلسطينية بفخر ولكن حاليا في الوضع الراهن نحن نحمل الجنسية الاسرائيلية ومتمسكون بها قدر تمسكنا بأرضنا ووطننا لأننا إن خسرناها سنخسره ونخرج منه

اذا كنا نحن خونة لمجرد حملنا للجنسية الاسرائيلية فهل ما يسمى رئيس فلسطين محمود عباس وزمرته ابناء وطن اوفياء لمجرد حملهم للجنسية لفلسطينية؟! وهل العملاء الذين كشف منهم واعدموا في غزة فلسطينيين حقا لأنهم حملة الجنسية الفلسطينية؟!

أهلا بك أيها القارئ الكريم الذي إما قد رفعت حاجبيك متعجبا، أو قضبتهما غاضبا مستفزا من العنوان الذي دفعك للدخول، وقد تكون قد قلت ما قلت عند قراءتك له، لكنني أؤكد لك بأن ما قرأته صحيح وأن عينيك سليمتين. فعلا افتخر بجنسيتي الاسرائيلية ويشرفني أن تقولوا عني خائنة.

ليس حبا بإسرائيل
نعم افتخر، ليس حبا فيها معاذ الله، واستغفرك ربي أن يكون كذلك، كما أنه ليس فخرا بها هي كجنسية، ولكنني افتخر بما تخبره عنا، وهو كثير كثير، تقول ما جهله كثيرون وتناساه متعمدا كثيرون ممن نصبوا انفسهم اولياء امور على الاوطان ليتهمونا بالخيانه ويخففوا خيانتهم وتواطئهم هم، وايضا ما جهله وتعامى عنه كثيرون من اهلنا واخواننا في الدول العربية، والضفة، وقطاع غزة، تقول ما نسوه، ولأجل نسيانه إتهمونا بالخيانة، وقالوا فينا الكثير، وكان ايضا من بين اتهاماتهم كانت الاسماء التي سمونا بها وزاد اتهامهم لنا بها كقولهم عرب اسرائيل، اسرائيلين، بيخدموا بالجيش، خاينين. ..، وما أن يعرف احدهم اننا من الفلسطينيين ساكني الاراضي المحتلة عام 48، يتغير اسلوبه معنا كليا للأسوأ، بالرغم من أن كل ما قالوه غير صحيح وغير موجود، فنحن عرب اخوة بالعرق والاصل والدين، نحن جزء من الأمة العربية لم ننسَ اصلنا، ولم نبع اوطاننا واهلنا.

أهل الأرض المحتلة
لكني اجيب على من يتهمنا بالخيانة من العرب لمجرد حملنا للجنسية والهوية الاسرائيلية، اولا نحن ككل فلسطيني حمل هوية وجنسية المكان الذي سكن فيه بعد النكبة والتهجير، ولكن نحن في ارضنا وهم من قدم وفرض نفسه عليها. نعم نفتخر فهذه الجنسية تقول عنا الكثير، تقول بأننا أهل الأرض المحتلة الذين ما زالوا صامدين فيها.

الموت في الوطن أفضل من العيش خارجه
الجنسية الإسرائيلية تقول اننا عرب 48 كما يسمونا، ومعنى هذا أن اجدادنا هم من عاش النكبة الاولى والجرح الاول والتهجير والتشرد الأول، تقول إن اجدادنا هم من ناموا في السهول اشهرا داخل حدود بلادهم ولم يرحلوا لخارجها من دول الجوار، وتقول انهم من تشردوا وعانوا وذاقوا الامرين ولم يرحلوا لخارجها، وفضلوا الجوع فيها على مخيمات اللجوء وعلى شفقة ومنة وكالة الانروا ومنظمات الغوث الدولية. تقول انهم من قاوم وصمد رغم سقوط البلاد، وفضلوا الموت فيها على الحياة خارجها. وتقول انهم من لم ينسوا نكبتهم و مازالوا يحيوا ذكراها حتى اليوم، وذكرى الكثير من الاحداث في تاريخ النضال الفلسطيني. تقول انهم انكسروا قبل الدول العربية التي احتلت اجزاء منها عام 67، لانهم تأملوا بالخير حينها، ولكن...

يوم الأرض
الجنسية الإسرائيلية تقول عن آبائنا بأنهم كانوا اسعد الناس بعودة سيناء لاهلها، فهم متعطشون لنصر واحد، كما فرحوا بنصر لبنان عام 2006 وناصروا غزة، وتقول انهم من اشعلوا يوم الأرض متحدين بها سياسة المحتل العنصرية المضطهده ومصادرة الاراضي، وسقط منهم الشهداء والجرحى، ولازالوا يحيوا هذه الذكرى لليوم. وتقول اننا من هب وانتفض بانتفاضتي الاقصى الاولى والثانية، وسالت دماؤهم في ساحات الاقصى، والعديد من القرى والمدن الفلسطينية المحتلة. وتقول انهم من اخمد حريق الاقصى، ومنهم الشباب الذي ينام بالاقصى ويعتكف فيه كي لا يستبيحه قطعان المستوطنين، وانهم هم من يقفوا في كل محاولة اعتداء امامهم، ولأجل هذا يمنعوا من الدخول اليه بحسب السن الذي يروق للمحتل، فتارة يمنع من دون الاربعين وتارة من دون الخمسين، وتارة أخرى من دون الستين، وعلى سبيل السخرية، قد نحتاج لاحضار شهادة وفاة لدخوله يوما.

حماية الأقصى
الجنسية الإسرائيلية تقول إن من نسائنا وبناتنا من تتعرضن للاذى على يد الجيش والمستوطنين في مساطب العلم في الاقصى، وأن من نسائنا من مثلت دور الحامل وخبأت الطعام بثيابها لتدخله للمعتكفين داخل الاقصى لحمايته، وقبل هذا هم من ولدن هؤلاء الابطال حماة الديار. ولا نقول كل هذا منه وفضلا منا، بل هو اقل واجب اتجاه ديننا ووطننا، بل هو فرض علينا ليوم الدين. وتقول باننا من هؤلاء الناس الذي يسعى الاحتلال لازالة معالم وجوده، وطمسها، وتهويد وعبرنة الاسماء والاماكن والاشياء.

المساجد والكنائس
من اهلنا في الكثير من القرى يصلون فوق ركام ما كان مسجدا، ليقولوا: صامدون، ومن يصحوا ليجد شعارات عنصرية قد كتبت على جدران بيته وعلى المساجد والكنائس. وتقول بأن أهل القدس من يدفع أعلى ضرائب السكن في العالم، بحسب ما تطلبه المؤسسة الاسرائيلية كي يثقل كاهله ويضيق ذرعا ويخرج منها، بينما لا يدفعها اليهودي المتزمت، بل الدوله تدفع له وتعطيه فوقها معاشا آخر ليعيش منه. وتقول بأن من اهلنا في النقب من دمرت بلدته المبنية من الواح الزينكو بالكامل خمسين مرة، ولا زال كشجرة الصبار فوق رمال صحرائها، وغيرهم من يتلقى أمر هدم بيته بنفسه وعلى نفقته. ومن اهلنا من يتعرض يوميا لمصادرة الأراضي وهدم البيوت ومخططات الترحيل، ولا زال مزروعا بأرضها.

قوانين عنصرية
نحن من يعيش في ظل قوانين عنصرية مجحفة بحقه فقط لكونه عربيا في الدولة "الديموقراطية" ودولة "كل مواطنيها". وتقول باعتراف قاداتها الاسرائليين، باننا رأس الحربة، واننا قنبلة موقوتة، ستحدث اكبر دمار اذا ما انفجرت، وحتما ستنفجر يوما، لكنها تحتاج لحراك من الخارج لتنفجر بالداخل. والأهم أن أجدادنا هم من بقوا في أراضيهم بعد الاحتلال، ولا زالوا حتى اليوم، ونحن حملنا هم البقاء عنهم وصامدون منذ 65 عاما، في هذه الارض التي عليها ما يستحق الموت والحياة من أجله.

وطن يعيش فينا
العالم له وطن يعيش فيه، الا نحن لنا وطن يعيش فينا. اذا كنا نحن خونة، لمجرد حملنا للجنسية الاسرائيلية، فهل ما يسمى رئيس فلسطين، محمود عباس وزمرته، ابناء وطن اوفياء لمجرد حملهم للجنسية لفلسطينية؟! وهل العملاء الذين كشف منهم واعدموا في غزة، فلسطينيين حقا لأنهم حملة الجنسية الفلسطينية؟!. وهل تقيسون الولاء للوطن بحمل جنسيته؟ إذ كان كذلك، فعذرا، ما أضيق فكركم. وأخيرا على ماذا استندتم باتهامكم؟ أتمنى أن اعيش ليوم يعم فيه السلام، وتحرر فلسطين، وأن احمل الجنسية العربية الفلسطينية بفخر، ولكن حاليا في الوضع الراهن نحن نحمل الجنسية الاسرائيلية، ومتمسكون بها قدر تمسكنا بأرضنا ووطننا، لأننا إن خسرناها سنخسره ونخرج منه.

الخيانة العظمى
وبعد كل هذه الادلة يا اخوتي، أما زلتم تتهموننا بالخيانة، الخيانة العظمى التي ورثناها عن اجدادنا، وهي بقاؤنا وتشبثنا بأرضنا؟، أكان علينا أن نخرج مع من خرج كي لا نوضع تحت مسمى خائنين؟، ونرضى بالخيمة ومهنة اللجوء بالدول الأخرى؟ وبالطبع الفلسطيني مرحب به في جميع دول العالم، ما عدا مئتين دولة. فيا أسياد الخيانة اتهامكم لنا، وها نحن قدمنا اقوالنا وادلتنا، والحكم والقصاص بيدكم، إن عفوتم فمن كرمكم، وإن أصريتم على اتهامكم، فنحن نصر على أقوالنا، وتشرفنا تهمتكم، ولن نتوب عن ذنبنا، وسنبقى نقاوم حتى يأذن الله بالفرج ويحق الحق ويعود لأهله، وسنكون مرحبين بكم فرحين مكبرين بعودتكم، مستقبلين عودتكم بعد أن طال انتظارنا لكم.

* الكاتبة من الجديدة طالبة إعلام سنة ثانية في المؤسسة الأكاديمية الناصرة 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة