الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 12:02

سلام كيري الاقتصادي بيع أوهام/ بقلم: غسان مصطفى الشامي

كل العرب
نُشر: 14/06/13 08:08,  حُتلن: 08:15

غسان مصطفى الشامي في مقاله:

يزداد يوما بعد يوما بناء الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة دون حسيب أو رقيب أو عمل حساب لأمريكا وأوروبا وغيرها من دول العرب 

منذ أن بدأت الهجرات الصهيونية إلى أرض فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وهي تعلن أن الهجرة إلى فلسطين من أجل اقامة مشروعات اقتصادية ومساعدة الفلسطينيين على النهضة ببلادهم

هدف الخطة الأمريكية الجديدة يتمثل في الحفاظ على بقاء الكيان الصهيوني جاثما على أرض فلسطين وتأمين الحماية الكاملة له في مقابل أوهام وإغراءات خالية تقدم لفلسطينيين دون تحقيق أية اهداف

 يستخدم العدو الصهيوني دوما الأفكار والحلول الاقتصادية من أجل إعادة إحياء عملية التسوية " السلام " بين " الإسرائيليين " والسلطة الفلسطينية، من أجل استكمال مشاريع التهويد والاستيطان الصهيونية على أرض فلسطين، في إطار مشاريع تهويد الأرض الفلسطينية ونهب الأرض والسيطرة على الثروات والخيرات الاقتصادية التي تنعم بها فلسطين، فمنذ أن بدأت الهجرات الصهيونية إلى أرض فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وهي تعلن أن الهجرة إلى فلسطين من أجل اقامة مشروعات اقتصادية ومساعدة الفلسطينيين على النهضة ببلادهم، فقد كان اليهود في بدايات الاستيطاني الصهيوني لأرض فلسطين يقيمون كيبوتسات زراعية في عدد من المناطق الفلسطينية وبدأت هذه النقاط الصهيونية الاستيطانية تتوسع رويدا رويدا وبدأ عدد اليهود يوما بعد يوم في زيادة وأصبحوا يبذلون كل ما في وسعهم من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية وشراءها من أهل باستخدام شتى أسليب التحاليل والتهديد والإرهاب بحق الفلسطينيين.

خطط اقتصادية جديدة
خرج علينا حديثا وزير الخارجية الأميركي جون كيري بخطط اقتصادية جديدة عندما أعلن في منتدى الاقتصاد العالمي، الذي عقد في مدينة الشونة الأردنية المطلّة على البحر الأحمر أواخر الشهر الماضي، عن خطّة اقتصادية دوليّة حجمها أربعة مليارات دولار هدفها الأمريكي الصهيوني تقديم إغراءات للمفاوضين الفلسطينيين من أجل تشجيعهم لطاولة التنازلات السياسية وعقد المزيد من صفقات بيع الأراضي الفلسطينية للعدو الصهيوني، وفي المقابل يزداد يوما بعد يوما بناء الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة دون حسيب أو رقيب أو عمل حساب لأمريكا وأوروبا وغيرها من دول العرب التي تدعو " إسرائيل" لوقف بناء الوحدات الاستيطانية فقد تمّ مؤخرا توقيع عقود لبناء ثلاثمئة وحدة استيطانية صهيونية جديدة في مستوطنة (راموت)، و797 وحدة أخرى ستعرض للبيع في مستوطنة (جيلو) بالقرب من مدينة بيت لحم، في الضفّة المحتلة، وقد جاء الإعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية من وزير الاسكان الصهيوني " يوري أرييل " وهو مستوطن ويعد الرجل الثاني في الحزب القومي الديني «البيت اليهودي»، كما لا تحمل حكومة نتنياهو نوايا لتجميد المخططات الاستيطانية في القدس والضفة رغم النداءات الأوربية والأمريكية من أجل تجميد الاستيطان.

سلام كيري
إن سلام "كيري" الاقتصادي يحمل أهدافا خبيثة لا تسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وإنما هي تحاول شراء الوقت لصالح الكيان الصهيوني فقط" لكسب المزيد من التنازلات وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية على الأرض الفلسطينية. إن خطة كيري الاقتصادية "ليست جديدة، فحكومة سلام فياض في الضفة الغربية المحتلة، تقوم منذ سنوات بتطبيق خطة السلام الاقتصادي، وجلب الاستثمارات، وعملت بكل السبل من أجل تدفق الأموال على الضفة الغربية، وهذا ما زاد الديوان المتراكمة على السلطة الفلسطينية وأصبحت حكومة فياض في وضع ضعيف ولا تستطيع حتى دفع رواتب العاملين في السلطة.

خطة خبيثة
إن خطة " كيري " الاقتصادية الخبيثة ما هي إلا اعلان لإخفاق عملية التسوية وفشلها الكبير، كما أنها إخفاق أمريكي في ايجاد حلول جديدة لعودة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في ظل حكومة السلام الاقتصادي الامريكية تتكشف يوما بعد يوم فضائح وسرقات، وسوء إدارة وهدر وسوء استخدام للأموال وانتشار المحسوبيات وتراكم المتقدمين للوظائف، وهذا كله من مظاهر السلام الاقتصادي الذي فشل، والذي يجري محاولة إنتاجه من جديد رغم فشله، إن هدف الخطة الأمريكية الجديدة يتمثل في الحفاظ على بقاء الكيان الصهيوني جاثما على أرض فلسطين وتأمين الحماية الكاملة له في مقابل أوهام وإغراءات خالية تقدم لفلسطينيين دون تحقيق أية اهداف أو خطوات ملموسة للشعب الفلسطينية ودون تحقيق احلام الفلسطيني بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المفاوضات
إن الخطة الصهيونية الأمريكية هدفها الأساسي العمل على دفع المفاوضين الفلسطينيين للجلوس على طاولة المفاوضات مع الصهاينة من غير الحصول على أية نتائج في ظل عدم مناقشة ما يحدث من جرائم تهويد في القدس والمسجد الأقصى المبارك وما يقوم به الصهاينة يوما بعد يوم في بناء الآلاف من الكتل والثكنات الاستيطانية، واقتراحات امريكية صهيونية بتبادل الأراضي مع الفلسطينيين الذي يقضي بضمّ الكتل الاستيطانية الكبرى إلى " إسرائيل.

الاقتصاد الفلسطيني المنهار والضعيف
كلّ ما يبحث عنه وزير الخارجية الامريكي " كيري " العمل على تحريك المفاوضات وعملية التسوية بين الجانبية والبحث عن ثغرات يمكن أن تؤمّن له الدخول منها طاولة المفاوضات، وهو سيعد بمثابة اختراق في عملية التسوية والمفاوضات مع الصهاينة. كما أن بوادر الفشل المحتوم والجمود سيكون مصير خطة " كيري"، وذلك لأنها ستكون عبء كبير على الاقتصاد الفلسطيني المنهار والضعيف وستعمل على تعمل على إغراقه السلطة الفلسطينية بالديوان والقروض التي تهدد الوضع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية برمتها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة