الملتقى عالج مواضيع مختلفة منها: اعداد المراْة للحَمْل وتجربة الولادة الهادئة وشهادات ثلاث اْمّهات واْبعاد ولادة جنين ميّت على الاْمّ في دائرة الحياة ومواجهة ذلك وحوار ديني روحي جماعي

ثلاثة رجال دين، يُمثّلون الدّيانات السّماويّة الثّلاث، كاهن يهودي: شمعون جورليك (كاهن المركز الطبّي) مسشفى نهريّا ،نظيره مسيحي الدكتور سيمون خوري (الدّامون) كاهن رعيّة كفر ياسيف ، ونظيرهما شيخ مُسْلِم: سمير عاصي امام مسجد الجزّار (عكّا) ورفض القيمون على اللقاء الا اشراك الشيخ الكاتب نمر نمر ليصبحوا اربعة يمثّلون شرائح نزلاء مسشفى نهاريّا الحكومي، ضمن برنامج يومي حافل، دعت إليه ونظّمته القابلة اْيريت دوتان ، بمشاركة الدكتور مسعد برهوم ،مدير المشفى، الى جانب طاقم طبّيّ كفؤٍ ،علميّاً ومهنيّاً، عالجوا مواضيع مختلفة منها: اعداد المراْة للحَمْل، تجربة الولادة الهادئة، شهادات ثلاث اْمّهات، اْبعاد ولادة جنين ميّت على الاْمّ في دائرة الحياة ومواجهة ذلك، مشاعر قابلة اُمّ في ولادة هادئة، الموضوع الاّخير هو حوار ديني روحي جماعي حول موضوع: عقائد، عادات وقوانين لها اْبعاد على ولادة جنين ميّت، بمشاركة رجال الدّين الاْربعة. 

طلب المنظّمون من نمر نمر ، اْن يفتتح النّقاش الدّيني الرّوحي فأعتذر بأدب ،طالبا السّير طبقاً للتاريخ الزّمني لكلّ ديانة: اليهوديّة ، المسيحيّة، الاْسلام ،وأخيرا المذهب التّوحيدي المعروفي الاْسلامي ! فقابلوا ذلك باْدب كذلك ،الكاهن اليهودي صال وجال في رحاب العهد القديم ، مقتبساً الشّواهد والبراهين ، لتدعيم اْقواله ،تبعه الكاهن المسيحي بعهده الجديد واْناجيله المختلفة ، ببراعة ومهارة ، لا تَقِلّ عن نِدّه سابقه ،ثم جاء دور الشّيخ المُسلم الضّليع الوديع مع القرآن والفرقان الذي اْنزل هدياً للناس اْجمعين ! الكاتب نمر نمر قدّم مداخلته ،على اعتبار انّ المذهب الدرزي هو اْحد المذاهب الاْسلاميّة كالسّنة والشّيعة ، كما اكتسب هذا المذهب من بعض المناهل الرّوحيّة :الحضارات الدينيّة القديمة : اليونانيّة ، الصينيّة ،المصريّة ، اليهوديّة والنّصرانية كذلك . استنجد بالمصلح الاجتماعي اللبناني: الاْمير السّيّد جمال الدّين عبدالله التّنوخي 1417 -1479 م، من جملة اْقواله وتعاليمه :
*اجعل العلم وزيرك ،الورع مُشيرك والحِلم وزيرك !
*سلّمتُ لله نفسي وسلكتُ منهجَ السُّنّة، وقصدتُ الصراط المستقيم للقاء ربّي !
*كان خطيباً وإمامًا في المسجد الاْموي (الشام) طيلة اثنتي عشر سنة، وحين اْلَحّ ذووه عليه بالعودة الى لبنان، اشترط عليهم:
1-تعليم القرآن في كافّة المدارس .
2-اْتّباع راْي الاْكثريّة في اتّخاذ القرارات .
3-منع النّساء من النّدب على الميّت والسّير خلف الجنازة .
4-تربية البنات وفتح المدارس .
امّا بالنسبة للتعامل مع الجنين ،فاْنّ نهج الموحّدين الدروز طبقاً للقرآن الكريم :
*ويساْلونك عن الرّوح! قُل الرّوح من اْمر ربّي / الاسراء.
*واْذا جاء اْجلهم لا يستاّخرون ساعة ولا يستقدمون .
*ولا يقتلون النّفس التي حرّم الله ،اْلاّ بالحقّ، ولا يزنون ./صدق الله العظيم .

إيمان
ومضى نمر قائلاً : السّيّدة اْديل حمدان تقيّ الدّين،اْرملة المرحوم حليم تقي الدّين ،رئيس محكمة الاستئناف المذهبيّة آنذاك، تقول في كتابها :المراْة في مجتمع الموحّدين الدّروز: عمل زوجي بكلّ اْخلاص على توحيد المذاهب الاسلاميّة الثّلاثة : السُّنّة ،الشّيعة والدّروز،انطلاقاً من مبداْ التّوحيد الدّيني الاْسلامي ، واْيماناً منه باْنّ توحيد المذاهب الاْسلاميّة والمسيحيّة ، تؤدّي جميعها الى وحدة وطنيّة شاملة . اْمّا الشّيخ مرسل نصر، رئيس المحكمة الاْستئنافيّة الدّرزيّة العليا ، فقد كتب في كتابه: معالم الحلال والحرام عند الموحّدين الدروز: الاْسلام حرّم اسقاط الجنين بكلّ وسيلة، وكذلك الاْمر لدى طائفة الموحّدين ،حرّمت الاْجهاض طبقا! للاْسلام. اختتم نمر كلامه بقصيدة عبريّة نظمها خصّيصاً لهذه المناسبة ،قوبلتْ بالإعجاب والتّصفيق، حيث دعا الى التآخي ، المحبّة وعدم الاّكراه في الدّين، كما يحدث اْحياناً في هذه الدّيار، راجياً عدم تسييس الدّين، وعدم تدخّل السّلطة في الاْمور الدّينيّة للطوائف العربيّة الثّلاث .