الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 14:01

الام:طفلك ومشكلة النظارة الطبية

أماني حصادية -
نُشر: 03/06/13 10:03,  حُتلن: 14:21

عزيزتي الام:

تتذرّع غالبية الأطفال بحجج مختلفة لتبرير رفضهم ارتداء النظارة الطبية ويأخذون عليها بأنها تعوق الحركة وتمنعهم من اللعب والجري ليلجأ البعض إلى تخريبها وكسرها

أخبرى طفلك أنه فى البداية وخلال الأسابيع الأولى من ارتداء النظارة الطبية فإنه قد يشعر أنه غريب ولكن عليه أن يفهم أنه مع الوقت سيتعود على أمر ارتداء النظارة

يميل الأطفال ناحية تقليد الشخاص الذين يحترمونهم أو الشخصيات العامة المحببة إليهم ويمكنك كأم أن تستغلى هذا الأمر لتشجيع طفلك على أن يرتدى النظارة الطبية مثل شخصيته الشهيرة المفضلة

العديد من الأطفال في هذا الزمن يرتدون النظارات الطبية لكن المشكلة هي أن جعل الطفل يتذكر ارتداء نظارته الطبية طوال الوقت أمر قد يكون صعبا فى بعض الأحيان. أحيانا قد يكون من الصعب على الطفل استيعاب سبب ارتدائه لنظارة طبية بينما أصدقاؤه لا يرتدون واحدة، وفى بعض الأحيان الأخرى قد يكون الطفل لا يحب ارتداء نظارته مما قد يجعله يتعمد نسيانها فى المنزل دون أخذها معه للمدرسة.  ويعتقد الطفل أيضا أن زملاءه ومن حوله سيسخرون منه بسبب ارتدائه النظارة الطبية وأنه أيضا لن يتمكن من ممارسة الرياضة وهو يرتدي النظارة الطبية.

شجعي طفلك بتقليد شخصية مفضلة ترتدي النظارة
يميل الأطفال ناحية تقليد الشخاص الذين يحترمونهم أو الشخصيات العامة المحببة إليهم، ويمكنك كأم أن تستغلى هذا الأمر لتشجيع طفلك على أن يرتدى النظارة الطبية مثل شخصيته الشهيرة المفضلة، ويمكنك أيضا أن تشجعى طفلك أن يرتدى نظارة طبية مثل خاله أو عمه الذى يحبه وهو الأمر الذى قد يغير من نظرته لنفسه.
الحقيقة أن هناك أطفال يحتاجون لارتداء النظارة الطبية طوال الوقت وآخرون يستخدمونها فقط عند القراءة ولذلك سيكون من الأفضل أن تشرحى لطفلك متى يجب عليه ارتداء النظارة ومتى يمكنه خلعها، فعندما يعلم طفلك مثلا أن عليه ارتداء النظارة الطبية طوال الوقت فإنه سيخلعها فقط عند النوم أو الاستحمام.
عندما يخلع الطفل نظارته الطبية يجب أن يكون هناك مكان خاص ليضعها فيه مثل طاولة جانبية أو رف معين أو فى حقيبة خاصة حتى يتذكر الطفل أين وضع النظارة الطبية ولا يظل يبحث عنها فى المنزل كله.

ذرائع سخرية واختلاف
وتتذرّع غالبية الأطفال بحجج مختلفة لتبرير رفضهم ارتداء النظارة الطبية، ويأخذون عليها بأنها تعوق الحركة وتمنعهم من اللعب والجري، ليلجأ البعض إلى تخريبها وكسرها.
ويجدر بالأم إدراك أنّ هذا الرفض يحجب خلفه السبب الحقيقي المسؤول والمتمثّل في شعور الطفل بالاختلاف عن أقرانه الأصحاء الذين لا يحتاجون إلى نظارات طبية، أو خشيته من التعرّض للسخرية، خصوصاً إذا كان قد واجه هذا الأمر من قبل.
وهذه السخرية تجعله يشعر بالحزن العميق الذي قد يعجز عن وصفه، ولكنّه يعبّر عنه بتجنّب الاختلاط مع الآخرين، والامتناع عن الاشتراك في الألعاب الجماعية، ما قد يسبّب له عزلة اجتماعية.
ومن المهم عدم تجاهل شكوى الطفل من النظارة، علماً أنّ معالجة أسباب رفضه ارتدائها تعتبر الطريقة المثالية لإقناعه بها. وثمة أسباب عدة تجعل النظارة مصدر إزعاج للطفل، أبرزها:
-عدم الاهتمام بنظافة عدستيها، ما يجعلهما تنقلان له صورة ضبابية.
-شعوره بالصداع والألم من ناحية الأذنين وجانبي الرأس، نتيجةً لإطارها الضيق.
-انزلاقها على أنفه وإعاقتها للرؤية وتكرّر سقوطها، في حال كان مقاس إطارها كبيراً.
-النظر من فوقها وليس من خلالها واستمرار معاناته من المشكلات البصرية، بسبب إطار زجاجها الصغير.
-الضيق، نتيجةً لثقل وزنها.

سبل إقناع الطفل بارتداء النظارة:
-وضع النظارة الطبية مزعج للغالبية، ولا سيما في البداية، فكلّما كان الطفل صغيراً في السن كلّما كانت معاناة الأم أكبر في إقناعه بارتدائها. ولكنّ تعامل الأهل مع الموقف بأسلوب ليّن ولطيف وتشجيعهم له يزيد من تقبّله إياها، ومع مرور الوقت يعتاد عليها.
-يتوجب على الأهل إقناع الطفل الذي يعاني من مشكلات في الإبصار بأنّ النظارة الطبية وسيلة سهلة ومضمونة لرؤية الأشياء بوضوح أكبر، مع الحديث دوماً عن أن ارتداءها يجعله يرى الأشياء كما يراها الآخرون.
-تلافياً لئلا يتحوّل الأمر إلى معركة بين الأهل والطفل، يمكن الأخذ بقانون التشجيع والعقاب، فإذا أصرّ الصغير على نزع نظارته يحرم مثلاً من مشاهدة التلفاز أو ممارسة هوايته المفضّلة لبعض الوقت، علماً أن الصبر ضروري في هذه الحالة.
- عند النزول لشراء النظارة بالفعل، حاولى أن تجعلى هذا الأمر رحلة ممتعة مع الحرص على عدم الاستعجال فى اختيار النظارة الطبية الخاصة بطفلك. وقد يختار الطفل أحيانا نظارة طبية مشابهة لنظارة صديقه وهو أمر قد يمنحه شعورا جيدا حيال ارتداء نظارة طبية.


تفهم الموضوع
أخبرى طفلك أنه فى البداية وخلال الأسابيع الأولى من ارتداء النظارة الطبية فإنه قد يشعر أنه غريب ولكن عليه أن يفهم أنه مع الوقت سيتعود على أمر ارتداء النظارة. ويجب عليك كأم أيضا ألا تبالغى فى رد فعلك تجاه ارتداء طفلك لنظارة طبية مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل فى تلك الفترة سيكون حساسا تجاهها لأنه قد يشعر أنه غريب بين زملائه.
-قومى بالتوضيح لطفلك أن النظارة غرضها لا يكون طبيا فقط ولكن أيضا شكلها يمكن اختياره بتصميم أنيق. ليس من الضرورى أن تكون نظارة طفلك الطبية تحمل اسم ماركة باهظة عالمية مثل جوتشى وبرادا، فيمكنك فى المقابل أن تقومى بدعوة الطفل لتناول العشاء بالخارج والاحتفال بتعامله الإيجابى مع هذا التغيير الجديد. اجعلى طفلك يفهم أن الاعتناء بالنظارة الطبية والحفاظ عليها نظيفة أمر سيكون شديد الأهمية وسيكون مسئوليته.


اكتشاف السبب الحقيقى لعدم رغبته فى ارتداء النظارة
اعلمى أنه إذا انشغل طفلك بنشاط ما فإنه سينسى من الأصل أنه يرتدى نظارة طبية ولن يضايقه الأمر، ولذلك يمكنك أن تطلبى من طفلك أن يكون مرتديا نظارته الطبية وهو يشاهد التليفزيون أو حتى وهو ذاهب معك للتمشية وهو الأمر الذى سيجعل الطفل بعد ذلك لا يخلع النظارة معظم الوقت.
- قد يكون من الصعب عليك أحيانا التحكم فى أعصابك عندما يعصى طفلك أوامرك أو يغضبك بفعله لأمر ما، ولكن عليك أن تفهمى أمرا ما وهو أن ارتداء الطفل للنظارة الطبية أمر متعلق برؤيته لنفسه ولذلك عليك أن تقومى بالتركيز على محاولة جعل الطفل أكثر ثقة بنفسه. ويمكنك مثلا أن تقولى لطفلك إنه يبدو أنيقا وهو مرتديا النظارة، وحاولى أيضا أن تجلسى مع طفلك لتتحدثى معه وحاولي اكتشاف السبب الحقيقى لعدم رغبته فى ارتداء نظارة طبية.

مقالات متعلقة