الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

حنا يدعو المسيحيين الى الصمود

العرب
نُشر: 05/04/08 18:27

أنطلقت اليوم بمبادرة من الجمعيات والأندية الأرثوذكسية في عدد من مدن وبلدات الجليل وخاصة منطقتي الناصرة وحيفا أنطلقت مسيرات حجيج وصلاة الى القدس الشريف حيث أنطلقت عشرات الباصات عند الصباح الباكر من المناطق المتعددة في الجليل ووصلت الى مدينة القدس في ساعات ما قبل الظهر. وقد قدر عدد المشاركين بأكثر من ألف وخمسمائة شخص من كافة الأعمار. حيث كان التجمع في منطقة باب الأسباط وقد كان في أستقبالهم سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الذي تحدث عن أهداف هذه الرحلة مرحبا بالجميع ومؤكدا بأن طابع هذه الزيارة هو روحي للتأمل في روحانية الأماكن المقدسة وخاصة في هذه الأيام المباركة التي يصوم فيها المؤمنون أستعدادا لأسبوع الألام والفصح المبارك. وقد قاد سيادة المطران المسيرة الروحية من باب الأسباط مرورا بشوارع وأزقة القدس العتيقة وطريق الألام وقد تخللت المسيرة قراءات من الأنجيل المقدس وتراتيل  أضافة الى توضيحات من سيادة المطران عن الاماكن المقدسة التي مر بها الزوار وهم سائرون في طريق الالام وقد أختتمت المسيرة في ساحة كنيسة القيامة. حيث زار الجميع القبر المقدس والجلجلة وجالوا في المواقع الدينية في كنيسة القيامة. وقد أختتم اللقاء في كنيسة القيامة بكلمة روحية توجيهية من سيادة المطران دعا فيها المؤمنين الى تكثيف زياراتهم للقدس مؤكدا أن كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس هي أماكن مباركة حبانا بها الله لكي تكون مراكز أشعاع روحي ولكي تذكرنا بعطايا الله لنا نحن البشر. وقال أن مقدساتنا هي جزء من أيماننا وتراثنا وهويتنا الروحية فكنيسة القيامة هي قبلتنا  والحجيج للأماكن المقدسة هو تقليد شريف أتبعه المؤمنون جيلا بعد جيل وقال أن مسيحيي الأراضي المقدسة هم مدعوون للتمسك بهذا التراث وبهذه الأصالة فالعالم المسيحي بأسره ينظر الى القدس في هذه الأيام المباركة. هذه المدينة التي أحتضنت الألام والقيامة وفيها تأسست الكنيسة الأولى. فأنتم أمتداد لهذه الكنيسة الرسولية المقدسة والتي يصفها القديس يوحنا الدمشقي بأم الكنائس وأضاف أحبوا كنيستكم, أحبوا أرضكم المقدسة, أصمدوا في هذه الديار فمهما كانت الصعاب والضغوطات كبيرة فأنكم مدعوون للبقاء والتمسك بهذه الرسالة وعدم الهجرة. فالهجرة هي هرب وتراجع وموقف لا نحبذه لأنه ما قيمة المقدسات وما قيمة الأرض وما قيمة الوطن بدونكم. فالكنيسة ليست حجارة كما الوطن ليس ترابا وطينا أنما هو أنتم  فأجعلوا من فترة الصوم الأربعيني المقدس فترة تنقية روحية وعودة الى الذات ولنضع أمام الرب همومنا وهواجسنا فهو خير معين لنا.
أنكم لستم طائفة ولا نريدكم أن تكونوا طائفة فالمسيح لم يقل عن ذاته يوما بأنه أتى لكي يؤسس طائفة على الأرض وأنما أتى لكي يعلمنا الأنسانية ولكي يقول لكل واحد منا: كن أنسانا كما يريد الله منك أن تكون. وقال سيادته المسيحيون في هذا الوطن الجريح مدعوون لأن يكونوا ملح الأرض والخميرة الصالحة التي تخمر العجنة كلها. فلا تتقوقعوا فأنتم جزأ أصيل من شعب أصيل ومن قضية عادلة والمسيحي مدعو لأن يقدم  أسهاماته البنائة في الحقول الوطنية والفكرية والثقافية وغيرها.
وأننا نسأل الله أن تزول مظاهر العنصرية والتمييز والحقد التي يعاني منها شعبنا فالاحتلال يجب أن يزول ولا يجوز أن تكون الأسوار العنصرية محيطة بالقدس لا سيما وأن المسيح أتى أليها لكي يزيل أسوار وحواجزالعنصرية والقهر والظلم. وما نتمناه لشعبنا الفلسطيني ونحن نجتمع للصلاة في هذه الكنيسة هي الحرية والكرامة والأستقلال والأمن والأمان. أرفعوا صلواتكم أمام الرب من أجل القدس الجريحة ومن أجل شعبنا المكلوم. فأذا ما كان الظالمون في هذا العالم كثيرون وأذا ما كان القتلة والمجرمون موجودون فأننا نؤمن أن الله أكبر وهو نصير للمظلومين وللحزانى ومنكسري القلوب.
هذا وقد تجول المشاركون في هذه الرحلة بعدئذ في مرافق القدس المتعددة ومن ثم غادروا القدس لزيارة بيت لحم وأريحا. وقد كانت أجواء هذه الرحلة روحية مؤثرة حيث عبر الجميع عن رغبتهم بالتعرف عن الأماكن المقدسة وزيارتها بشكل مستمر.

مقالات متعلقة