قاسم شعبان مخرج العمل المسرحي:

حاولنا أن نثير من خلال بعض المفارقات مشاعر السخرية المرة بطريقة مضحكة ومبكية في الآن ذاته

تركز الإخراج أكثر شيء في محاولة استيطان الشخصيات من اجل إبراز عمقها الداخلي النفسي الذي يكشف عن الألم في مثل هذه الحالات التي تختصر الكثير من أوضاع الوجع البشري في مجتمعنا والمجتمعات كافة جراء هذة الآفة الصحية والاجتماعية الخطيرة

عرض على خشبة مسرح الجوال في سخنين أمس الخميس، مسرحية "الشوك الناعم" لمسرح الكرمة من إعداد وإخراج: قاسم شعبان، ومن تأليف:علي ذياب، ومن تمثيل :ميلاد مطر، أسامة مصري، لبنى بقاعي، ميسا عموري، خالد عواد. التي تعالج موضوع الإدمان على المخدرات والكحول وتأثير ذلك على صحة الإنسان العامة وعلى أدائه الاجتماعي والعائلي. ويقف في مركز أحداث المسرحية شخص مر بمرحلة الفطام من المخدرات ويحظى بدعم كامل من أفراد أسرته، لكن عملية عودته إلى الحياة الطبيعية واندماجه مع المجتمع والبيئة تعترضها عقبات كثيرة ناجمة عن مخلفات المرحلة السابقة.

وافتتح الامسية مدير المسرح محمد علي ابو ريا، مرحبا بالحضور وتحدث عن البرنامج الفني والمسرحي الذي وعدت به ادارة مسرح الجوال بعرضها لجمهورها في سخنين، ووعد أن يقدم مسرح الجوال مسرحية (شخص غير مرغوب به) من تأليف الشاعر سميح القاسم، ويشار الى ان المسرحية تتحدث عن الفترة اللاحقة للفطام ومشاكلها وصعوباتها العديدة، ومع توالي المشاهد المختلفة ينكشف المتلقي أمام رحلة العذاب التي يتعرض لها المدمن على المخدرات. يقول قاسم شعبان مخرج العمل المسرحي : "تتمحور أحداث هذه المسرحية حول عدة مستويات لموضوع الإدمان على المخدرات والكحول، وذلك على النحو التالي: فترة الإدمان والتي يتحول فيها المدمن الى مخلوق عدواني، محتال، لا يتورع عن الاعتداء على كل من يحيط به وسرقة ممتلكاتهم، ومن ثم فترة ما بعد الفطام، حيث يمر المدمن في فترة حساب لمسيرة مع الذات، كما انه يكون عرضة لعذابات نفسية تؤدي به إلى العزلة عن كل ما يحيط به ، يتملكه شعور قوي بأن المجتمع لن يغفر له أفعاله البائسة. والمستوى الثاني هو الضرر النفسي، الاجتماعي، والصحي الذي يلحق بالمدمن على المخدرات ويترك آثار تدميريه ما بعد مرحلة الفطام أيضا. أما المستوى الثالث فهو سلوك أفراد العائلة وتأثير هذا السلوك على المدمن، سواء في فترة الإدمان أو في فترة الفطام وما بعدها. وقد أخذنا في الاعتبار أن يكون الحوار سلساً، ومطعماً بمشاهد واقعية من الحياة وبحالات مأخوذة من الأدب المهني حول هذا الموضوع الإشكالي".

ابراز الآفة الصحية والاجتماعية الخطيرة
واضاف شعبان: "حاولنا أن نثير من خلال بعض المفارقات مشاعر السخرية المرة بطريقة مضحكة ومبكية في الآن ذاته. وتركز الإخراج أكثر شيء في محاولة استيطان الشخصيات من اجل إبراز عمقها الداخلي النفساني، الذي يكشف عن الألم في مثل هذه الحالات التي تختصر الكثير من أوضاع الوجع البشري في مجتمعنا والمجتمعات كافة جراء هذة الآفة الصحية والاجتماعية الخطيرة".
ويشار الى ان المسرحية تمت باستشارة مهنية من وليد حداد، ملابس:ليلي جمال مطانس، ديكور: جيروم ديبيكر – فرنسا، تصميم الحركة: اوديليا كوبرفيغ، موسيقى وأغاني: مختارات من زياد الرحباني واميمة خليل. هذا وقام رئيس بلدية سخنين السابق المحامي محمد بشير، بتقديم باقات من الورود للفنانين ولمخرج المسرحية قاسم شعبان باسم الجمهور السخنيني متذوق الفن الاصيل، معبرا عن تمنياته لطاقم المسرح بالتوفيق.