الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 20:01

مشاكل الشباب وغياب القدوة الحسنة/بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 30/05/13 15:55,  حُتلن: 14:13

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

الحسرة تملأ قلوب الأمهات والآباء والمعلمين والمهتمين بالتربية وتملأ قلب كل انسان له انتماء الى عروبته أن يرى جيل الشباب في هذا الوضع

هنالك نسبة من الأهل لا يجلسون مع أولادهم إلا القليل وهنالك بُعد ومسافة معينة بينهم  وبين أولادهم وهم لا ينقلون ويعلمونهم العادات والتقاليد الأصيلة ولا المعايير الإجتماعية ولا يرشدونهم ويصححون تصرفاتهم

بناء الشباب أهم من بناء الجسور وتعبيد الطرق وتشييد العمارات الشاهقة، ما أراه هو أن هموم الشباب ومشاكلهم لا يكاد يهتم بها أحد ولا يجتهد أحد في وضع حلول لمشاكلهم، لا مؤسسات الدولة ولا مجالسنا المحلية الموقرة، حتى أصبح هذا الجيل من الشباب يمثل جيل الغربة. مشاكل الشباب وملفهم موجود في آخر سلم الأفضليات عند المؤسسات المذكورة أعلاه، البرامج التثقيفية والرياضية، وإن وجدت شحيحة، لا توجد برامج علاجية لمشاكلهم، أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة.

الإبتعاد عن الأخلاق
تغير هذا الجيل من الشباب وابتعد عن أخلاق وسلوكيات الآباء والأجداد، تغيروا في لباسهم وتسريحة شعرهم، في سلوكهم وألفاظهم، وفي أفكارهم وأهدافهم وهمومهم وتطلعاتهم. الحسرة تملأ قلوب الأمهات والآباء والمعلمين والمهتمين بالتربية، وتملأ قلب كل انسان له انتماء الى عروبته أن يرى جيل الشباب في هذا الوضع. الكل يسأل: لماذا انتشرت المخدرات بين الشباب وشرب الكحول؟ لماذا التقليد الأعمى لقشور حضارة الغرب؟ لماذا الإبتعاد عن عاداتنا الأصيلة؟ لماذا ضعف انتماء الشباب الى  مجتمعاتهم؟ لماذا قل الإحترام وعق الوالدين؟ لماذا هنالك تفكك في المجتمع؟ شبابنا يعيش في حالة تيه كبيرة، إنه شباب حائر تائه تتقاذفه أمواج كثيرة.

وضع مقلق
هنالك أسباب جعلت شبابنا في هذا الوضع المقلق، ومنها إهمال الأهل لهم في سن الصغر، تفكك أسري، افتقاد لغة حوار الأهل مع الأولاد، وإهمال مؤسسات المجتمع لهم، انتشار المخدرات بين الشباب وعدم نشر التوعية بينهم، العنف متجذر في تصرفاتهم ولا علاج لهم. هنالك نسبة من الأهل لا يجلسون مع أولادهم إلا القليل، هنالك بُعد ومسافة معينة بينهم وبين أولادهم، وهم لا ينقلون ويعلمونهم العادات والتقاليد الأصيلة ولا المعايير الإجتماعية، ولا يرشدونهم ويصححون تصرفاتهم. حسب بحث أجراه الدكتور خالد أبو عصبه، وجد أن معدل جلوس الأب مع ابنه هو سبع دقائق في الأسبوع، أي أن ما يجلسه الأب مع الإبن هو دقيقة واحدة في اليوم. هل هذا الوقت كافيا للتربية والتعليم؟ هل هذا الوقت كافيا  لإرشاد الأولاد وتصحيحهم والتقرب منهم؟. الأب يهتم بسيارته أكثر ما يهتم بأولاده، فلا تستغربون لماذا الشباب في هذا الوضع؟.

غياب القدوة الحسنة
بما أنه لا يوجد من يوجه الشباب الى الأنفع لذا شبابنا يأخذ ثقافته من محطات التلفزيون الهابطة والمجلات الخالعة ومن كل مصدر سيء، بالإضافة لما ذكر أيضا غياب القدوة الحسنة، لأن الإنسان في أمس الحاجة الى من يقتدي به، فقد أرسل الله رسله وأنبياءه قدوة للناس ليهدوهم بالقول والعمل النافع. والقدوة هي اتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو سيئة، لا بد للناس من أمثلة واقعية ونماذج قوية ليحتذى بها. فبما أن هنالك غياب الشخصية المثالية التي يحتذى بها فشبابنا يقلدون ما طاب لهم. الشباب هم ثروة المجتمع وعاموده الفقري، ولا تقدم للمجتمعات بدون شباب متعلم  ومثقف، وإذا لم نعلمهم القيم والآداب والأخلاق الحسنة والمعايير الإجتماعية ونربيهم التربية الصالحة فسبيلهم الى الضياع.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة