الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 06:01

لا توقظوا الفتنة بين الإسلام والدروز/ بقلم: وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 22/05/13 13:33,  حُتلن: 17:53

وديع عواودة في مقاله:

الأخطر من الانقسام الحزبي تناحر سياسي طابعه مذهبي يتفاقم ويشتد حينما نصنعه بأيدٍ انفعالية وألسن لا تصان

شهامة بني معروف في قرية يركا تجلت حينما استضافت آلاف اللاجئين من الجليل عام 1948 وساهمت في نجاتهم من التهجير

لمن الحق الديني والأخلاقي بالحكم على عقيدة الآخرين وعما يبدو محاسبة لهم؟ ألم يقل رب العالمين " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"؟

ما تورط به الشيخ رائد فتحي خطأ فادح ويمكن تجاوزه بتصحيحه من خلال الحركة الإسلامية الشمالية مباشرة وبوضوح والمحبة ما زالت بيننا فلنفتش عنها


لا شك أن التناحر السياسي بين المشارب الفكرية والسياسية واحد من عوارض الأزمة الملازمة لنا فهو يبدد طاقاتنا ويحول دون تكاملنا ويعيق نهضتنا. لكن الأخطر من الانقسام الحزبي تناحر سياسي طابعه مذهبي يتفاقم ويشتد حينما نصنعه بأيدٍ انفعالية وألسن لا تصان، عن وعي أو دون وعي وأحيانا ينم عن نوايا حسنة تفضي لجحيم.

تفاقم التناحر
ما يأتي على لسان الشيخ رائد فتحي حول بني معروف واحد من تجليات تفاقم هذا التناحر ويعكس تفاقم الخطاب الطائفي للحركة الإسلامية الشمالية والتوّرط بتقسيم المقسوم وتعميق صدع ما أحوجنا لرأبه. ورغم قسوة بعض ردود الفعل على الشبكة العنكبوتية وانفعالية بيان رئيس لجنة التواصل الدرزية عرب 48 الشيخ علي معدي، يتطلب الموقف إطفاء فوري لهذه الفتنة والحل بيد الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح الذي سبق وكتب في مقالاته كلاما طيبا جدا عن الدروز الفلسطينيين.

العرب الدروز الفلسطينيون
يشكّل العرب الدروز الفلسطينيون نحو 10% من مجتمعنا وتربطهم ببقية أبناء شعبهم رابطة اللسان والانتماء الوطني والقومي وعادات وتقاليد طيبة على رأسها الجود.
قبل نحو الشهرين توقفنا عند سيرة الراحل الشيخ خير الدين الحلبي من دالية الكرمل في مسيرة النضال الفلسطيني مثله مثل كثيرين من أبناء طائفته ومنهم من ضحى بروحه واستشهد من أجل فلسطينه فلسطيننا.
وتظهر دفاتر التاريخ والنكبة الفلسطينية أن مواقف وأفعال الدروز لم تنحصر بتعاون بعض المتصهينين منهم مع الحركة الصهيونية مثلهم مثل متعاونين آخرين من طوائف أخرى كما جاء في " العرب الطيّبين". وتجلت شهامة بني معروف في قرية يركا حينما استضافت آلاف اللاجئين من الجليل عام 1948 وساهمت في نجاتهم من التهجير. وعلى المستوى القومي عرفت هذه الأمة في القرن العشرين شخصيات انبرت في الدفاع عن الحق العربي والفلسطيني من سلطان باشا الأطرش حتى كمال جنبلاط.

المستوى الديني
وعلى المستوى الديني فالإسلام الحق اعتدال ووسطية بل حديقة رحبة تتسع لكل المؤمنين الإخوة، أزهارها مثال في التعددية وفوق بوابته دعوة منحوتة بالصخر لسبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وما طائل البحث عما يفرق ويوقظ فتنة نائمة ويشغلنا عن قضايا ملحة وجوهرية؟ ولمن الحق الديني والأخلاقي بالحكم على عقيدة الآخرين وعما يبدو محاسبة لهم؟ ألم يقل رب العالمين " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"؟

فرض الخدمة الإلزامية
وفي الحاضر، ورغم فرض الخدمة الإلزامية عليهم يجمع كافتنا ظلم إسرائيلي واحد وعلينا كجماعة تعتبر ذاتها أقلية قومية أصلية أن تستعيدهم لأحضانها بالحوار والإقناع وتفكيك ألغام تزرعها إسرائيل وما تزال.
وحقيقة فرض إسرائيل الخدمة الإجبارية عليهم لا تعفيهم من المسؤولية بتاتا وعليهم السعي للخلاص من " حلف الدم". كما تحتّم مسؤوليتنا الوطنية (مسؤولية الأغلبية) أن نتعاون موحدين مع أهل الخير والوطنيين من بينهم ونستغل ارتفاع نسبة الرافضين للخدمة العسكرية كما تدلل مؤتمرات هرتسليا الأمنية في السنوات الأخيرة. حتى الآن لم تحسن قيادتنا في تغيير مسار إخوتنا من بني معروف من هذه الناحية. في هذا السياق أيضا تفوق أقوالنا أفعالنا وبشكل متبادل بل تأتي تصريحات واجتهادات دينية وردد فعل انفعالية قاسية لا مبرر لها تصب الزيت على النار حتى بعد اعتذار متلعثم ومنقوص.

دق أسافين
وهكذا هي بعض ردود الفعل على فتاوى رائد فتحي، لا تقل خطورة ولا شك أن جهات سلطوية تغذيها علانية وسرا طمعا بدق أسافين جديدة وبطمس ما يجمعنا ويبدد وحدة نحن بحاجة لها كمجتمع مضطهد ينتمي لشعب جريح أعداؤه لا يرحمون ولا يكتفون بتجزأة الصحيح لخمسة كسور. ما تورط به الشيخ رائد فتحي خطأ فادح ويمكن تجاوزه بتصحيحه من خلال الحركة الإسلامية الشمالية مباشرة وبوضوح والمحبة ما زالت بيننا فلنفتش عنها.

اعتذار غير كاف
اعتذار رئيس بلدية أم الفحم مفيد لكنه غير كاف سيما أنه اليوم خارج صفوفها ومبادرة بعض شخصياتها كذلك. بعد إطفاء هذه التوترات من خلال الاعتذار المحترم من الواجب أيضا النظر للمدى البعيد. هذه فرصة لإطلاق مشروع لاستعادة الطائفة العربية الدرزية. لا فائدة حقيقية بصلح عشائري عماده الخطب الإنشائية الرنانة فالقضية لا تنحصر بالشيخ رائد فتحي والدروز وما تصريحاته والردود القاسية عليها في الشبكة سوى عارض لها.
وهذه مسؤولية كل القيادات العربية بكافة أنواعها من مثقفين وسياسيين ورجال دين يلتقون حول " التعاون على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة