الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 09:02

وقفة مؤلمة مع عالم موحش وعيون أمهات ثكلى تبكي أبناءها / بقلم الشابة: إيمان نجم

كل العرب
نُشر: 22/05/13 08:27,  حُتلن: 13:09

الكاتبة- طالبة أكاديمية في مجال الإعلام من مدينة الناصرة

جميعنا يعرف مدى بشاعة الأمر، عندما يكون الجسد غارقاً في النوم وإذ بأحدهم يقرع الباب ليلاً، كأنه يدق مسماراً في أذنك ليوقظ حواسك من سباتها العميق. نهضت من الفراش ونصف عيناي يعمل ونصفها الآخر لم يستيقظ بعد، فتحت الباب وإذ بي أجد كائناً غريبا يشبه الكائنات الفضائية التي نراها في التلفاز، لشدة الفزع خلت أنني ما زلت نائمة وما هذا إلا كابوس من عالم الكوابيس التي تنتابني أحياناً.

العالم الحقيقي
بعد لحظات وجيزه تعرفت بها على هذا المخلوق وما روايته، أيقنت أنني في العالم الحقيقي وأن هذا المخلوق أضل طريقه من كوكب آخر ووصل بالخطأ إلى كوكب الأرض واصفاً هذا الخطأ بالفادح. رفعت حاجبي كعلامة تعجب على وصفه هذا، وعلى ملامحه الحزينة التي تتوسطها عينان يملؤها بريق دموعٍ وشيكة على الإنهيار، سألته ما به بنبرة يملؤها الفضول والشفقة في آن واحد، أجابني بنبرة بائسة كأنها أنغام موسيقى حزينة جدا:
"أحس بأن روحي تتقلص شيئا فشيئا وانني لا اقوى على تنفس الصعداء، عالمكم يا سيدتي عالم بشع، جلت الكوكب كله ومعظم ما أبصرته هو عيون باكية
عيون أمهات ثكلى تبكي أبناءها الذين لاقوا حتفهم في الحروب والصراعات
عيون زوجات تتحرق شوقاً لرؤية أزواجهن القابعين في السجون بسبب ميزان عدالة ظالم
عيون أولاد تبكي بحرقة على أمهاتهم اللواتي قتلن بحجة "الشرف" أمامهم
عيون رجل تتوق إلى النوم لأن ضميره يعمل ليلاً ويرسم له صورة أخيه الذي قتله بيديه في لحظة غضب
عيون فتاة مراهقة حائرة تتطلع تارة في الكتاب وتارة في المرآة خائفةً من "شبح العنوسة"
عيون أخ تراقب تحركات شقيقته وتعمل بعزيمة على قمع أية مشاعر عاطفية
عيون أطفال تبحث عن ماء وقوت لتؤجل تقلص امعاءها وتكشف عظامها
عيون عائلة ترتجف وسط الظلام في أعقاب سلب أو هدم بيتها".

عالم موحش
فجأة لم يستطع المخلوق العجيب إكمال كلامه وتمتم ببعض كلمات مستنفذاً كامل دموعه، إكتشفت لاحقاً أن دموع هذا المخلوق العجيب أشبه بالدماء في عروق البشر، أما عروقي أنا فما زالت تسير بها آخر كلمات تمتم بها المخلوق العجيب وهو يحتضر: "عالمكم يا سيدتي عالم موحش".

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة