الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 01:02

خطورة العصبية الطائفية والقبلية على المجتمع العربي/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 21/05/13 14:25,  حُتلن: 14:31

 د. صالح نجيدات في مقاله:

مبنى مجتمعنا العربي كله بما فيه الشعب الفلسطيني مكون من قبائل وحمائل وهذا المبنى يكرس الطائفية ويغذيها ويعيق تقدم مجتمعنا الى الأمام

استغل اعداء الأمة هذه العصبية وهذا الضعف والانقسام وعدم وعي الأمة وصبوا فوق نار العصبية الزيت فاشتعلت وتأججت نار الطائفية وحرقت ودمرت كل شيء حولها

من أخطر الأمور أن نورث اولادنا النعرات القبلية والطائفية ونسعى الى هدم كيان المجتمع بالتفرقه وعيب علينا أن نمزق النسيج الاجتماعي بتصرفاتنا الطائفية المقيتة

إن سرطان العصبية الطائفية والقبلية يهدد مجتمعنا العربي من المحيط الى الخليج، فقد تشرذم المجتمع وانقسم على ذاته واصبحت الطائفية في كل بقعة من بقاع عالمنا العربي والاسلامي كالسرطان ينتشر في جسم وعقول هذه الأمة فنرى الحروب المدمرة بين ابناء البلد الواحد تأكل الاخضر واليابس وتدمر الاوطان وترمل النساء وتيتم الاطفال وتدمر الاقتصاد والحضارة، وفرقت الأمة كما هو في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها من الدول العربية والاسلامية، فقد ابتليت الأمة بقيادات جاهلة وأنانية وغير وطنية ودكتاتورية همها الاول مصالحها الشخصية على حساب شعوبها ووطنها.

ظاهرة الطائفية
إن مبنى مجتمعنا العربي كله بما فيه الشعب الفلسطيني مكون من قبائل وحمائل وهذا المبنى يكرس الطائفية ويغذيها ويعيق تقدم مجتمعنا الى الأمام. إن العصبية القبلية والطائفية تكون وليدة البيئة والتربية العائلية والجاهلية، وظاهرة الطائفية ظهرت عندما ضعفت الهوية الوطنية فلذا ظهرت هوية القبيلة والطائفة والمنطقة.

اعداء الأمة
لقد استغل اعداء الأمة هذه العصبية وهذا الضعف والانقسام وعدم وعي الأمة وصبوا فوق نار العصبية الزيت فاشتعلت وتأججت نار الطائفية وحرقت ودمرت كل شيء حولها واستغلوا انهماك الأمة بالاقتتال الداخلي ونهبوا خيراتها . وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب " وقال: "العصبية نتينه فاتركوها" وقال: "من مات منا على عصبية فهو ليس منا".
الله عز وجل قال: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا" ولم يقل لتتحاربوا وليقتل بعضكم بعض. نتيجة الاقتتال القبلي والطائفي فقد قتل مئات الآلاف من الشعب العربي من أجل الحفاظ على كرسي "الزعيم" لكي يبقى في السلطه فليحترق الوطن ويدمر من أجل بقاء الزعيم وزمرته في السلطة.

قسوة وحقد
ما هذا الغضب الذي حل على هذه الأمة؟ ما هذه القسوة والحقد الذي يملأء قلوب الناس؟ أهذه قيم الاسلام؟ على مر التاريخ لم تحصل مثل هذه المذابح وسفك الدماء بين أبناء البلد الواحد. أين الرحمة؟ أين نحن من تعاليم الاسلام؟ أين علماء الأمة ومثقفيها من هذا الاقتتال والتشرثم والانقسام؟ الكل يتفرج على ما يجري دون اكتراث. تشوهت صورة الاسلام الذي هو بريء من هذا النهج، اصبحت الأمة اضحوكة امام الأمم الأخرى.

اليأس والاحباط
إن الطائفية تدمر وتقوض اركان المجتمع وثرواته وتجعل العيش فيه مستحيلا وتخل بالأمن والسلم الاهلي وتخلق اليأس والاحباط لدى الناس. إن من أخطر الأمور أن نورث اولادنا النعرات القبلية والطائفية ونسعى الى هدم كيان المجتمع بالتفرقه وعيب علينا أن نمزق النسيج الاجتماعي بتصرفاتنا الطائفية المقيتة. يجب أن نحترم بعضنا البعض ونضع منهاجا تربويا في مدارسنا وبيوتنا يناقش هذا الموضوع الحساس وعلينا تقبل الآخر واستعمال لغة الحوار بدلا من لغة العنف في حل المشاكل وكما قال المثل: الدين لله والوطن للجميع.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة