هي على استعداد ان تفعل أي شيء من اجل دولة اسرائيل بما فيها التجند للخدمة العسكرية الاسرائيلية

الشابة:

هذه الاهانة جعلتني افكر بعدم التجند للخدمة العسكرية بالرغم من انني ما زلت احب دولة اسرائيل

افكر في ان أخوض انتخابات الكنيست، باسم قائمة جديدة اسمها "حياة مشتركة" وهذه احدى اهدافي من اجل تعزيز وتوطيد العلاقات العربية اليهودية

الامر المفاجئ بالنسبة لي كان عندما قام رجال الامن بوضع حقائبنا داخل اكياس القمامة واجبرونا على ان نسير بها وهي بداخل الاكياس الأمر الذي جعل مسافرين اخرين ينظرون الينا وكأننا مشتبهين

صديقة الشابة تقول لها:

تستحقين ما تعرضت له من تفتيش اذ انك كل الوقت تقولين انك تحبين الشعب الاسرائيلي والمقابل يعاملونك بطرق غير مقبولة

 تعقيب سلطة المطار:

الفحوصات التي تجرى تتم بصورة التي يتم بها المحافظة على احترام أي مسافر مهما كان

تواصل شابة (23 عامًا) من سكان منطقة المثلث الجنوبي مسيرتها التعليمية والعملية، وتحمل في طياتها الكثير من الافكار التي قد ينتقدها مجتمعنا العربي بشدة، لكنها قررت ان تعمل بما تؤمن به، دون أي اهتمام لأي انتقادات من حولها. الشابة قامت بتغيير اسمها العربي الى اسم يهودي، وهي تعرف نفسها على انها مواطنة اسرائيلية ومسلمة، وتعتز بذلك، وهي على استعداد ان تفعل أي شيء من اجل دولة اسرائيل، بما فيها التجند للخدمة العسكرية الاسرائيلية، وهي تشعر في هذه الايام بالإهانة، بسبب عملية التفتيش التي تعرضت لها في المطار خلال عودتها من رحلة استجمامية من ايلات قبل عدة اسابيع، حيث لم تتوقع ان تعامل بمثل هذه المعاملة على حد تعبيرها، كونها تخدم في الخدمة المدنية.

إلزام الشابتين بحمل اكياس القمامة أثناء السير
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع الشابة قالت:" قبل عدة اسابيع سافرت انا وصديقتي الى ايلات في الطائرة، وخلال عودتنا، تم توقيفنا على يد رجال الامن، وقاموا بفحص الحقائب بدقة، ووجهوا الي بعض الاسئلة مثل من اين انت؟ وكيف تعرفت على صديقتك؟ حيث ان عملية الفحص لم تكن طبيعية، عندها قلت لصديقتي ان "هذا التفتيش كوننا عربيتين، ومن جهة اخرى من حقهم اجراء أي تفتيش" -. الامر المفاجئ بالنسبة لي كان عندما قام رجال الامن بوضع حقائبنا داخل اكياس القمامة، واجبرونا على ان نسير بها وهي بداخل الاكياس، الأمر الذي جعل مسافرين اخرين ينظرون الينا وكأننا مشتبهتين، على الرغم من انه كان في نفس المكان الكثير من المسافرين العرب، ومن بينهم نساء محجبات، ولم يتم تفتيشهن".

معايرة صديقة الشابة لها
ومضت وهي تقول:" عندما رأيت هذا الاسلوب من التفتيش، توجهت الى المديرة المسؤولة وأخبرتها بما حدث، وقالت لي ان كل قضية تتعلق برجال الأمن المطار يعتبر مسؤولا عنها وحتى هذا اليوم لا اعرف من الجهة المسؤولة عن تلك الاعمال، حيث قلت للمسؤولة في وقتها بأنني خدمت في الخدمة المدنية، ولا يمكنني ان أقوم بأي عمل قد يمس بأمن الدولة، وخاصة انني اعرف نفسي بانني عربية اسرائيلية، وغير مستعدة لان اقوم بأي عمل ضد الدولة. عندها اعتذرت المسؤولة، لكن هذا الاعتذار لن يهدئني". وقالت ايضا:" عندما واجهنا هذا الموقف قالت لي صديقتي "تستحقين ما تعرضت له من تفتيش، اذ انك كل الوقت تقولين انك تحبين الشعب الاسرائيلي، والمقابل يعاملونك بطرق غير مقبولة".

التراجع بفكرة الخدمة العسكرية
ومضت قائلة:" انا جدا غير راضية مما حدث، حتى انني فضلت عدم اخبار أي شخص في هذه القضية حتى والدتي، لأنه اذا تحدثت الجميع سيقولون لي تستحقين ذلك، لا سيما ان هذه الاهانة جعلتني افكر بعدم التجند للخدمة العسكرية، بالرغم من انني ما زلت احب دولة اسرائيل، واشعر بالقوة، ولن اعطي أي شخص بأن يحطم المحفزات التي امتلكها". ومضت الشابة في الحديث عن نفسها قائلة:" انا عربية اسرائيلية وافتخر بذلك، لكن ما يحصل في هذه الدولة، انه عندما اقول بانني عربية فلسطينية ومواطنة في دولة اسرائيل، الشعب الاسرائيلي يظن بانني ضد الدولة، وبعد ان تعرضت للإهانة خلال عودتي من السفر شعرت ان الدولة لا تقبلنا، ودائما ينظرون الى المواطنين العرب فيها على انهم مخربين".

نجمة داهود وعلم إسرائيل في غرفة النوم
واكملت حديثها قائلة:" كنت اريد ان اتجند للخدمة العسكرية، حتى انني قدمت نفسي لوظيفة شاغرة في الجيش الإسرائيلي، لكنني لم احصل على أي رد حتى الان، لكن كل ما تعرضت له جعلني اشعر انه حتى لو خدمت في الجيش، فلن اتلقى الاحترام اللازم، لأنني عربية، على الرغم من انه من الصعب ايجاد يهودي صهيوني يؤمن بالدولة مثلي، حتى في غرفة نومي علقت نجمة داوود، ويوجد رسمة للعلم الاسرائيلي، وصورا لجولدا مئير، وكل ذلك فما زلت متأثرة من قضية الاهانة في المطار".

الدخول للإنتخابات بقائمة جديدة
الشابة من المثلث الجنوبي تفكر بان تدخل انتخابات الكنيست في قائمة جديدة:" انا جدا افكر بأن اخوض انتخابات الكنيست، باسم قائمة جديدة اسمها "حياة مشتركة"، وهذه احدى اهدافي من اجل تعزيز وتوطيد العلاقات العربية اليهودية، والعمل على تغيير المجتمع. ولا بد ان اذكر انه قبل فترة التقيت مع احد من اعضاء الكنيست العرب وقلت له بانك لا تمثل المواطنين العرب في اسرائيل، بل دائما منشغلا في قضايا الاراضي الفلسطينية".

ضد إعادة حدود ال 67
كما تحدثت عن المجتمع لعربي قائلة:" الكثير من ابناء الوسط العربي لا يقبلونني، لأن الايدلوجية التي اسير عليها تختلف عنهم كليا، وهذا الامر ينطبق ايضا داخل عائلتي، فعلى سبيل المثال افراد عائلتي يصوتون لأحزاب عربية، بينما انا غير مستعدة لان أصوت لأي قائمة عربية ولا حتى يسارية، لان تلك الاحزاب ستطالب بإعادة حدود ال 67، واذا تم اعادتها فسوف يطلبون المزيد، وبهذا ستبقى اسرائيل مهددة وصغيرة"

لا يمكن ان اهرب من الواقع
 واستمرت قائلة:" حتى هذا اليوم انا ابحث عن هويتي، كنت مع احزاب عربية وشاركت في مظاهرات، وحاولت ان اشعر بأنني فلسطينية، لكن هذا الامر لم يعطيني شيئا، بل كنت ذات مرة مهدد بالاعتقال. في الوقت الذي قررت فيه ان اشعر بأنني اسرائيلية، الوضع كان افضل، لكن ما زال الشعب اليهودي ينظر الينا بأننا عرب لسنا مواطنين إسرائيليين، وفي الوقت نفسه لا يمكنني ان اهرب من الواقع الحقيقي والكذب على نفسي بأننا عرب فلسطينيون، وهذا هو اصلنا، تماما مثل أي يهودي من اصل عراقي، روسي، يمني وغير ذلك".

الفتاة كانت متديّنة
وتابعت:" بالفعل كنت البس على راسي، وكنت مقتنعة في ذلك، لكنني شعرت ان هذا اللباس لا يلائمني، كما انه يوجد لدي الكثير من الافكار التي سببت لي تهديدات من قبل اشخاص، لكن هذه التهديدات لن تخيفني، وهنالك الكثير من الشابات اللواتي يردن ان يكن مثلي لكن مجتمعنا يقف امامهن حاجزا، اذ من حق كل انسان ان يفعل ما يؤمن به".

تعقيب مطار ايلات
 هذا ووصل تعقيب من مطار ايلات جاء فيه ما يلي:"ان كل ما يتعلق في أي قضية برجال الأمن فهي من مسؤولية المطار وليس من مسؤوليتنا".

 تعقيب سلطة المطار
 وجاءنا التعقيب من سلطة المطارات كتب فيه :" الفحوصات الامنية التي تتم هي من أجل المحافظة على سلامة المسافرين، وهذا ما تم توضيحه للشابة التي قدمت الشكوى، ومن المؤسف انها تفكر بمثل هذه الطريقة".وجاء في التعقيب ايضا:" يجب التشديد على ان سلطة المطار مسؤولة عن سلامة وامان اكثر من 15 مليون من المسافرين في السنة، والفحوصات التي تجرى تتم بصورة التي يتم بها المحافظة على احترام أي مسافر مهما كان".