الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 06:02

لماذا يفشل الأهل في الحوار مع أبنائهم؟ /بقلم:الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 17/05/13 08:48,  حُتلن: 07:37

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

أسباب غياب الحوار ترجع إلى كثرة مشاغل الأهل وعدم القدرة على الموازنة بين مطالب العمل والأسرة

عدم الانتباه للأبناء يترتب عليه فقدان الأولاد للحنان والإنتباه من قبل الأهل وهذا يؤدي أحيانا إلى جعل الأولاد عجينة لينة في يد أصدقاء السوء وتوريطهم مع القانون وارتكاب الجرائم 

الحوار أمر مهم بين الآباء والأبناء فلا تكون العلاقة مبنية على عقاب وثواب وحساب فقط بل يجب بناء جسور الصداقة والأخوة بين الأب وابنه حتى لا يبحث الأبناء عمن يتفهم مشاعرهم وحاجاتهم خارج نطاق الأسرة

الأم هي أساس الأسرة فإن كانت مشغولة بالخروج للعمل أو بأشياء أخرى وتعود إلى المنزل منهكة ولا تقوى على متابعة تعليم وتدريس أبنائها وسماع مشاكلهم وتوجيههم والحوار معهم فإن الأولاد سيخسرون الشيء الكثير

إنّ إنهماك الأهل في أعمالهم أحيانا يأتي على حساب مصلحة الأولاد وتربيتهم الذين افتقدوا من يعلمهم السلوك القويم ويشرف على تنمية شخصياتهم وتثقيفهم من خلال المتابعة والحوار البناء. فالتفكك الأسري وانحراف الشباب من أهم نتائج افتقاد الأسرة لغة الحوار، فالأسرة هي منشئة وصانعة الأجيال وأي خلل فيها له تأثير سلبي على تربية الأولاد لأن فساد الأولاد هو من إهمال الآباء.

غياب الأم وتأثيره
الأم هي أساس الأسرة فإن كانت مشغولة بالخروج للعمل أو بأشياء أخرى وتعود إلى المنزل منهكة ولا تقوى على متابعة تعليم وتدريس أبنائها وسماع مشاكلهم وتوجيههم والحوار معهم فإن الأولاد سيخسرون الشيء الكثير. إن أسباب غياب الحوار ترجع إلى كثرة مشاغل ألأهل وعدم القدرة على الموازنة بين مطالب العمل والأسرة أو جهل الوالدين والخلاف في وجهات النظر بينهم أو عناد الأب على رأيه وتسلط الأب على أبناء ألعائلة .

أصدقاء السوء
فخروج الأم والأب للعمل وعدم الإنتباه للأبناء يترتب عليه فقدان الأولاد للحنان والإنتباه من قبل الأهل وهذا يؤدي أحيانا إلى جعل الأولاد عجينة لينة في يد أصدقاء السوء وتوريطهم مع القانون وارتكاب الجرائم مستقبلا لان غياب دور الوالدين التوعوي في حياة الأبناء يؤدي إلى تفجير المشاكل بين أفراد الاسرة وانقطاع الحوار الأسري يعنى فقدان التواصل بين أفراد العالئلة الواحدة وقطع أواصر التلاحم بينها .

أهمية الحوار العائلي
بلا شك، أن انقطاع الحوار بين أفراد الاسرة يولد حياة خالية من النبض والمحبة ويقضي على التفاعل الأسري ويؤدي إلى حالة من الانزواء والإنطواء ويترتب عليها إن الأطفال لا يتعلمون كيفية الحوار ولاتصال مع الآخرين والعالم من حولهم وتكوين علاقات ناجحة فكلما كان الاتصال بين الوالدين سليما نخرج للمجتمع رجالا وبنات صالحين وقادرين على تحمل المشقة والأعباء.


وأهم أسباب الفشل في الحوار مع الأبناء أسلوبان خاطئان :
الأسلوب الأول هو لا اريد أن اسمع شيئا والأسلوب الثاني هو أسلوب التحقيق؟
الأسلوب الأول: هو إننا نرسل لأولادنا عبارات " التسكيت "والتي هي لا اريد أن اسمع منك شيئا مثل عبارات "بعدين بعدين " أو " أنا مش فاضي " "خلاص خلاص " " روح لامك " " روح لأبوك " وغيرها من عبارات .أو التظاهر بالانشغال .
أما ألأسلوب الثاني: هو التحقيق ، فالأب هو المتسلط الذي يسأل والأبناء هم يجيبون وهذا الأسلوب ينعدم فيه الحوار ويسود التوتر والخوف جو النقاش وهذا الأسلوب يجعل الأولاد يستعملون أسلوب الكذب حتى ينجوا من عقاب الأب المتسلط لكي يتجنبوا أوضاع محرجة.

بناء جسور صداقة بين الآباء والأبناء
لذلك فالحوار أمر مهم بين الآباء والأبناء ، فلا تكون العلاقة مبنية على عقاب وثواب وحساب فقط بل يجب بناء جسور الصداقة والأخوة بين الأب وابنه حتى لا يبحث الأبناء عمن يتفهم مشاعرهم وحاجاتهم خارج نطاق الأسرة ويؤدي بهم إلى الضياع وحتى لا ينقلب وضع الاسرة حياة لا تطاق . قال المثل العربي : " إن كبر ابنك خاويه " أي عاملة باللطف واللين والاحترام.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة