الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 14:01

للأمهات: إلهام دويري تابري ترد على أسئلتكم

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 14/05/13 21:41,  حُتلن: 09:40

إلهام دويري تابري:

أسئلة الأطفال تتدرج مع تطور العمر وتتميز أسئلتهم في المرحلة العمرية الأولى بفاتحة مفرداتها هي: (ليه... وشو... )

لغة الطفل في تلك المرحلة مفرداتها محدودة ولكنه بحاجة للارتباط العاطفي مع محيطه من الكبار والوسيلة المتاحة له للتواصل الإيجابي والجميل هي طرح الأسئلة

لماذا تحرجني أسئلة أطفالي التي لا تنتهي؟

سؤال:
أنا أم لأربعة أطفال. أكبرهم بجيل الثامنة وأصغرهم بجيل سنة ونصف. جميعهم يسأل ويسأل... أسئلة الطفلين الصغيرين تسبب لي الإزعاج بسبب تكرارها. هم لا يرتاحون أبدًا. يكررون السؤال مرات ومرات. أما أسئلة الولدين الكبيرين فهي محرجة وتسبب لي الخجل، وأحيانًا أتهرب منها ولا أعرف الأسلوب المناسب للرد على استفساراتهم التي لا تنتهي أيضًا.


ما الحل وكيف أتعامل معهم؟

الجواب:
من بداية السنة الثانية ومع تطور اللغة يلجأ الطفل لطرح أسئلته المتكررة والتي لا تنتهي. بمقدور الأهل الرد بجواب قصير يناسب جيله الصغير. في مرحلة عمرية متقدمة تتطور شخصيته وتكثر تساؤلاته، والتي تحتاج لجواب مناسب يشبع حاجاته المعرفية والاستكشافية المتنوعة.

ما هو نوع أسئلة الطفل في السنة الأولى من عمره وما هو هدفها؟
أسئلة الأطفال تتدرج مع تطور العمر. تتميز أسئلتهم في المرحلة العمرية الأولى بفاتحة مفرداتها هي: (ليه... وشو... ). هدفها فقط التواصل مع محيطه الاجتماعي من الكبار. لغة الطفل في تلك المرحلة مفرداتها محدودة، ولكنه بحاجة للارتباط العاطفي مع محيطه من الكبار. الوسيلة المتاحة له للتواصل الإيجابي والجميل هي طرح الأسئلة. بعدما كان البكاء هو وسيلة تواصله فأصبح بمقدوره التعبير باللغة عن حاجاته ورغباته، لذا لجأ للاستفسار.
هذا النوع من الأسئلة من سماته التكرار ليس بهدف تلقي الجواب، وإنما الهدف منه هو الارتباط العاطفي مع بيئته الاجتماعية المحيطة به. احترام أسئلته بتقديم جواب مناسب يقوي ثقته بنفسه ويزيد من تقديره الذاتي.
من الأساليب المناسبة والتي تدل على احترامه، هي الإجابة القصيرة المباشرة. للخروج من التكرار يمكن للأهل بعد الجواب الانتقال الفوري وبأسلوب درامي لحالة حسية مثيرة بديلة ومناسبة مثل: (ما هذا الصوت؟ أسمعت مواء، عواء، تغريد ؟ هيا نخرج لنرى الطير...).
عبارات حسية درامية قصيرة تحوّل انتباهه وتبعده عن تكرار سؤاله الآلي. من المهم الابتعاد عن الضجر من تكرار أسئلته أو الانفعال العصبي.

ما هو نوع الأسئلة في المرحلة الثانية؟
حواس الطفل منذ ولادته يقظة ومثارة وباستمرار. في المرحلة الثانية تطورت لغته وأصبحت غنية بمفرداتها. حاجته للمعرفة أخذت تستفز قدرته الذهنية. هو الآن أصبح يسأل عن كل ما يشد انتباهه، ويثير ملاحظاته بمجالات بيئته الواسعة من ظواهر طبيعة متقلبة، تصيف، ومقارنة ومعرفة أسباب المختلف والمتشابه... هو يتعجب من...، يلاحظ أنواع نبات، أشكال حيوانات، أنواع ناس وألوانها مثل، السمين، الأسمر، الصيني، الإعاقة إلى ما ينبه شمه، ما يشد سمعه، ما يثير لمسه...
من المهم تقديم جواب يشبع حاجته للمعرفة وشرح معلومات بلغة مفهومة وبجمل قصيرة ومباشرة. لا للاستطالة ونعم للاستعانة بالموسوعات مع الصور التي تساعد على الفهم. بمقدور الأهل أحيانًا، وللتنويع بالرد على سؤاله بسؤال بديل مثل، (لماذا حسب رأيك هو لونه أسود، عيناه مشدودتان، مشيته، وزنه...؟). أسلوب كهذا يعطي الأهل فرصة للاستماع لاستنتاجاته ولنوع ملاحظاته، أساليب تحليله وتفكيره. المهم هنا هو احترام استفساراته وتقدير ملاحظاته والعمل دومًا على إثارته للمزيد من تواصله وحب استطلاعه.

ماذا عن أسئلة الأطفال المحرجة للأهل؟
تتطور أسئلة الأطفال فتذهب للاستفسار عن الولادة، الموت، الوجود، وأيضًا التوعية الجنسية ومواضيع كثيرة أخرى عميقة غيرها.
ما يضر الطفل هنا هو التهرب بجواب تقليدي، يعتقد الأهل بأنهم بواسطته تخلصوا من حرجهم بالرد مثل: (إنتِ بعدك زغير، ولما تكبر بتعرف. هادا مش وقتو إسا. بعدين بتفهم...).
جواب كهذا يضر بتطور شخصيته السوية ويمس بثقته بنفسه وبتقديره الذاتي المرحلي. مثل هذا الجواب سوف يستفزه ويثير حب معرفته، فيجعله يواصل الاستفسار فيفتش له عن عنوان بديل عن أهله. يلجأ لمصادر خطيرة تزوده بمعلومات خاطئة وربما تضره.

لماذا يتهرب الأهل من تقديم الجواب الصحيح وما هو الأسلوب؟
كثير من الأهل يجهلون أسلوب الرد المناسب وأحيانًا يخجلون من شرح مناسب بالجيل المناسب. بجيل ما قبل التاسعة يحتاج الطفل للتوعية الجنسية بشأن الولادة، الموت، الخالق...
ما يساعد كثيرًا، هو الجواب القصير بدون لف ودوران أو تعقيد. يمكن وعده بموسوعة، تفيده بالكشف عن المعلومات العلمية الصحيحة أو اللجوء للقصة المناسبة، والتي يرافق سردها رسوم تهوّن على الطفل الفهم العلمي أو البيولوجي المطلوب.
قصة (كُشْكُشْ يسأل كيف ولدت) مثلاً، تعطي الطفل جميع المعلومات العلمية والبيولوجية التي يحتاجها في تلك المرحلة. يرافق السرد رسوم موثقة وعلمية واضحة.
قصة (جسم كُشْكُشْ) و (كُشْكُشْ حارس القلعة) تحكي له عن التحرش الجنسي بدون وعظ أو تنبيهات جافة. كل قصة منهما تعمل على توعيته، ذكرًا أم أنثى، وأخذ حذره من أي شخص منحرف، وطبعًا الرسوم الواضحة تساعد الطفل على فهم جميع الوقائع وإمكانيات وقايته.
أما قصة ( كُشْكُشْ يحب الحيوانات) تحكي للطفل عن حادث موت وأسبابه البيولوجية، بأسلوب مبسط وواضح. تتطور القصة فتنتقل لكيفية التعامل مع كل فقدان لقريب أو عزيز.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة