محققون في قسم التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش) التابع لوزارة القضاء، وصلوا الاثنين إلى المستشفى وجمعوا مستندات ووثائق طبية عن حالة المعتدى عليه

"لم يبق أمامنا إلا أن نصلي من أجل أن ينجو أخي صبري من الحالة الخطرة جدًا الموجود فيها"، هذا ما قاله لموقع "العرب" وصحيفة "كل العرب" الطبيب الدكتور منصور الجرجاوي، شقيق الشاب صبري عطوة الجرجاوي (26 عامًا) الذي لا يزال في غيبوبة بعد أسبوعين من حادث الاعتداء عليه من قبل رجال شرطة أشكلون.
وعلم موقع "العرب" أن محققين في قسم التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش) التابع لوزارة القضاء، وصلوا الاثنين إلى المستشفى وجمعوا مستندات ووثائق طبية وجلسوا إلى نائب رئيس قسم العلاج في مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، في خطوة أخرى نحو تقديم لائحة إتهام ضد الشرطيين المعتدين.
وبالرغم من مرور أسبوعين على الاعتداء الوحشي على الشاب عطوة الجرجاوي (متزوج وأب للطفلة بدور ابنة الثلاثة أعوام)، وهو من قرية وادي النعم غير المعترف بها – المحاذية لرمات حوفاف – فان الأطباء يصفون وضعه بالخطير للغاية، وهناك خطر على حياته. ويرقد الشاب في قسم العلاج المكثف بالمستشفى وهو فاقدًا للوعي ويتنفس بأجهزة اصطناعية.
وكان الحادث وقع قبل أسبوعين حين كان صبري وصديقه إسماعيل أبو محارب (20 عامًا)، من بلدة اللقية في النقب، في شاطئ دليلا بأشكلون. وقد وجهت لهما الشرطة شبهة حيازة 9 غرامات من الحشيش وقرصين من الاكستازي. إلا أن المحامي آفي أزولاي دحض هذه الشبهات باسم موكليه، وقال إنه حتى لو كان الأمر صحيحًا فان الحشيش لم يتعد الغرامات الـ15 المسموح بحيازتها قانونيًا للاستعمال الشخصي.

صبري الجرجاوي. بعد أسبوعين من الاعتداء لا يزال في غيبوبة (تصوير: أبناء عائلة الجرجاوي)

ووفقًا لما قاله صديقه إنه كان يجلس مع صديقه في أشكلون وحضر شرطيان تحريان وطلبا منهما أن يبرزا بطاقات الهوية والقيام بتفتيش السيارة. وحين بدآ اخراج الهوية بدأ رجلا الشرطة الاعتداء بالضرب عليهما، ووضعا الأصفاد في يد إسماعيل، إلا أنهما استمرا في ضرب صبري في جميع أنحاء جسمه، حتى أغمي عليه. ويقول الأطباء إن قبله توقف عن النبض وأم الدم توقف عن الجريان إلى رأسه لمدة نصف ساعة تقريبًا ما أدى إلى إصابته بصورة بالغة الخطورة.
ويروي أبناء العائلة، أن رجلي الشرطة استمرا بضرب صبري حتى بعد أن فقد وعيه، وبعد أن فهما أنه "كجثة هامدة امامهما"، استدعيا سيارة شرطة والتي قامت بدورها باستدعاء سيارة إسعاف مكثف. ويجرى الأطباء حاليًا عمليات جراحية لصبري الذي يعاني من كسر في الوجه والأضلاع من شدة الضربات التي تعرض لها من قبل رجلي الشرطة الذي استعمل أحدهما ضوء إنارة ثقيل في الاعتداء عليه. وتم اعتقال إسماعيل في المكان، حيث تم اطلاق سراحه بعد أن فهمت الشرطة أنه لا يوجد لديهم أي امكانية لتمديد اعتقاله في مثل هذه الظروف. وقال المحامي أزولاي لموقع "العرب": "لقد قام رجلا الشرطة بضرب صبري في الجزء العلوي من جسمه وعلى راسه لمدة طويلة. نحن نرصد عن كثب عمل وحدة التحقيق مع رجال الشرطة، من أجل متابعة القضية".
وكان المحامي توجه إلى وزير الأمن الداخلي آفي ديختر وعدد من أعضاء الكنيست بهذا الصدد، ليتابعوا قضية الاعتداء بوحشية على صبري الجرجاوي".
وينهي الدكتور منصور الجرجاوي بالقول: "نحن نفكر الآن في وضع أخي. أملنا بالله كبير لأن الطب لا يستطيع عمل الكثير في مثل هذه الحالات. هو موجود تحت العلاج الطبي ونرجو الله أن يستيقظ".