الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 18:02

أبناء سخنين..أسطورة فلسطينية أثبت وجودها/بقلم:محمد العمري

كل العرب
نُشر: 11/05/13 19:59,  حُتلن: 08:56

محمد العمري في مقاله:

إرتبط اسم بلدة سخنين بهبة أبناء شعبنا في أراضي الـ48 ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل 37 عاما

فريق أبناء سخنين نجح بالأمس القريب في ضمان البقاء في دوري الدرجة العليا لموسم جديد وجاء هذا الضمان من بوابة أكثر الفرق عنصرية في إسرائيل وهو "بيتار القدس

العنصرية الإسرائيلية لا تتوقف على فريق اتحاد أبناء سخنين في الداخل أو "إخاء الناصرة" و"أبناء اللد" الذين يلعبون في دوري الدرجة الممتازة الإسرائيلي كممثلين للعرب أيضا، ولكن تمتد إلى أنديتنا ومنتخباتنا

الفريق السخنيني حبس أنفاس جماهيره العربية وعشاقه حتى ختام منافسات الدوري خاصة أن بدايته كانت سيئة في انطلاق مشواره بالدوري وتعرض لعدة هزائم متتالية واقترب كثيرا من قاع الدوري

لا بد من تقديم الدعم الكامل للفريق من كل النواحي وجعله منافسا قويا ينافس على اللقب في الموسم المقبل وعدم الاكتفاء بالمنافسة على البقاء وهذا يحتاج إلى تعاون وتكامل من الجميع في سخنين وغيرها

إرتبط اسم بلدة سخنين بهبة أبناء شعبنا في أراضي الـ48 ضد الاحتلال الإسرائيلي قبل 37 عاما، فجاء فريقها لكرة القدم "اتحاد أبناء سخنين" ليكمل مسيرتها في النضال ضد المحتل وعنصريته كمشارك يرفع لواء فلسطينيي الـ48 كممثل وحيد في دوري الدرجة العليا الإسرائيلي.  فريق أبناء سخنين نجح في ضمان البقاء في دوري الدرجة العليا لموسم جديد، وجاء هذا الضمان من بوابة أكثر الفرق عنصرية في إسرائيل وهو "بيتار القدس" والمعروف عنه وعن جماهيره كرههم الشديد وغير المحدود للعرب والمسلمين ويتجلى ذلك في مباريات الفريق في الدوري.

منع تطورها ومشاركتها
العنصرية الإسرائيلية لا تتوقف على فريق اتحاد أبناء سخنين في الداخل أو "إخاء الناصرة" و"أبناء اللد" الذين يلعبون في دوري الدرجة الممتازة الإسرائيلي كممثلين للعرب أيضا، ولكن تمتد إلى أنديتنا ومنتخباتنا وضد الرياضة الفلسطينية ككل في محاولة لمنع تطورها ومشاركتها في المحافل العربية والدولية، ما يؤكد عنصريتهم في مختلف الميادين. ورغم هذه العنصرية الواضحة والتي تزداد يوما بعد يوم، فلا أحد يحرك ساكنا ويفرض عقوبات على إسرائيل لما تمارسه من أفعال عنصرية، علما أن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية تهدد بمعاقبة وإيقاف كل من يمارس العنصرية، ولكن هذه العقوبات لم تطل إسرائيل حتى اللحظة.

إختيار "بيتار"
وبالعودة إلى أبناء سخنين، فإن نجاحه في اختبار "بيتار" لا يعني الفريق أو البلدة وحدها ولكنه بلا شك يعني المواطنين كافة في الداخل، وظهر هذا من خلال الحضور الجماهيري الكبير لتشجيع اللاعبين طوال الـ90 دقيقة، كما يعتبر هذا إنجازا لنا باعتبار الفريق ممثلا للكرة العربية بالداخل، وشوكة في حلق العنصرية الإسرائيلية التي لا تريد أن يكون هناك أي تمثيل للعرب في دوري الدرجة العليا.

حبس أنفاس الجماهير
الفريق السخنيني حبس أنفاس جماهيره العربية وعشاقه حتى ختام منافسات الدوري، خاصة أن بدايته كانت سيئة في انطلاق مشواره بالدوري وتعرض لعدة هزائم متتالية واقترب كثيرا من قاع الدوري، لكن وكما عودنا فإنه استعاد وعيه ولو متأخرا ونجح بضمان البقاء للسنة الخامسة على التوالي في إنجاز كبير يحسب له. ولم يكن مشوار "أبناء سخنين" سهلا كما يتوقع البعض للمشاركة في هذا الدوري، فقد تدرج الفريق الذي أسس عام 1991 عدة درجات حتى وصل لدوري العليا في عام 2003، ليحرز بعدها بعام واحد وفي إنجاز كبير يحسب له ويدون في تاريخه، بطولة الكأس على حساب "هبوعيل حيفا" برباعية مقابل هدف، بفضل تألق نجومه وعلى رأسهم النجم عباس صوان، وغيره من نجوم الفريق آنذاك.

تغلب ومواجهة
هذا اللقب منح الفريق شرف المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، ولعب أولى مبارياته أمام فريق باتيزان تيرانا الألباني وتغلب عليه بمجموع لقائي الذهاب والإياب بستة أهداف لهدف لينتقل للمرحلة الثانية ويواجه الفريق الإنجليزي العريق نيوكاسل يونايتد ويودع البطولة من دورها الثاني. ولعل أبرز إنجازاته في دوري الدرجة العليا كان حصوله على المركز الرابع في موسم 2008-2009، وخاض الدور الأول في المسابقة الأوروبية وتجاوز رينوفا الروماني قبل أن يخرج من الدور الثاني على حساب ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني.
ورغم كل ما حققه فريق اتحاد أبناء سخنين من إنجازات لم نشاهد أي تفاعل أو أي تغطية من إعلامنا الرياضي المحلي لهذا الحدث وكأن الفريق لا يعنينا أو أنه من كوكب آخر، ما يدلل وبكل أسف على الجهل الكبير لوسائل إعلامنا المختلفة -إلا من رحم ربي- بالتعاطي مع الأحداث المهمة والتي تهمنا والتركيز على أخبار الدوريات العالمية.

تقصير وعتاب
إذن، هناك وبكل صراحة تقصير وعتاب شديد على وسائل إعلامنا تجاه هذا الفريق وغيره من الفرق العربية داخل أراضي الـ48 التي تنافس في مختلف الدرجات، لأن من يكتب عن هذه الأندية ومشاركاتها عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. والمطلوب أن يكون هناك اهتمام أكثر وأشمل بالأندية العربية في الداخل وعمل تقارير عن مبارياتها، وعن لاعبيها وما يتعرضون له من عنصرية داخل الملاعب الإسرائيلية، حتى إذا لعبوا في أندية إسرائيلية، خاصة المباريات الحساسة والمهمة، وإعطاء أولوية لها على حساب الكثير من الأخبار غير المهمة التي تتداولها.

تقديم دعم كامل
وفي آخر الكلام، لا بد من تقديم الدعم الكامل للفريق من كل النواحي وجعله منافسا قويا ينافس على اللقب في الموسم المقبل وعدم الاكتفاء بالمنافسة على البقاء، وهذا يحتاج إلى تعاون وتكامل من الجميع في سخنين وغيرها من البلدان العربية باعتبار سخنين ممثلا للعرب وليس لبلدة سخنين وحدها. كما على فريق "أبناء سخنين" والقائمين عليه العمل وبصورة مكثفة على تهيئة الفريق بصورة أفضل والاعتماد أكثر على لاعبي البلدة ولاعبين من داخل الوسط العربي، خاصة اللاعبين صغار السن باعتبارهم مستقبل الفريق، مع تعزيزهم ببعض لاعبي الخبرة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة