أبرز ما جاء في خطاب حسن نصرالله:

المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية اليوم كالارض والهوية، لان الارض من الممكن ان تحتل لمئات السنين ولكن عندما لا يعترف بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة مستمرة ولكن التسليم بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة انتهت

وسائل المقاومة ستستمر باداء هذا الواجب الجهادي الى جانب كل مواقع المقاومة التي تتطلع بكل ثقة الى الانتصار

أطل الأمين العام لحزب الله سماحة حسن نصر الله اليوم الخميس في خطاب مباشر في الاحتفال الذي تقيمه اذاعة النور لمناسبة اليوبيل الفضي لانطلاقتها. وقال السيد حسن نصرالله في كلمته مباركًا لإذاعة النور التابعة للمقاومة وحزب الله احتفالها باليوبيل مؤكد عملها الدؤوب في نشر الكلمة الصادقة وقال:"هذه الاذاعة بدأت كجزء من مسيرة المقاومة بخبرة ناشئة وفتية وبأمل عظيم بالمستقبل وثقة بالنفس باننا قادرون على صنع الانتصار في اي مجال من المجالات. وكما بدأت المقاومة كمجموعة صغيرة، بدأت اذاعة النور بغرفة صغيرة وامكانيات متواضعة وكانت البداية تعبر عن الصفاء والبساطة وعدم التعقيد والمبادرة الذاتية".
واضاف حسن نصرالله:"كما تطورت مقاومة الميدان تطور اعلام المقاومة بنفس الجدية والاخلاص والانتاجية وكان دائما اعلام المقاومة مواكبا لعملها الميداني، فقد كنت دائما عندما التقي بالاخوة في الملاجئ انهم يعملون في المقاومة كما المجاهيدن في الخطوط الامامية وكل في مهمته. اذاعة النور بذلت جهود كبيرة الى ان وصلت الى موقعها المتقدم وكان دورها معروفا ومنشودا وصولا الى التحرير ودورها عام 2000. وصولا الى حرب تموز. الان عليهم ان يشدوا الهمة الى ما بعد ما بعد حرب تموز".

الاعلام الزائف وغير الصادق
وعن الاعلام في العالم والعالم العربي ومصداقيته قال:"لان اذاعة النور هي جزء من اعلام مقاوم وملتزم كان المهم والاهمك الصدق والامانة في القول والفكر والنية والعمل والممارسة، وهذا الالتزام كان حاسما وقاطعا. وبالمنافسات دائما نقول اننا لسنا اعلام منافسة ولا نفتش عن اعلانات،ـ ولكن احيانا بالحرص على السبق الصحفي يتورط الكثيرون بالكذب وتغيير الوقائع وتحريفها. نحن اهل الصدق ويجب ان نكون صادقين ووظيفة وسيلة الاعلام ان تنقل الاحداث لا ان تخترع ولا ان تزور ولا ان تلفق. كنا نقول للاخوة ان نقل بعض الاخبار الصادقة قد يخدم العدو، وليس بالضرورة ان ننقل كل الاحداث ولكن يجب ان لا نزور ونفتري، حتى في الحرب النفسية، الصدق في تجربتنا وخبرنا هو نقطة القوة في اي حرب نفسية خضناها مع العدو. الحرب النفسية التي شنتها المقاومة الى جانب عملها الميداني كان يعتمد على الصدق، اما من يهول ويخترع ويكتشف العدو انه يخترع، فتصبح الحرب النفسية مجرد كلام ليس له اي أثر".
واضاف:"اخطر معضلة يواجهها الكثير من وسائل الاعلام في العالم والعالم العربي ومع كثرة وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وغيرها هي عدم المصداقية والتضليل وافتراء الوقائع والكذب بالسياسة والعلاقات والاخبار وغيرها من المجالات. لا اظن انه حصل في تاريخ البشرية كما يحصل الان في العالم نتيجة ما اتيح من امكانات هذا القدر من تشويه".
وتابع:" يتعمدون الكذب وهم يعرفون انهم يكذبون الى ان وصلنا الى وقت اليوم عندما تشاهد الفضائيات او تسمع الخبر، فعليك ان تدقق لترى الوسائل الاعلامية الثانية ماذا ستقول والمصادر وامكانية تاكيد الخبر، واحيانا يتم نقل اخبار عن معارك طاحنة في اماكن ليس فيها معارك اصلا، في مواجهة من هذا النوع يجب ان نتمسك بصدقنا والتزامنا وامانتنا ونحن لا يجوز لنا ان نفتري على الاخرين او ان نتهمهم زورا وظلما لان هذا السلوك يثبت المصداقية ويصنع النصر، ومع كل خطوة وحركة كان اعلام المقاومة يواكب لذلك استطاع في الجانب الذاتي الذي يتعلق بالمقاومة تثبيت الامة وتبيين الحق والحقيقة والدفاع عن المقاومة امام اتهامات الارهاب وامام اتهامات التبعية ومحاولات الشيطنة وتشويه الصورة مع ان محاولات الشيطنة موضوع عمره 30 سنة، بالاضافة الى الصورة الاخلاقية والصورة الجهادية وصورة الاخلاص والدفاع عن الوطن والامة والمقدسات وساهم في المس بمعنويات العدو، وسائل المقاومة ستستمر باداء هذا الواجب الجهادي الى جانب كل مواقع المقاومة التي تتطلع بكل ثقة الى الانتصار".

وقال نصرالله:"ما يجري في المنطقة يساعد العدو على الاستفادة من الفرص المتاحة والعدو يحسن الاستفادة من الفرص ونحن امة تضيع الفرص. عندما ينظر الاسرائيلي حوله ويجد الساكتين امضوا اكثر سكوتا ويجد ان المهتمين يتم اشغالهم بتحديات خطيرة، فلماذا لا يستفيد العدو؟ وعندما يجد العدو ان النظام الرسمي العربي اكثر استعدادا للتنازل عن الحقوق بعد الربيع العربي. خلال الربيع العربي والصحوات الشعبية كان العدو في حالة رعب شديد. والشعب الفلسطيني كان يطمح ان يجعل الربيع العربي من العرب اكثر تمسكا بالحقوق ولكن عندما يكون هناك وزراء عرب مستعدون للتنازل عن الحقوق فأليس هذا محزنا؟، ثم ان سوريا تواجه حربا قاسية جدا وفي لبنان معروف ما فيه وتفترضون ان ايران محاصرة والنظام الرسمي العربي يتصرف مع فلسطين واللاجئين الفلسطينيين والاقصى وكنيسة المقدس على انهم عبء تاريخي وهو يحتاج الى الظرف والشجاعة ليقول ذلك، لذا نرى كلما سمحت الفرصة انه يقتحم نحو التنازل، وفي يوم من الايام كان هناك اقوال عن ان العالم العربي سيتحرك ان تم المس بالاقصى، للاسف هناك اشخاص يقولون ان الاولوية ليست للمسجد الاقصى. الاولوية اصبحت كيف نقتل بعضنا في سوريا والعراق وكيف ندفع لبنان الى الهاوية".

يهودية اسرائيل
واضاف:"المطلوب اعتراف رسمي عربي وليس فلسطيني فقط بالاعتراف بيهودية الدولة وهذا ما يحمله كيري الى المنطقة، ويجب ان يعرف الناس ما هي مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة على اللاجئين والمقدسات وعلى فلسطينيي 48 وعلى نضالات الشعب الفلسطيني منذ مئات السنين، ولكن للأسف هيهات هيهات فأولئك الأشخاص ليسوا جاهزين لان يدفعوا الاموال للمسلمين السنة في الصومال الذين يموتون من الجوع وليسوا مستعدين لان يقدموا دعما حقيقيا للمقدسيين ليبقوا في ارضهم ولو ثمن مدينة رياضية واحدة من كرة القدم العالمية، ولكنهم جاهزون ليدفعوا لليهود الاموال والتعويضات".

الشعب الفلسطيني
وقال:"هناك مخاطر كبيرة وجمة حضارية وبيئية واقتصادية وديمغرافية وغيرها يجب ان تشرح. من جملة المساعي الاسرائيلية ان ما يجري الان في ما يتعلق بالمسجد الاقصى نفسه، من الاعتداء على المقدسيين وتدنيس القدس واعتقال مفتي فلسطين. الشعب الفلسطيني يدافع عن المسجد الاقصى بلحمه العاري وصدره ونسائه واطفاله كما رأينا امس، فنقول لهم القدس، يقولون سوريا! هناك خشية حقيقية من تحويل دخول المستوطنين الى المسجد الاقصى امر طبيعي، قبل ان نصل الى موضوع بناء الهيكل، وان كل اخ فلسطيني واخت فلسطينية، وهذا الشعب المضحي الشريف الذي تحمل ما لا يطاق، وهو الشعب المخذول والمتاجر به، فعلى ماذا نراهن؟ يجب ان نسأل فلسطين ولبنان والعراق والاردن وسوريا والمنطقة كلها الى اين؟ وان نحسم موقفنا.

العدوان الاسرائيلي على سوريا
وعن العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا قال سماحة السيّد حسن نصرالله في خطابه:"سمعنا الكثير من المواقف والتحليلات. يجب ان نتوقف عند المشهد العام والتحديات الموجودة في المنطقة عندما أتى العدو الاسرائيلي وقصف دمشق وتحدث العدو الاسرائيلي عن عدو العدو وصديق الصديق، وهذه من معياراتنا الاسلامية. اليس هذا العدو هو الاساس؟، طبعا الاسرائيلي له اهداف وهو يحاول ان يحقق هذه الاهداف. دائما من اهدف العدو الاسرائيلي واهداف غيره اخراج سوريا من معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي. سوريا لم توقع على معاهدة للسلام مع اسرائيل كما الدول الباقية ولكن الكل يعرف ما علمت سوريا، وان اتى يوم يقول فيه اخواننا المقاومين الفلسطينيين في الجلسات الداخلية سيقولون ان لم يقدم احد دعم لنا كما قدمه نظام الرئيس بشار الاسد".
 وتابع:"الاسرائيلي قصف دمشق، ولست انا من يقول ما هي الاهداف التي قصفت بل القيادة السورية، ولكنه يريد ان يقول ان استهداف سوريا هو لاخضاع سوريا واخراجها من معادلة الصراع من العدو، وهدف الغارات هو خروج سوريا نهائيا من معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي، غير ان كل ما حكي عن ان هناك 300 قتيل في سوريا هو اكاذيب وهناك فقط 4 شهداء حسب معلوماتي وهم من العسكريين الذين كانوا يحرسون المكان".
اما عن الرد فقال:"هناك محبون يريدون سوريا ان تقصف بفلسطين المحتلة وهناك مبغضين يريدون سوريا ان تقصف في فلسطين المحتلة. لكن الرد السوري هو ان يقول السوريون خذ علما ايها الاسرائيلي ان سوريا ستعطي السلاح للمقاومة" وهذا قرار استراتيجي كبير، واكثر من هذا، ان سوريا ستعطي المقاومة سلاحا اعلى واقوى. دلوني على نظام عربي يجرؤ على اعطاء بندقية للمقاومة وليس سلاحا نوعيا، من الربيع العربي وغيره، هذا الرد هو اكبر بكثير من القصف في فلسطين المحتلة. الرد الثاني هو فتح الجبهة للمقاومة الشعبية في الجولان وهذا طبيعي، فرضتم حربا على سوريا فهذا يعني ان المقاومة الشعبية في الجولان اصبحت متاحة، اما ما هو مخفي عنكم ان الاسرائيليين ارسلوا رسائل تطمينات ورسائل تهدئة".

سلاح المقاومة
وقال نصرالله:"نحن في المقاومة في لبنان نعلن اننا مستعدون على ان نستلم سلاحا نوعيا مهما كان وان نحمي هذا السلاح وسندفع بهذا السلاح عن العدوان ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا،  اننا في المقاومة اللبنانية نعلن اننا نقف الى جانب المقاومة الشعبية السورية ونقدم العون والتنسيق والتدريب والتعاون من اجل تحرير الجولان السوري".