الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 20:01

أهميه الأهل والمدرسة بتنشئة وبناء الأجيال ومنع الجريمة/ بقلم: المحامي د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 08/05/13 11:34,  حُتلن: 11:44

د. صالح نجيدات في مقاله:

وضع المعلم ومكانته اليوم سيئة لأنه قيد وكبل بالقوانين التي تمس به والتي حددت من صلاحيته ومست بمعنوياته وقدرته على العطاء

الفطرة قابلة للتكيف وتقبل مختلف صور الفكر والسلوك والقيم والتعليم فتتشكل الذات وتتكون الشخصية في مرحلة النشأة الأولى

نجد أحيانا نسبة لا بأس بها من الأهالي لا يهتمون بما يجري لأولادهم ولا يكرسون وقتا لهم ولا لحاجاتهم ولا لتحصيلهم العلمي في المدرسة

مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يتعلم بها الفرد المعلومات الاساسية والعادات والمعايير الاجتماعية والقيم والأخلاق ويتعلم الأشياء الممنوعة والمسموح بها

الطفل يولد على الفطرة النقية الصافية المتجهة نحو الاستقامة في أصل نشأتها إلا أن هذه الفطرة قابلة للتكيف وتقبل مختلف صور الفكر والسلوك والقيم والتعليم فتتشكل الذات وتتكون الشخصية في مرحلة النشأة الأولى ، أي مرحلة الطفولة. قال تعالى: " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والافئده لعلكم تشكرون ". صدق الله العظيم.

التربية الصالحة
القرآن ربط بين ما يتعلمه ويكسبه الإنسان في نشأته الأولى مما يسمع ويرى ويتعلم ويعقل وبين ما تؤول إليه الشخصية فيما بعد ، لذا على الأهل ان يهتموا بتربية أبنائهم التربية الصالحة والسليمة. إن سبب السلوك السوي هو التربية الصالحة في مرحلة الطفوله وتعليم القيم والأخلاق الحسنة والمعايير الاجتماعية والاحترام للفرد هي بمثابة البوصلة التي يسير على هديها الفرد في حياته وان كثيرا من حالات الانحراف والإمراض النفسية التي يعاني منها الفرد في مرحلة الشباب مثل: الحقد والشعور بالنقص والانانيه والعدوانية والعنف واستعمال المخدرات والكذب والسرقة وارتكاب الجرائم وسوء المعاشرة والانطوائية تعود أسبابها إلى التربية السلبية في مرحلة الطفوله، وهؤلاء الأفراد هم الأكثر ترشيحا لدخول عالم العنف والجريمة.

مرحلة الطفولة
إن مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يتعلم بها الفرد المعلومات الاساسية والعادات والمعايير الاجتماعية ، والقيم والأخلاق ويتعلم الأشياء الممنوعة والمسموح بها وقوانين الحياة والصفات التي يكتسبها من الأهل والبيئة القريبة ومن المدرسة هي الصفات التي تبقى تلازمه كل حياته ، لذا نرى أن تنشئة الطفل في المراحل الأولى من حياته هي الحاسمة والمهمة والتي تقرر صفات الفرد ومعالم شخصيته وسلوكه مستقبلا. إن التربية هي العنصر المهم ببناء الشخصية للفرد السوي وأي خلل فيها أو تخلف في اليآتها يؤدي لتخلف الفرد ثم المجتمع ثم ألامه وارتكازها في السلم الحضاري، لذا يلعب الأهل الدور الحاسم والمهم في تنشئة الأجيال. ولكن نجد أحيانا نسبة لا بأس بها من الأهالي لا يهتمون بما يجري لأولادهم ولا يكرسون وقتا لهم ولا لحاجاتهم ، ولا لتحصيلهم العلمي في المدرسة ، ولا يهتمون بانتظام دوامهم للمدرسة او التسرب منها ، ولا يوجهون ولا ينصحون أولادهم، لذا يعيش الأولاد كالأيتام: وكما قال الشاعر: ليس اليتيم من تجد له أما تخلت -- أو ابا مشغولا.

دور المدرسة
وبعد الأهل يأتي دور المدرسة في التعليم والتربية ، فكانت المدرسة في الماضي هي صانعة ومربية الأجيال لأنها كانت تعلم وتربي وكان لها مكانتها المحترمة والمرموقة في المجتمع ولكن اليوم اقتصر دورها على التعليم فقط وتزعزعت مكانتها فلم تعد تلعب الدور المهم والمركزي التي كانت تلعبه في الماضي واليوم يسود قسما كبيرا من مدرسنا الفوضى وتعثرت العملية التعليمية وأصبحت المدرسة تشكي همها لرب العالمين، لأن هنالك اعتداءات من قبل بعض الطلاب وأهاليهم على المعلمين وادخلوا عليها الفوضى وأعمال الشعب. بالاضافه لذلك فإن وضع المعلم ومكانته اليوم سيئة لأنه قيد وكبل بالقوانين التي تمس به والتي حددت من صلاحيته ومست بمعنوياته وقدرته على العطاء ناهيك الشكاوى التي تقدم ضده والتهديدات التي يتلقاها بحالة أراد تهذيب احد طلابه.

رسالة المعلم
إن مهنة بل رسالة المعلم عظيمة وكبيرة ومهمة لأنه صانع الأجيال وصاحب التأثير الابلغ بتكوين العقول والثقافات ومهندس شخصيات الأجيال وهو الذي يصنع مستقبل الأمة، ومن هنا أهمية المعلم والمدرسة، فالتعليم رسالة سامية ومقدسة وحتى يقوم صاحب هذه الرسالة بتنفيذ رسالته براحة بال واطمئنان يجب أن نوفر له الأجواء الملائمة وكذلك يجب على كل أفراد المجتمع منح الاحترام والتقدير والمحبة للمعلم لكي يقوم بواجبه على أحسن وجه، فتحية إجلال وإكبار لكل المعلمين، فمن علمني حرفا كنت له عبدا ، ولولا المربي لم اعرف ربي , لذا يجب إعادة ألمكانه المرموقة والمحترمة للمدرسة والمعلم كما كان في الماضي لكي يؤدي رسالته وبالذات نتيجة الظروف التي يمر بها مجتمعنا العربي في اسرائيل.

تراجع أداء المدارس
إن تراجع أداء المدارس يعني ازدهار سوق الجريمة وتنامي إعداد السجون وتدمير الأجيال الشابة. وأي خلل أمني او أخلاقي يظهر في أي مجتمع ستجد إن بداية هذا. الخلل ظهر غالبا في أثناء فترة الدراسة المبكرة وما قبلها وستجد أيضا أن المدرسة لم تحاول آنذاك اكتشاف أولئك الطلاب المرشحين لدخول عالم العنف والجريمة ولم تعمل مبكرا على إعادة توجيههم خلال الفترة الذهبية من أعمارهم ، للأسف نتجاهل ما يتشكل في عقولهم من مفاهيم وأفكار مختلفة ونتعامى عما يتراكم ويستقر في وجدانهم من قيم خاطئة، واليوم وبعد أن صلبت أعوادهم واشتدت سواعدهم وتم احتلال عقولهم سارعنا إليهم لننصحهم ونعظهم لننقذ ما يمكن انقاذة ، قال الشاعر:  قد ينفع الإصلاح والتهذيب في عهد الصغر—والنشوء إن أهملته طفلا تعثر في الكبر. 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة