الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 09:02

هل أصبحت عباداتنا مجرد عادة ؟/ بقلم:جميل أبو خلف

كل العرب
نُشر: 07/05/13 18:15,  حُتلن: 07:48

جميل أبو خلف في مقاله:

الكثير منا يؤدي الطاعات والواجبات الدينية المختلفة لكن يبقى السؤال المطروح هل أديناها بكونها عبادة لله رب العالمين أم أنها تحولت إلى عادة؟

منا من يؤدي صلاته وكأنها صارت مجرد عادة ولا يعي أهميتها ولربما البعض يشعر بالضيق أو القلق في صلاته والعياذ بالله على الرغم أنه بالأصل ينبغي علينا أن نشعر بالطمأنينة والراحة خلال الصلاة

في عبادة الصيام فلا بد لنا من استشعار هذه الشعيرة العظيمة فهناك عدد من الناس يصوم رمضان فقط لأن الجميع يكون صائما وهو تعود على ذلك الشهر الفضيل وحينما تنظر إلى أفعاله وأقواله تجدها أبعد ما تكون عن شخص صائم بجوارحه

عدد المسلمين في العالم بلغ اكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وما أكثر الناطقين بالشهادتين فهم كثر أيضا والحمد لله ، وبظني أن المؤدّين للفرائض الخمس هم كثر أيضاً فيكفينا "فخراً" ويكفينا يقينا أن عددهم يكاد لا يحصى والحمد لله. لو التفتنا لأنفسنا ولمن حولنا لوجدنا أن الكثير منا يؤدي الطاعات والواجبات الدينية المختلفة ، لكن يبقى السؤال المطروح هل أديناها بكونها عبادة لله رب العالمين أم أنها تحولت إلى عادة ؟ هل استشعرنا العبادات بداخلنا بالفعل؟ وهل استشعرنا أجرها عند الله ؟! هل نشعر بلذة الطاعات ونحن نؤديها؟ هل نشعر بالصلة مع الله من خلال تلك العبادات ؟ أم هي مجرد عادات تعودنا أن نمارسها بشكل دائم أو منتظم؟  هل نؤدي صلاتنا والتي هي عماد الدين بخشوع وخضوع؟ هل نعي أو نتذكر ماذا يقول الامام أثناء الصلاة؟ وهل يتابع احدنا ويركز في صلاته وعدد ركعات الصلاة مثلا !هذا إن كنا نصلي في جماعة أصلاً ، وان كنا في بيوتنا أو في أي مكان آخر فلربما ينسى البعض منا أنه يصلي والعياذ بالله .

تأدية الصلاة
فلو نظرنا إلى هذه الفريضة تحديدا نرى أن منا من يؤدي صلاته وكأنها صارت مجرد عادة ولا يعي أهميتها ، ولربما البعض يشعر بالضيق أو القلق في صلاته والعياذ بالله على الرغم أنه بالأصل ينبغي علينا أن نشعر بالطمأنينة والراحة خلال الصلاة كما شعر بها المعصوم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، قال تعالى : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" . هل أدركنا أهمية الصلاة ؟ وهل نفقه معنى الصلاة وهل علمنا انه إذا صلحت صلاتنا صلحت باقي أعمالنا ؟ وهل علمنا أننا سنسأل عنها في مقدمة الأسئلة في محكمة العدل الإلهية؟  لا بد من استشعار العبادة في قلوبنا وجوارحنا ولا تكون تلك العبادة مجرد حركات رياضية فقط ربما لا يعلم مؤديها ماذا قرأ الإمام ، حتى أصبحنا في كثير من الأحيان لا نشعر بطعم تلك العبادة العظيمة ، وتفوتنا الصلاة ولا نشعر بأي نوع من الحرقة على فواتها.

عبادة الصيام
أيضاً في عبادة الصيام فلا بد لنا من استشعار هذه الشعيرة العظيمة فهناك عدد من الناس يصوم رمضان فقط لأن الجميع يكون صائما وهو تعود على ذلك الشهر الفضيل وحينما تنظر إلى أفعاله وأقواله تجدها أبعد ما تكون عن شخص صائم بجوارحه .  ولو نظرنا إلى سلوكيات كثير من المسلمين في هذا الشهر الفضيل فنرى زيادة في إنفاق النقود على الأكل والتفنن في صنع أنواع المأكولات ونرى زيادة عدد الولائم ؛ ولا بأس في ذلك ولكن هل تكون هذه الولائم لرضى الله تعالى ولينال الأجر أم أنها تكون للمباهاة والمفاخرة ؟. المساجد تمتلئ بالمصلين فقط في رمضان وكأن الله سبحانه نادى إلى صلاة الجماعة فقط في رمضان ، ألم يقل سبحانه وتعالى "أقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين "؟ ألم ينادينا المؤذن للصلاة كل يوم وفي كل وقت من أوقات الصلاة أن حيّ على الصلاة؟ أم اعتدنا أن نزور المساجد فقط في هذا الشهر الكريم؟
ولنعرج في طريقنا في هذا الحديث على قارئ القرآن، فنلاحظ أن هناك من يتفاخر بأنه يحفظ أجزاء منه أو حتى يحفظه كله ويتلوه أكثر من مرة ولكن هل القراءة والحفظ يكفيان وهل تنفع قراءته بلا تدبر ولا فهم ولا تطبيق ؟. لماذا لا نحول هذه العادات إلى عبادات؟ ولماذا لا نعمّر مساجد الله من خلال صلاة الجماعة والتي أجرها يزيد عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة؟. لماذا لا نمتثل لأوامر الله عز وجل ونضع نصب أعيننا تقوى الله ومخافته لنكون متعلقين بخالقنا عز وجل؟

إتقان العبادات 
قال تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين". ليس أدل على ذلك من أن العبادات تحولت لدى فئة غير قليلة منا إلى عادات وذلك لما نراه بأم أعيننا ونسمعه بآذاننا من أمور تندى لها الجباه من تجاوزات ومخالفات شرعية وأمور أخرى تغضب وجه الله عز وجل والتي تصدر منا نحن معشر المصلين أولا والتي تتعارض مع تعاليم ونصوص الدين والتي جميعنا يعلم بقرارة نفسه أنها لا تليق بل وتتنافى مع الدين والأخلاق وحتى العادات والتقاليد. لا أقصد التعميم، ولا أقصد التجريح لأحد أو لمجموعة بعينها ولربما لا يخلو أحد منا من العيوب والذنوب ولهذا رغبت في أن أسوق هذا الحديث علنا نتذكر بإذن الله أن الفوز بالجنة يحتاج إلى مزيد من أعمال البر والتقوى والصالحات، وكذلك إلى إتقان العبادات وبعد ذلك ننتظر رحمة الله والتي بواسطتها نفوز بجنات الخلد بمشيئة الرحمن الرحيم. أسأل الله العلي العظيم ان تمتلئ حياتنا بالطاعات والعبادات وأن تكون عبادتنا بنية خالصة لله تعالى وأن نفقه معاني هذه العبادات وأن تكون عبادة حقيقية وغير تقليدية أو مجرد عادة تعودنا عليها.

 موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة